كيف خالف أهل الفتنة القواعد الشَّرعيَّة (1)
وبيان أنَّه لا يصحُّ الاجتهاد مع وُجود النَّصِّ
يُصرُّ أهل الفتنة على فتاويهم الباطلة ولو خالفت ألف قاعدة مِن القواعد الشَّرعيَّة المُقرَّرة عند أهل السُّنَّة والجماعة؛ ويحملون بعض عبارات العُلماء على ما يُخالف الشَّرع والدِّين فيُحرِّفون مقاصدهُم ومذاهبهُم، ونحن في هذه السِّلسلة مِن المقالات نرُدُّ شُبُهاتهم في الأُصول والفُروع، ونسأل اللهَ تبارك وتعالى التَّوفيق والهداية إلى حُسن التَّحقيق إنَّه على ما يشاء قدير.
بيان أنَّه لا يصح الاجتهاد مع وُجود النَّصِّ
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله وبعدُ فإنَّ أهل الفتنة يعترفون أنَّ مِن القواعد الشَّرعيَّة المُقرَّرة عند أهل السُّنَّة والجماعة أنَّه لا يصحُّ الاجتهاد مع وُجود النَّصِّ ولا نعلم بينهُم مَن يُنكر أنَّ قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ} نصٌّ بوُجوب طاعة الخليفة وتحريم الخُروج عليه ولكنَّهُم يستدركون على هذا النَّصِّ الشَّرعيِّ بما يُخالف القاعدة المذكورة آنفًا.
فيُقال لهُم أنتُم زعمتُم أنَّ الاجتهاد بالخُروج على الخليفة الرَّاشد والإمام العادل اجتهاد مُعتبَر شرعًا رغم وُجود النَّصِّ الشَّرعيِّ بوُجوب طاعته وهذه منكُم مُخالفة للقاعدة الشَّرعيَّة المُقرَّرة عند أهل السُّنَّة والجماعة فإنَّ مِن المُتَّفَق عليه أنَّه لا يصحُّ الاجتهاد مع وُجود النَّصِّ؛ فكيف ترُدُّون مُقتضَى هذه الآية الكريمة مِن كتاب الله بلا مُسوِّغ صحيح!؟ فينقطعون..
وقد يتوهَّم سُفهاء أهل الفتنة أنَّ بعض ما يجدونه في الكُتُب مِن أقوال بعض المُصنِّفين مُسوِّغ صالح لردِّ مُقتضَى الآية الكريمة والأحاديث الصَّحيحة الثَّابتة عن سيِّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ وهذا باطل عند أهل السُّنَّة والجماعة حتَّى على تقدير ثُبوت ذلك الباطل إلى مُصنِّفي تلك الكُتُب.. فكيف ولم يثبُت سند صحيح بمثل ذلك إلى مُجتهد مُعتبَر واحد!؟
يتبع بإذن الله تعالى..
Mar 8, 2021, 12:12 PM
