بيان مذاهب الأئمَّة
في الرَّدِّ على مَن كفَّر الأُمَّة
في جواز الصَّغائر الَّتي لا خسَّة فيها على الأنبياء عليهمُ السَّلام
– المجلس الرابع من سلسلة المجالس الجديدة:
الحمدلله
وصلى الله وسلم على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه
اللهم وفقنا إلى ما تحب وترضى
وارزقنا حسن النوايا ءامين
كلامنا اليوم في رد وإبطال تكفير أهل الفتنة للمسلمين بغير حق
وقبل الشروع في ذلك نبدأ بمقدمة قصيرة
أجمع علماء أهل السنة والجماعة على عصمة الأنبياء من الكفر والكبائر وصغائر الخسة
أ- فلا يقع نبي في كفر أبدا
ب- ولا يقع نبي في معصية كبيرة أبدا
ج- ولا يقع نبي في صغيرة خسيسة أبدا
أما الصغائر التي لا خسة فيها
فالعلماء منقسمون في وقوع الأنبياء بها
الأقل من العلماء قالوا: لا تجوز على الأنبياء ولا يقعون فيها أبدا
أما الجمهور أي أكثر العلماء فقالوا الصغائر جائزة على الأنبياء ولكن بشروط
منها:
أ] أنها تكون (لا خسة فيها ولا دناءة)
ب] أنها تكون غير مزرية بهم وغير قادحة بمناصبهم وغير منفرة
ج] أنها تقع منهم نادرا فلا تكثر منهم
د] أنهم لا يصرون عليها فلا تتكرر منهم
هـ] أنهم ينبهون فورا للتوبة قبل أن يقتدي بهم فيها غيرهم
قال النَّوويُّ فِي [شرح مُسلم]:
<وَاخْتَلَفُوا فِي وُقُوعِ غَيْرِهَا مِنَ الصَّغَائِرِ مِنْهُمْ فَذَهَبَ مُعْظَمُ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِينَ وَالمُتَكَلِّمِينَ مِنَ السَّلَفِ وَالخَلَفِ إِلَى جَوَازِ وُقُوعِهَا مِنْهُمْ وَحُجَّتُهُمْ ظَوَاهِرُ القُرْآنِ وَالأَخْبَارِ> انتهى.
وقال بدر الدِّين الزَّركشيُّ فِي كتابه [البحر المُحيط فِي أُصول الفقه]:
<وَنَقَلَ القَاضِي عِيَاضٌ تَجْوِيزَ الصَّغَائِرِ وَوُقُوعَهَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِينَ وَقَالَ فِي [الإِكْمَالِ]: إِنَّهُ مَذْهَبُ جَمَاهِيرِ العُلَمَاءِ> انتهى
وقد جاء في القرآن الكريم آيات فيها إضافة الذنب للأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه
وهذه الإضافة عند الجمهور حقيقية أي أن الذنب المضاف إليهم حقيقي ولكن صغير لا خسة فيه
أما عند الأقل من العلماء فهذه الإضافة مجازية
أي حملوا لفظ الذنب على ما ليس بذنب وقالوا إن هذا الفعل الذي هو ليس بذنب سُمِّي في القرآن ذنبا لأنه يشبه الذنب في شيء
وقد ابتدع أهل الفتنة تكفيرا بغير حق
ابتدعوا تكفيرا ينطبق على أكثر الأمة المحمدية
ابتدعوا تكفيرا ينطبق على أكثر المسلمين من أهل السنة والجماعة من العلماء والعوام على السواء
فقال أهل الفتنة: إن مجرد إضافة الذنب بحق نبي يكون شتما له وذما له وقدحا به
يعني يُكفِّرون من قال: (آدم عصَى) في غير قراءة القرآن
فمن قرأ قوله تعالى: {وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ} فأراد تدبر المعنى فقال: إن آدم صدر منه الذنب صار هذا كافرا عند أهل الفتنة!
وفي قول أهل الفتنة هذا تكفير أكثر الأمة المحمدية
وكلامهم باطل مردود من وجوه كثيرة جدا
وسوف نذكر عشرة وجوه منها بإذن الله تعالى في عجالة:
الوجه الأول:
لو كان مجرد قول: (إن نبيا عصى) ذما وقدحا
لكان القرآن مشتملا على ذم الأنبياء والقدح بهم
ولا يقول بذلك مسلم عاقل
والله تعالى قال: {وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ}
فهل يقول أهل الفتنة: إن القرآن اشتمل على ذم الأنبياء والقدح بهم!
