بيان أنَّ مِن الكُفر تسمية الله تعالَى بالعلَّة وأنَّ أهل الفتنة يتلاعبون بالفتاوَى الشَّرعيَّة

بيان أنَّ مِن الكُفر تسمية الله تعالَى بالعلَّة

وأنَّ أهل الفتنة يتلاعبون بالفتاوَى الشَّرعيَّة

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فإنَّ أهل الفتنة يستفتون المشايخ في الأرض عن مسائلَ يُنكرونها في فتاوَى مولانا الشَّيخ عبدالله الهرريِّ فإنْ أجابوهُم بما يُخالف جواب شيخنا أعلنوا جواب المسؤول بقصد الطَّعن بشيخنا والتَّشنيع عليه حتَّى لو كان المسؤول لا يبلُغ أنْ ينظُر إلى رُتبة شيخنا -رحمه الله- في العِلم.

2

وإنْ وافق جواب المسؤول جواب شيخنا رحمه الله كتم أهل الفتنة الجواب وأخفَوه وخبَّأُوه وتحت الأرض لو استطاعوا لدفنوه! وذلك أنَّهُم قوم لا يُبالون بالشَّرع ولا يهتمُّون بمعرفة الحقِّ ولا بمُوافقة الشَّريعة وإنَّما هُم جُنود إبليس في حربه على الدَّعوة الإسلاميَّة الحقَّة فلا حول ولا قوة إلا بالله.

3

وكان مولانا الشَّيخ عبدالله الهرريُّ رحمه الله قد أفتَى بكُفر مَن سمَّى اللهَ تعالَى (علَّة) لأنَّ العلَّة في اللُّغة معناها المرَض كما قال أصحاب المعاجم في اللُّغة العربيَّة، وهذه الفتوَى مع كونها واضحة جليَّة سهلة على المُتلقِّي إلَّا أنَّ أهل الفتنة أنكروها لأنَّهُم لا يهتمُّون ببراءة النَّاس مِن الكُفر.

4

ولذلك فقد سأل أهل الفتنة الشَّيخ (نضال رشِّي) الَّذي أفتاهُم بتكفير مَن سمَّى الله تعالَى (علَّة) فكان جوابُه مُوافقًا لجواب شيخنا الهرريِّ رحمه الله؛ ولكنَّ أهل الفتنة كتموا جواب (نضال رشِّي) ولم يُنكروه وذلك أنَّ إبليس إنَّما وظَّفهُم في الطَّعن بشيخنا الهرريِّ لكونه عالِمًا عاملًا بعلمه.

5

مِن هُنا تعلم أخي القارئ أنَّ أهل الفتنة جَهَلَة مُتصولحة يتمظهرون باتِّباع الشَّرع ولا يتَّبعون الشَّرع حقيقة وأنَّهُم يتجرَّأون على الخوض في مسائل لا ناقة لهُم فيها ولا جمَل وأنَّهُم يسعَون أنَّ يبقَى المُرتدُّ على الرِّدَّة في مسائل كثيرة دون أنْ يرجع إلى الإسلام بالنُّطق بالشَّهادتَين والعياذ بالله.

6

فأهل الفتنة تركوا مُحاربة الكُفر ولذلك لم يُكَفِّروا مَن سمَّى الله بالعلَّة؛ وأمَّا عُلماء الإسلام فقد صرَّحوا بكُفر مَن سمَّى الله بالعلَّة فقال ركن الإسلام السُّغديُّ: <مَن سمَّى الله علَّة أو سببًا كفر> انتهَى وقال النَّسفيُّ في تفسيره: <ومِنَ الإلحاد تسمية الله بالجسم والجوهر والعقل والعلَّة> انتهَى.

7

والخُلاصة أنَّه قد ثبت أنَّ أهل الفتنة لا يجوز استئمانُهُم على نقل المسائل الشَّرعيَّة بل يحرُم استفتاؤُهُم مهما كانت المسألة صغيرة أو كبيرة في العقائد أو في فُروع الأحكام الفقهيَّة وذلك أنَّهُم غير ثِقات وأنَّهُم يتلاعبون بأجوبة المشايخ فيُظهرون ما وافق هواهُم ويكتُمُون ما يفضح جهلهُم.

مُلاحظة: في المُداخلات وثيقة تُثبت كون أهل الفتنة مُتلاعبين بالفتاوَى الشَّرعيَّة.

نهاية المقال.

