عصمة الأنبياء عن المعصية عند الطبري

بيان مذهب الإمام الطَّبريِّ في عصمة الأنبياء

عن المعصية الصَّغيرة الَّتي لا خسَّة فيها ولا دناءة

عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة أذكياء

وأمَّا الأغبياء فهُم أهل الفتنة

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

وبعدُ قال الإمام الطَّبريُّ شيخ المُفسِّرين في تفسير {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}: <وسل ربَّك غُفران سالف ذُنوبك وحادثها> انتهَى وقال في {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}: <فَيَغْفِرَ لَكَ بِفِعَالِكَ ذَلِكَ رَبُّكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ قَبْلَ فَتْحِهِ لَكَ مَا فَتَحَ وَمَا تَأَخَّرَ بَعْدَ فَتْحِهِ لَكَ ذَلِكَ مَا شَكَرْتَهُ وَاسْتَغْفَرْتَهُ> انتهَى.

وصرَّح بصحَّة اختياره: <وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا هَذَا الْقَوْلَ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ لِدَلَالَةِ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى صِحَّتِهِ> انتهَى بل وانتصر لرأيه فقال إنَّ في <صِحَّةِ الْخَبَرِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ> ما أسماه: <الدَّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ عَلَى أَنَّ الَّذِي قُلْنَا مِنْ ذَلِكَ هُوَ الصَّحِيحُ مِنَ الْقَوْلِ> انتهَى.

وقال الطَّبريُّ رحمه الله: <وَلَوْ كَانَ الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ خَبَرِ اللَّهِ تَعَالَى نَبِيَّهُ أَنَّهُ قَدْ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ عَلَى غَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْنَا، لَمْ يَكُنْ لِأَمْرِهِ إِيَّاهُ بِالِاسْتِغْفَارِ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ، وَلَا لِاسْتِغْفَارِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ مِنْ ذُنُوبِهِ بَعْدَهَا مَعْنًى يُعْقَلُ، إِذِ الِاسْتِغْفَارُ مَعْنَاهُ: طَلَبُ الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ غُفْرَانَ ذُنُوبِهِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ ذُنُوبٌ تُغْفَرُ لَمْ يَكُنْ لِمَسْأَلَتِهِ إِيَّاهُ غُفْرَانَهَا مَعْنًى لِأَنَّهُ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ يُقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبًا لَمْ أَعْمَلْهُ> انتهَى.

وقال الزَّركشيُّ في [البحر]: <ونقل القاضي عياض تجويزَ الصَّغائر ووقوعَها عن جماعة مِن السَّلف ومنهم أبو جعفر الطَّبريُّ وجماعة مِن الفقهاء والمُحدِّثين> انتهَى؛ وكذلك أسند القُرطبيُّ في تفسيره الوقوع للطَّبريِّ ربطًا بما أسماه <جَرَيَانِ الصَّغَائِرِ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ> انتهَى.

فهل كان الإمام الطَّبريُّ غبيًّا كما يدَّعي أهل الفتنة أم أنَّهُم يُضلِّلونه ويُكفِّرونه ويُفسِّقونه ويُبدِّعونه بغير حقٍّ والعياذ بالله تعالَى لأنَّهُم لم يفهموا أنَّ صُدور الصَّغيرة الَّتي لا خسَّة فيها ولا دناءة مِن الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامُه لا يقدح بمناصبهم ولا يزري بهم.. ألبتَّة.

نهاية المقال.

Oct 28, 2021 9:09:04am

جُود طَه

صلَّى الله عليه وسلَّم

.

بِجُودِ طَهَ ~ تُرْجَى الْغَنَائِمْ

تَكَادُ تَشْدُو ~ بِهِ الْحَمَائِمْ

..

طَهَ التِّهَامِي ~ رُوحِي يُلَائِمْ

هَوَاهُ عِنْدِي ~ فِي الْقَلْبِ دَائِمْ

..

وَخَيْلُ شَوْقِي ~ مِثْلُ النَّسَائِمْ

إِلَيْهِ تَجْرِي ~ بِلَا قَوَائِمْ

..

غَرَامُهُ فِي الْفُؤَادِ قَائِمْ

وَلَيْسَ تَخْفَى ~ دُمُوعُ هَائِمْ

..

أَنَا وِصَالَ الْحَبِيبِ رَائِمْ

تَفْدِيهِ رُوحِي ~ مِنْ كَيْدِ لَائِمْ

..

بَرٌّ نَبِيٌّ ~ لَهُ عَزَائِمْ

بِهِ إِلَهِي ~ يَمْحُو الْجَرَائِمْ

..