أعوذ بالله من قول ذلك
فأهل الفتنة إما أن يقولوا: إن القرآن فيه ذم بالأنبياء لأن فيه قول الله تعالى: {وَعَصَىٰ آدَمُٰ}
أو فليرجعوا عن تكفير الأمة بغير حق
فمجرد قول آدم عصى لا يكون كفرا
بخلاف من قال ذلك مريدًا شتم وسب وتنقيص سيدنا آدم عليه السلام فعند ذاك يكون كفرا بلا خلاف
قال ابن بَطَّال في [شرح البُخاريِّ]:
<وقال أهل السُّنَّة: جائزٌ وقوعُ الصَّغائر مِنَ الأنبياء؛ واحتجُّوا بقوله تعالى مخاطبًا لرسوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} فأضاف إليه الذَّنْب> انتهى
إذا ابن بطال كبير مالكية زمانه يقول إن الآية فيها إضافة ذنب إلى نبينا عليه الصلاة والسلام
فهل يقول أهل الفتنة إن القرآن اشتمل على ذم نبينا وشتمه والقدح به! أعوذ بالله.. لا يقول ذلك مسلم أبدا
الوجه الثاني:
أن العلماء كفَّروا من قال: (آدم عصى ولم يتب)
فجعلوا علة التكفير قوله: (ولم يتب)
لأن المعصية الصغيرة التي تليها توبة لا تقدح بالنبوة
أما ترك الندم والتوبة على فعلها فهذا فعل قادح من نسبه للانبياء يكفر
فهذا يدل أنه لو قال (آدم عصى) ولم يزد (ولم يتب) لَمَا كان كُفرًا
وهاكم الدليل:
قال المفتي الشَّيخ مُحمَّد علِّيش في [فتح العليِّ المالك فِي الفتوى على مذهب الإمام مالك]:
<قَالَ البُرْزُلِيُّ: فَتَمْثِيلُ النُّحَاةِ لِلَمْ وَلَمَّا بِقَوْلِهِمْ: “وَلَمَّا عَصَى آدَم رَبَّهُ وَلَمْ يَنْدَمْ” كُفِّرَ. وَكُفْرُهُ أُخْرَوِيٌّ لِأَنَّهُ زَادَ عَلَى نَصِّ القُرْآنِ وَلَمْ يَنْدَمْ وَهُوَ زِيَادَةٌ فِي القَدْحِ> انتهى.
فالعلماء لن يحكموا بكفره لقوله (آدم عصى) ولكن لأنه قال إن آدم لم يندم
إذا فليرجع أهل الفتنة عن تكفير المسلمين بغير حق
الوجه الثالث:
أن العلماء بينوا أن من أضاف إلى الأنبياء ما لا يجوز عليهم من الذنوب إجماعًا (كالكفر والكبائر والخسائس وترك التبليغ) يكفر
أما من أضاف إليهم ما يجوز في حقهم لا يكون كافرًا
فقال العلماء: من نسب الكبيرة للأنبياء يكفر
ولم يقولوا: من نسب الصغيرة يكفر
والفرق بين العبارتين كبير
قال الرَّمليُّ:
<ويكفر مَن أراد بالمعصية الكبيرة>
قال أي ابن عابدين:
<أي بأنْ قال إنَّ المعصية الَّتي صدرت مِن آدم كبيرة فإنَّه يكفر لأنَّه قد خالف الإجماع> انتهى
فانظروا كيف جعلوا علة الوقوع في الكفر نسبة ما خالف الإجماع
أي نسب إلى الأنبياء ما لا يجوز في حقهم بالإجماع
ولم يُكفِّروا من قال إن المعصية صغيرة لا خسة فيها
الوجه الرابع:
لو كان مجرد الوقوع في صغيرة لا خسة فيها يوجب الذم والقدح
لكان من جوز على الأنبياء الصغائر قد جوز عليهم ما يوجب الذم والقدح
وقد علمتم أن جمهور علماء أهل السنة والجماعة هم من جوَّزوا الصغائر التي لا خسة فيها على الأنبياء
فهذا دليل أن الوقوع في صغائر لا خسة فيها لا يوجب الذم والقدح
قال الإمام الأشعريُّ في [المُجرَّد]:
<إنَّ أنواعَ الألطافِ إذا توالَتْ وفعلَها اللهُ بالمكلَّفِ ولمْ تتخلَّلْها كبيرةٌ قيل لمَن فُعِلَ بهِ ذلكَ إنَّهُ معصومٌ مُطلقًا وذلكَ كأحوالِ الأنبياءِ والمُرسلينَ> انتهى
وقال التَّفتازانيُّ:
<وبمجرَّد كبيرة سهوًا أو صغيرة ولو عمدًا لا يُعدُّ المرء مِنَ الظَّالمين على الإطلاق؛ ولا مِن الَّذين أغواهم الشَّيطان؛ ولا مِن حزب الشَّيطان؛ سيَّما مع الإنابة> انتهى
الوجه الخامس:
أن العلماء بينوا أن هذه الصغائر الجائزة على الأنبياء
أ) لا تزري بهم = أي لا تُحَقِّرُهُم
ب) ولا تقدح في مناصبهم
ج) ولا تنفِّر منهم
قال بدر الدِّين الزَّركشيُّ فِي كتابه [البحر المُحيط فِي أُصول الفقه]:
<وَنَقَلَ القَاضِي عِيَاضٌ تَجْوِيزَ الصَّغَائِرِ وَوُقُوعَهَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِينَ وَقَالَ فِي [الإِكْمَالِ]: إِنَّهُ مَذْهَبُ جَمَاهِيرِ العُلَمَاءِ> انتهى
وقال:
<وَأَمَّا الصَّغَائِرُ الَّتِي لَا تُزْرِي بِالمَنَاصِبِ وَلَا تَقْدَحُ فِي فَاعِلِهَا فَفِي جَوَازِهَا خِلَافٌ مِنْ حَيْثُ السَّمْعُ مَبْنِيٌّ أَوَّلًا عَلَى ثُبُوتِ الصَّغِيرَةِ فِي نَفْسِهَا> إلخ.
