مَن هُم آل أبي جهل؟ وكيف سقط كلب أهل الفتنة على أُمِّ رأسه

مَن هُم آل أبي جهل؟

وكيف سقط كلب أهل الفتنة على أُمِّ رأسه

الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.

1

وبعدُ فينطبق على أهل الفتنة قولُ الله تعالَى في حقِّ المُنافقين: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} وذلك لأنَّ أهل الفتنة توهَّموا أنَّ المُؤمنين تضرَّروا بانتفاضة آل أبي جهل غيرةً لجُبران خليل جُبران! ففرح خُبثاء أهل الفتنة كما فرح المُنافقون بأخبار غزوة أُحُد.

2

إنَّ الفيلسوف المذكور هُو الَّذي قال: (لقد مات ربِّي عندما أمات “سُلطانة” [أختُه] فکیف أحیَا بعد الیوم بلا ربٍّ) انتهَى وصاحب هذه المقولة له غيرُها مِن الكُفر البشع فلا يُستبعَد أنْ يشتعل قبرُه نارًا وعذابًا ولو بعد دفنه بسنين طويلة ليكون عبرة للنَّاس.. وما ذلك على الله تعالَى بعزيز.

3

فإذا ذُكر عذاب القبر وقد علم المُسلمون أنَّ الله تعالَى قد يُطلِع بعض عباده على بعض أحوال المَوتَى مِن عذاب أو نعيم.. فأين البأس لو حكَى الشَّيخ ما سمعه مِن أشخاص -ذكرَهُم بأسمائهم- مِن اشتعال قبر الفيلسوف المذكور دون وجود سبب لتكذيبهم فيما أخبروه به؟

4

هل يمتنع أنْ يُخبر الشَّيخ بقصَّة سمعها مِن أشخاص لا يُعرَف عنهُم الكذب في مثل هذه الأُمور ولم يوجد سبب لتكذيبهم إلَّا إنْ كانت القصَّة مُتواترة أو ثابتة بدليل عقليٍّ أو شرعيٍّ مقطوع به! مَن ظنَّ ذلك فقد جهل جهلًا عظيمًا واللهُ هُو المُستعان على ما يقول الجَهَلَة المُتصولحة.

5

وقد تحوَّل أُولئك الجَهَلَة -المُنتقِدون- إلى خُبراء في تاريخ الهندسة الميكانيكيَّة! فاستحضروا (بسهولة) أنَّ صناعة الهيليكوبتر مُتأخِّرة عن تاريخ وفاة الفيلسوف المذكور ولم ينتبه الحمقَى أنَّ الحكاية لا تقول باشتعال القبر بُعيد الدَّفن مُباشرة! فلا يبقَى لهُم بعد ذلك إلَّا الخيبة.

6

أبو جهل كان تصدَّى للشَّريعة وعاندها وأنكر الحساب والقيامة وشتم الأنبياء -عليهمُ السَّلام- فمَن أبو جهل اليوم؟ ومَن هُم آلُه الَّذين هُم على طريقته؟ هل هُم الَّذين يتصدَّون لهرطقات الفلاسفة أم الَّذين يشتُمون الشَّريعة ليل نهار؟ والجواب أسهل مِن أنْ يختلف فيه عاقلان.

7

فالقضيَّة قضيَّة فكر وعقيدة؛ والمُسلم لا يسعُه أنْ يُنكر عذاب القبر ولا أنْ يصف الكلام عن ذلك بأنَّه مِن الخُرافات والأساطير المكذوبة كما زعم بعض أهل الفتنة الَّذين ردَّدوا عبارات الملاحدة في ذلك وهذه فضيحة عظيمة في حقِّهم ويومَ القيامة يُسألون فبأيِّ شيء يُجيبون!

8

فمِن هُنا سقط كلب أهل الفتنة على أُمِّ رأسه لأنَّه كشف ضلال نفسه وفضح زيغها فإنَّ الخبيث لم يجد حاجة في أنْ يُنكر على آل أبي جهل إنكارَهُم لعذاب القبر بل شغل وقته بالطَّعن بمَن يعمل على صيانة عقائد المُسلمين مِن أبشع الكُفريَّات الَّتي سُطِرَت في كُتُب الفلاسفة.

9

هذا وتكلَّم كلب أهل الفتنة المذكور عن غسيل الأدمغة في كلام بعض مشايخنا مع أنَّ الكلام كان عن عذاب القبر ليس غير ذلك فأيُّ غسيل للأدمغة في كلام عن إثبات عذاب القبر والتَّخويف منه؟ وقد ورد في الأثر الشَّريف: <إذَا لم تستحِ فَاصْنَعْ ما شئتَ> انتهَى.

10

فمَن الَّذين يُشجِّعون على الكفر والإلحاد يا كلاب أهل الفتنة؟ أهُمُ الأصفياء الصَّادقون الَّذين يُصدِّقون بما جاءت عليه الشَّريعة الإسلاميَّة فوافقوها ووافقوا كتاب الله! أم أنتُم يا مَن تُكرِّرون عبارات الملاحدة الَّذين وصفوا عذاب القبر بالخُرافات والأساطير المكذوبة؟

وأختم المقال بهذه الأبيات الَّتي أُخاطب بها (أهل الفتنة) ومِن ورائهم (آل أبي جهل) عليهم مِن الله ما يستحقُّون:

  1. أبو جهلٍ تصدَّى للشَّريعَه ~ وأهلُ البغيِ قد تَبِعوا صنيعَه
  2. وعادَى الأنبيَا في كُلِّ بابٍ ~ جهولٌ رامَ ما لن يستطيعَه
  3. فمهلًا يا (ابنةَ البسَّامِ) مهلًا ~ حُصونُ الشَّرعِ عاليةٌ منيعَه
  4. وإنَّ اللهَ خالقُنا جميعًا ~ فيا قُبحًا لمَن قالَ: الطَّبيعَه
  5. رأيتُكِ بعتِ بالمالِ المبادي ~ وصرتِ مع الحقيقةِ في قطيعَه
  6. معَ الأشرارِ في بغيٍ وظُلمٍ ~ فتبًّا ثُمَّ تبًّا يا وضيعَه
  7. ويا مُتصولحونَ اليومَ مُوتوا ~ بكُلِّ الغيظِ في شَرِّ الوقيعَه
  8. فنحنُ مع الشَّريعةِ حيثُ كانت ~ ودينُ اللهِ حاشَا أنْ نبيعَه

نهاية المقال.

Jan 11, 2022 6:45:07am