كَرِيمُ قَوْمٍ ~ فَاقَ الْكَرَائِمْ

بِهِ نُصِرْنَا ~ بَعْدَ الْهَزَائِمْ

Oct 29, 2021 1:28:47am

امدح طه الأوَّاه

اِمْدَحْ طَهَ الْأَوَّاهْ ~ لِيَنَالَ الْقَلْبُ مُنَاهْ

فَالْعَيْشُ يَطِيبُ لَنَا ~ بِمَدِيحِ رَسُولِ اللهْ

اِمْدَحْ طَهَ الْأَوَّاهْ

بِرَبِيعِ الأَوَّلِ جَاءْ ~ فَتَجَمَّلَتِ الْأَرْجَاءْ

ذِكْرَاهُ لَنَا نَعْمَاءْ ~ مَا أَجْمَلَهَا ذِكْرَاهْ

اِمْدَحْ طَهَ الْأَوَّاهْ

سَكَنَ الشَّوْقُ الْأَحْدَاقْ ~ لِمُحَمَّدَ كَمْ نَشْتَاقْ

فَلَهُ نَحْنُ الْعُشَّاقْ ~ مَا الْعِشْقُ أَخِي لَوْلَاهْ

اِمْدَحْ طَهَ الْأَوَّاهْ

فِي رُؤْيَتِهِ الْبُشْرَى ~ فِي الدُّنْيَا وَالْأُخْرَى

مَوْلَايَ أَبُو الزَّهْرَا ~ رُوحِي وَاللهِ فِدَاهْ

اِمْدَحْ طَهَ الْأَوَّاهْ

يَا رَبِّ فَصَلِّ عَلَيهْ ~ مَا حَنَّ الصَّبُّ إِلَيهْ

مَا فَاضَ الْأُنْسُ لَدَيهْ ~ وَتَرَاءَى نُورُ سَنَاهْ

اِمْدَحْ طَهَ الْأَوَّاهْ

رُوحِي لِمُحَمَّدَ رُوحِي ~ وَلَهُ بِغَرَامِكِ بُوحِي

تُشْفَى وَاللهِ جُرُوحِي ~ فِي رَوْضَتِهِ وَحِمَاهْ

اِمْدَحْ طَهَ الْأَوَّاهْ

..

قال في [لسان العرب]: <وَرَجُلٌ أَوَّاهٌ: كَثِيرُ الْحُزْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّعَّاءُ إِلَى الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الْفَقِيهُ، وَقِيلَ: الْمُؤْمِنُ، بِلُغَةِ الْحَبَشَةِ، وَقِيلَ: الرَّحِيمُ الرَّقِيقُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}، وَقِيلَ: الْأَوَّاهُ هُنَا الْمُتَأَوِّهُ شَفَقًا وَفَرَقًا، وَقِيلَ: الْمُتَضَرِّعُ يَقِينًا أَيْ إِيقَانًا بِالْإِجَابَةِ وَلُزُومًا لِلطَّاعَةِ؛ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ، وَقِيلَ: الْأَوَّاهُ الْمُسَبِّحُ، وَقِيلَ: هُوَ الْكَثِيرُ الثَّنَاءِ. وَيُقَالُ: الْأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الْأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ. وَقِيلَ: الْكَثِيرُ الْبُكَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مُخْبِتًا أَوَّاهًّا مُنِيبًا؛ الْأَوَّاهُ: الْمُتَأَوِّهُ الْمُتَضَرِّعُ> انتهَى.

Nov 13, 2021 2:06:21am

نعي الحاجَّة ابتهاج قاسم رحمها الله

بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ

ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً

فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

بمزيد مِن الرِّضَى بقضاء الله وقدره

ننعي إليكُم

الحاجَّة ابتهاج قاسم رحمها الله

والَّتي توفَّاها الله في صيدا – لُبنان

جاء في الحديث: <ما الميِّت في قبره إلَّا شبه الغريق المُتغوِّث ينتظر دعوة مِن أب أو أُمٍّ أو أخ أو صديق ثقة أو ولد صالح فإذا لحقه ذلك كانت أحبَّ إليه مِن الدُّنيا وما فيها وإنَّ الله عزَّ وجلَّ يُدخِل على أهل القُبور مِن دُعاء أهل الدُّور أمثال الجبال وإنَّ هديَّة الأحياء للأموات الاستغفار لهُم> رواه البَيهقيُّ في [شُعب الإيمان].

فلا تبخلوا بالدُّعاء والاستغفار لها وقراءة القُرآن عن رُوحها.

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ Nov 14, 2021 5:00:27am

بسبب كلام أهل الفتنة: رُزق الصَّمت المحبَّة

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

وبعدُ فإنَّ أهل الفتنة كُلَّما تكلَّموا بكلام يُؤدِّيهم الجهل إلى ضدِّه ونقيضه فهُم يقولون شيئًا ثُمَّ يُكذِّبون أنفُسهُم فيه قبل أنْ يُكذِّبهُم غيرُهُم مِن النَّاس؛ ولهذا يصحُّ أنْ تقول: إنَّ الصَّمت رُزِقَ المحبَّة بسبب كلام أهل الفتنة.

فالواحد مِن أهل الفتنة؛ إنْ أراد أنْ يُحذِّر النَّاس مِن المُجسِّمة المُشبِّهة الكُفَّار: زعم أنَّ إيمان المُجسِّمة صحيح على القول المُعتمد! وهذا الكلام منهُم ضدُّ الإسلام لأنَّ عابد الأجسام ليس مُسلمًا باتِّفاق العُلماء.

والواحد مِن أهل الفتنة؛ إنْ أراد تعظيم الصَّحابة رضوان الله تعالَى عليهم: زعم أنَّ في قتلهم بغير حقٍّ أجرًا لمَن قتلهُم ولو كان خارجًا على الإمام العادل والخليفة الرَّاشد إنْ كان مُجتهدًا! بئس القول قول أهل الفتنة.

والواحد مِن أهل الفتنة؛ إنْ أراد تعظيم الأنبياء عليهم السَّلام: زعم أنَّ مَن نسب لنبيٍّ صغيرة لا خسَّة فيها فقد قدح في منصب النُّبُوَّة بزعمه! وأمَّا مَن أطلق القول بأنَّ الأنبياء في ضلال مُبين فهذا أمر خفيف عنده!

والواحد مِن أهل الفتنة؛ لا يجد الكذب مُستحيلًا على الأنبياء بل جائز عنده أنْ يكذب الأنبياء قبل الوحي! ولهذا فهُم يُصحِّحون القول بنُبُوَّة إخوة يوسُف عليه السَّلام. فلعنة الله على مَن جوَّز الكذب على الأنبياء.

انتهَى.

Nov 15, 2021 10:39:56pm