الوجه السادس:
أن الجمهور قالوا إن الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه
لا يقتحمون المعاصي = أي لا يدخلونها بقوة
ولا يتلبسون بها = أي لا يصرون عليها
وهذا معناه أن الأنبياء لا يتلبسون بحالة العصيان ولا بحالة اقتحام الحرام
فوقوع النبي في صغيرة لا خسة فيها أمر نادر الحصول طارئ ليس من الأحوال المعهودة فيهم
لأنهم ينبهون فورا فيقلعون عنها ويتوبون منها قبل أن يقتدي بهم فيها الناس
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
قال القاضي عياض في [الشِّفا]:
<مَنْ جَوَّزَ الصَّغَائِرَ؛ وَمَنْ نَفَاهَا عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يُقِرُّ عَلَى مُنْكَرٍ..> انتهى أي لا يصر على الصغيرة بل يقلع عنها فورا
الوجه السابع:
أن من قال إن مجرد إضافة الذنب لنبي ذم له وقدح به
تكون سيدتنا عائشة -رضي الله تعالى عنها- عنده كافرة بذلك
لأنها أضافت الذنب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح الثابت
روى البُخاريُّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقوم مِن اللَّيل حتَّى تتفطَّر قدماه فقالت عائشة رضي الله عنها:
<لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدَّم مِن ذنبك وما تأخَّر>
قال:
<أفلا أُحِبُّ أنْ أكون عبدًا شكورًا> الحديث
فقولها <ذنبك> فيه إضافة لفظ الذَّنب بحقِّه عليه الصَّلاة والسَّلام؛ فهل صارت أم المؤمنين -رضي الله عنها- كافرة عند أهل الفتنة!؟
أم الأحسن لهم أن يتراجعوا عن تكفير الأمة بغير حق.
الوجه الثامن:
أن من قال إن مجرد إضافة الذنب لنبي ذم له وقدح به
كان عنده تدبُّر معاني القُرآن كُفرًا والعياذ بالله
وقد أمرنا بتدبر معاني القرآن الكريم لتثبيت معاني آياته في الصُّدور والنُّفوس ممَّا يُورث السَّكينة وحُضور القلب
ولا يقول مسلم: إن تدبر القرآن مشتمل على الكفر!
ونحن مأمورون بتدبُّر القُرآن بنصِّ القُرآن بدليل قوله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
ومعناه لتتدبَّره أنت يا مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم وأتباعك فيعتبروا بحُجج الله فيه وليتَّعظوا بذلك
الوجه التاسع:
أنه لو كان مجرد نسبة صغيرة لا خسة فيها لنبي ذمًّا له وقدحًا به
لصار أكثر المفسرين كُفَّارًا بذلك
لأنه لا يخلو مفسر من قول آدم عصى تصديقا بالآية الكريمة
وقد نقل الإمام الماتريدي عن أكثر المفسرين من الصحابة والسلف أنهم قالوا ما معناه: إن الله أثبت الذنب على النبي ثم أخبر أنه وضعه أي غفره
قال الماتُريديُّ في تفسيره المُسمَّى [تأويلات أهل السُّنَّة]:
<وقوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ} يحتمل وجهَين أحدُهُمَا ما قال عامَّة أهل التَّأويل علَى تحقيق الوزر له والإثم كقوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} وقولِه: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} يقولون: (أثبت له الذَّنب والوزر فوَضع ذلك عنه)> إلخ..
