مَن وسَّع على أهله يومَ عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته

شرح حديث:

مَن وسَّع على أهله يومَ عاشوراء

وسع الله عليه سائر سنته

يُستحبُّ التَّوسعة على الأهل يوم عاشوراء لِمَا ورد عن أبي سعيد الخُدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: <مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ> أخرجه ابن أبي الدُّنيا في [النَّفقة على العيال] والطَّبرانيُّ في [المُعجم الكبير] والبيهقيُّ في [شُعب الإيمان].

وقد قال ابن عابدين الحنفيُّ في حاشيته [ردِّ المُحتار على الدُّرِّ المُختار] [2/418]: <قَوْلُهُ: وَحَدِيثُ التَّوْسِعَةِ.. إلَخْ وَهُوَ مِنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا قَالَ جَابِرٌ: جَرَّبْته أَرْبَعِينَ عَامًا فَلَمْ يَتَخَلَّفْ> انتهَى.

وقال الحطَّاب المالكيُّ في [مواهب الجليل في شرح مُختصر خليل] [2/405]: <فَيَنْبَغِي أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى الْأَهْلِ فِيهِمَا [أي ليلة عاشوراء ويومها] وَقَالَ الشَّيْخُ زَرُّوقٌ فِي شَرْحِ الْقُرْطُبِيَّةِ: فَيُوَسِّعُ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مُرَاءاةٍ وَلَا مُمَارَاةٍ> انتهَى.

وقال الشَّيخ عبد الحميد الشَّروانيُّ الشَّافعيُّ في [حاشيته على تُحفة المُحتاج] [3/455]: <قَوْلُهُ وَهُوَ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ وَيُسَنُّ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ لِيُوَسِّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ، وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ جَرَّبَهُ فَوَجَدَهُ كَذَلِكَ> انتهَى.

عِبَارَةُ الْمَنَاوِيِّ فِي شَرْحِ الشَّمَائِلِ: <وَوَرَدَ “مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا” وَطُرُقُهُ وَإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا ضَعِيفَةً لَكِنْ اكْتَسَبَتْ قُوَّةً بِضَمِّ بَعْضِهَا لِبَعْضٍ بَلْ صَحَّحَ بَعْضَهَا الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ كَابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، وَخُطِّئَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي جَزْمِهِ بِوَضْعِهِ> انتهَى.

وقال الشَّيخ منصور العجيليُّ الأزهريُّ الشَّافعيُّ المعروف بالجمل في [حاشيته على شرح المنهج] [2/347]: <وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ وَالْأَقَارِبِ، وَالتَّصَدُّقُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيُوَسِّعْ خُلُقَهُ وَيَكُفَّ عَنْ ظُلْمِهِ> انتهَى.

وقال البُهوتيُّ الحنبليُّ في [كشاف القناع عن متن الإقناع] [2/339]: <وَيَنْبَغِي فِيهِ التَّوَسُّعَةُ عَلَى الْعِيَالِ، سَأَلَ ابْنُ مَنْصُورٍ أَحْمَدَ عَنْهُ فَقَالَ: نَعَمْ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ: “مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ” قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَدْ جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ سِتِّينَ فَمَا رَأَيْنَا إلَّا خَيْرًا> انتهَى.

والله تعالَى أعلم. Aug 17, 2021, 9:30 PM

فكرة واحدة على ”مَن وسَّع على أهله يومَ عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته

التعليقات مغلقة.