حول عودة أهل الفتنة إلى الكلام في العصمة (أ):
متى تغلبُكُمُ الشَّفقة على عوامِّ المُسلمين يا أهل الفتنة؟
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.
1
وبعدُ فكُلَّما انتقل الحوار إلى مسألة أُخرى عاد بعض خُبثاء أهل الفتنة إلى الكلام في مسألة عصمة الأنبياء عن صغائر لا خسَّة فيها؛ مع علمهم بما أدَّى إليه قولهم مِن تكفير وتضليل وتفسيق وتبديع عُلماء أهل السُّنَّة والجماعة بغير حقٍّ على لسان بعض جَهَلَة العامَّة.
2
حتَّى إذَا قُمنا بالرَّدِّ عليهم لبيان كون المسألة خلافيَّة استغاثوا صارخين مُستنصرين بأقوال المُتصولحة المُتعولمة الَّذين افترَوا إجماعًا مكذوبًا ولكنَّنا لا نلتفت إلى هذا ولا نلتفت إلى ما يجمع النَّاس على غير الهُدى والصَّواب فإنَّ اجتماع كلمة المُسلمين لا ينبغي أنْ يكون على غير الحقِّ.
3
ويُقسم لك أحدهم بالله على صحَّة أحد قولَي أهل السُّنَّة والجماعة في هذه المسألة! وأيَّ شيء نفعل بقسمك هذا أيُّها الخائن للعهود وأيَّ شيء يُفيد؟ وهل قسمك هذا يعني تَيَقُّن بُطلان ما خالف قولك مِن أقوال أكابر عُلماء الأُمَّة مِن السَّلف والخَلَف مشاهير أهل السُّنَّة والجماعة!؟
4
أمَا كفاك أيُّها الصَّغير ما وقع مِن تكفير بغير حقٍّ جرَّاء خوضكم في هذه المسألة على غير ما قرَّره عُلماء أهل السُّنة والجماعة! هذا وأنتَ تُقرِّر الخلاف فكيف بمَن هُم عن يمينك وعن شمالك وقد خالفوك في تقرير الخلاف فكفَّروا وبدَّعوا وفسَّقوا أهل السُّنة والجماعة بغير حقٍّ!؟
5
وهذا الإمام الغزاليُّ يقول في [المنخول مِن تعليقات الأُصول]: <وأمَّا الصَّغائرُ ففيهِ تردُّدُ العُلماءِ والغالبُ على الظَّنِّ وقوعُهُ وإليهِ يُشيرُ بعضُ الآياتِ والحكاياتِ؛ هذا كلامٌ فِي وقوعِهِ> انتهى ويقول في [المُستصفى في علم الأُصول]: <فقد دلَّ الدَّليل على وُقوعها منهُم> إلى آخر كلامه.
6
هل يعجبك يا أيُّها المغرور المُرائي أنْ يستمرَّ الجَهَلَة بلَوْك الكلام الفاسد في مسألة العصمة وكأنَّك لن تضع الخوف مِن الله نُصب عينك ولن تغلبك الشَّفقة على عوامِّ المُسلمين الَّذين قذفت بهم إلى مناهج باطلة فاسدة كان أوَّلُ عملهم فيها تكفيرَ المُسلمين بغير حقٍّ والعياذ بالله.
نهاية المقال.
Jun 7, 2020, 4:58 AM