الوجه العاشر:
أن الجمهور قال إن وقوع الصغائر التي لا خسة فيها من الأنبياء يعطيهم القوة في موقف الشفاعة لأهل الذنوب يوم القيامة
لأن ابتلاءهم بالصغائر -التي لا خسة فيها- في الدنيا يجعل في قلوبهم مزيدا من الرقة على أهل الذنوب
قال المُحدِّث تاج الدِّين السُّبكيُّ فِي [السَّيف المشهور فِي شرح عقيدة أبي منصور]:
<قالَ صاحبُ هذهِ العقيدةِ تَبَعًا لجماهيرِ أئمَّتِنا: (ولكن لم يُعصَموا مِنَ الصَّغائرِ لئلَّا تضعُفَ شفاعتُهُم لأنَّ مَن لا يُبتلَى لا يَرِقُّ علَى المُبتلَى) وقالت المُعتزلة: (هُم معصومون عن الكُلِّ) لأنَّهم لا يرَون الشَّفاعة فحيث أنكروا الشَّفاعة لم يُجوِّزوا الصَّغائر إذ فائدتُها -كما ذكرنا- الرِّقَّة> انتهى.
فهذه عشرة وجوه بأدلتها
لم نذكر وجها إلا مع الدليل عليه من القرآن الكريم
أو من أقوال علماء أهل السنة والجماعة
والحمدلله على ذلك
ولدينا مزيد وإنما أردنا الاختصار في سرد الأدلة
والخلاصة
أن التكفير الذي أطلقه أهل الفتنة
لمجرد التعبير بإضافة الذنب بحق نبي من الأنبياء
هو تكفير بغير حق
تكفير باطل
تكفير ينطبق على أكثر الأمة المحمدية
ولذلك فهو تكفير مردود وحكم غير محمود
ولو أن أهل الفتنة تفكَّروا لعلموا أنهم يفترون على الله ويفترون على الأئمة وعلى المسلمين من السلف والخلف والعياذ بالله
ووصلنا إلى بيت القصيد: أليس يا رأس الفتنة من نسب الكذب والخسائس والكبائر إلى الأنبياء يكون قدح بالنبوة؟ ويكون نسب إلى الأنبياء ما لا يجوز عليهم؟ فلماذا تعتبر إخوة يوسف أنبياء على قول صحيح معتبر عندك؟ مع أن القرآن الكريم أثبت عليهم الكذب والخسائس!؟
– يعني عند الميناوي من نسب صغيرة لا خسة فيها لنبي يكون كافرا
– أما من نسب له الخسائس والكذب فيكون قوله صحيحا معتبرا!؟
أعوذ بالله من الضلال وأهله
وآخر الكلام الحمدلله رب العالمين
نفتح المجموعة لوقت قصير
من كان عنده سؤال في مادة المجلس فليسأل الآن
Jul 10, 2021, 7:11 AM
أهل الفتنة والبَعوض
– قصيدة في أهل الفتنة الَّذين يُصرُّون على تحريف المسائل الشَّرعيَّة الواضحة الَّتي يُرجَع في فهمها إلى قواعد الدِّين.
1. وَبَعُوضَةٌ كَانَتْ عَلَى جَبَلِ ~ قَدْ طَوَّحَتْهَا نَسْمَةُ الْخَبَلِ
2. كَانَتْ تَرَى فِي نَفْسِهَا عَجَبًا ~ وَبِأَنَّهَا جَبَلٌ عَلَى جَبَلِ
3. قَالَتْ فَإِنِّي الْآنَ طَائِرَةٌ ~ فَاثْبُتْ وَكُنْ يَا طَوْدُ فِي وَجَلِ
4. مَا الْأَغْبِيَاءُ وَإِنْ هُمُ كَثُرُوا ~ إِلَّا بَعُوضٌ فَاسِدُ الْحِيَلِ
5. فِي فِتْنَةٍ جَارُوا وَمَا عَدَلُوا ~ تَبًّا لَهُمْ فِي سَاحَةِ الزَّلَلِ
6. وَتَكَبَّرُوا وَتَفَحَّشُوا عَتَهًا ~ فِي الزَّيْغِ صَارُوا مَضْرِبَ الْمَثَلِ
7. وَاللهِ خَاوِيَةٌ قُلُوبُهُمُ ~ أَذْهَانُهُمْ فِي غَايَةِ الْكَسَلِ
8. إِنْ فَكَّرُوا ظَهَرَتْ لَهُمْ عِلَلٌ ~ فُضِحُوا بِهَا مِنْ أَبْشَعِ الْعِلَلِ
9. وَهُمُ الْبَعُوضُ فَكُنْ أَخِي جَبَلًا ~ تُهْدَ النَّجَاةَ وَصَالِحَ الْعَمَلِ
– شرح: طوَّحتها: توَّهتها وذهبت بها ها هُنا وها هُنا. الخبَل: الحُمق. طَود: جبل. جاروا: ظلموا. وتفحَّشوا: تكلَّفوا سبَّ النَّاس وتعمَّدوه. عتَهًا: نقص عقل. خاوية: خالية. علل: أمراض.
– والأبيات على بحر أحذِّ الكامل.
Jul 12, 2021, 7:11 AM