Aug 13, 2021, 7:20 AM

نعي الفاضلة آمنة عيسَى ملكاوي رحمها الله

بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بمزيد مِن الرِّضَى بقضاء الله وقدره

ننعي إليكُم

الفاضلة آمنة عيسَى ملكاوي رحمها الله

والَّتي توفَّاها الله في الأُردُنِّ

جاء في الحديث: <ما الميِّت في قبره إلَّا شبه الغريق المُتغوِّث ينتظر دعوة مِن أب أو أُمٍّ أو أخ أو صديق ثقة أو ولد صالح فإذا لحقه ذلك كانت أحبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُدخِل على أهل القُبور مِن دُعاء أهل الدُّور أمثال الجبال وإنَّ هديَّة الأحياء للأموات الاستغفار لهُم> رواه البَيهقيُّ في [شُعب الإيمان].

فلا تبخلوا بالدُّعاء والاستغفار لها وقراءة القُرآن عن رُوحها.

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

Aug 14, 2021, 1:34 AM

بيان كُفر مَن سمَّى الله تعالَى علَّة أو سببًا (2)

وأنَّ أهل الفتنة يُشجِّعون النَّاس على التَّلفُّظ بالكُفر الصَّريح

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فقد حكم عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة بتكفير مَن سمَّى اللهَ تعالَى (علَّة) أو (سببًا) لأنَّ في ذلك تشبيهًا لله تعالَى بخلقه ولذلك قال رُكن الإسلام السُّغديُّ: <مَن سمَّى الله علَّة أو سببًا كفر> انتهَى وقال النَّسفيُّ في تفسيره: <ومِنَ الإلحاد تسمية الله بالجسم والجَوهر والعقل والعلَّة> انتهَى.

2

وكان أهل الفتنة يُنكرون هذه الفتوَى السُّنِّيَّة ولا يدخُلون في تفصيل فيها مُطلَقًا حتَّى بَغَتَهُم أحد مشايخهم بتقريرها حيث أطلق في تكفير مَن سمَّى اللهَ تعالَى علَّة وهُو صواب ولم يُفصِّل أي لم يقُل: “يكفُر إنْ أراد كذا ولا يكفُر إنْ أراد كذا”.. بل أطلق بتكفير مَن سمَّى اللهَ تعالَى علَّة.

3

وغفَل أهل الفتنة عن محلِّ احتجاجنا بردِّ شيخهم عليهم؛ فطَفِقوا يتأوَّلون كلامه والاستدراك عليه بالقُيود والاستثناءات -الَّتي لا تُسمن ولا تُغني مِن جوع- وهذا منهُم وُقوع فيما اتَّهموا به غيرهُم! وليت شعري هل سيتَّهمون شيخهُم بأنَّه صاحب وسوسة وأنَّه مُتسرِّع بالتَّكفير بغير حقٍّ!

4

وزعم أهل الفتنة أنَّ وصف الله تعالَى بالعلَّة إنْ أُريد بها السَّبب فهُو خطأ في التَّعبير صواب في الاعتقاد! وكلامهم مُتهافت فقد قال شيخ الإسلام السُّغديُّ: <مَن سمَّى الله علَّة أو سببًا كفر> انتهَى كما نقله غير واحد مِن العُلماء منهُم الإمام الزَّبيديُّ في [شرح إحياء عُلوم الدِّين].

5

فكلام أهل الفتنة تهدمُه أقوال عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة الَّذين منعوا مِن تسمية الله تعالَى علَّة أو سببًا كون ذلك انتقاصًا لله تعالَى فكيف يكون اعتقاد معناه صحيحًا! والسَّبب مخلوق يُتَوَصَّل به إلى مخلوق آخَرَ فتهوين وصف الله بذلك فيه تشجيع للنَّاس على الكُفر والعياذ بالله تعالَى.

6

أمَّا مَن خاطب الملاحدة فقال: إنَّ ما تُسمُّونه علَّة.. إلخ أو قال: إنَّ العلَّة الَّتي تدَّعون.. إلخ فهذا يختلف عمَّن سمَّى اللهَ تعالَى علَّة أو سببًا وإنَّما كلامُنا في الثَّاني لأنَّ العلَّة والسَّبب مِن معاني المخلوقين، والإجماع مُنعقد على تكفير مَن وصف الله تعالَى بمعنًى مِن معاني المخلوقين.

7

وقال بعض الجَهَلَة المُتصولحة: (عِلَل التِّرمذيِّ؛ هل الكتاب يتحدَّث عن أمراض الإمام التِّرمذيِّ) فلم يفهم وجه التَّشبيه بين العلَّة الَّتي تُضعف المريض وبين العلَّة الَّتي تُضعف الحديث أو تُسقِط رُتبته أو يحصُل بها تصحيف وتحريف لألفاظه ومعانيه فلا حول ولا قُوَّة إلَّا بالله!

نهاية المقال. Aug 15, 2021, 8:21 PM