أهل الفتنة في الميزان 5
مُختصر بيان حال نايف عمُّورة
الحمدلله وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله.
1
وبعدُ فإنَّ المدعو نايف عمُّورة رجل شديد الجهل كثير التَّنطُّع إلى الفتوى بغير علم جريء في ابتداع أقوال لم يسبقه إليها أحد مِن أهل السُّنَّة والجماعة؛ على خلط وخبط قلَّ ما يجتمعان في أحد كما يجتمعان فيه والعياذ بالله.
2
وقد حصل مُنذ أكثر مِن عام أنِ انتهضت إلى الرَّدِّ عليه فتدخَّل الأخ الكريم (ج.ك) فجَمَعَنا في حوار واتسابي لعدَّة أيَّام كشف فيه نايف عمُّورة عن الكثير مِن المصائب الَّتي طالته في دينه؛ فنسأل اللهَ العافية مِن كُلِّ ذلك.
3
فنايف عمُّورة لم يكن يعلم أنَّ الرِّضى بالكُفر لا يُشترط فيه استشعار الفرح وإنَّما هُو في الأُصول: الأخذ والقبول؛ ولأنَّه كان جاهلًا بذلك ولم يمنع نفسه مِن الفتوى بغير علم فقد خرج عن الحقِّ في مسألة استنطاق الكافر بالكُفر.
4
ولا أقول ذلك لأنَّني أكره اسمَه مثلًا بل أنا أُحِبُّ له الخير وأسأل اللهَ تعالى أنْ يُوفِّقه؛ ولكنَّ الأمانة الشَّرعيَّة تدلُّنا على وُجوب التَّحذير ممَّن يغُشُّ النَّاس في دينهم سواء كان مُتعمِّدًا أو غير مُتعمِّد لأنَّه يتكبَّر عن قَبول الحقِّ.
5
والطَّيِّب طيِّب في ظاهره وباطنه؛ لا يعمل طيِّبًا حتَّى يُقال إنَّه طيِّب بينما يقطُر قلبه سَمًّا؛ وليس مقصود الطَّيِّب طلب محمدة النَّاس فهذا عين الرِّياء وإنَّما أنْ يستديم العمل على نفسه تهذيبًا وتربية بحيث يستوي ظاهره وباطنه.
6
وفي العصمة أقرَّ نايف بجواز وُقوع صغائر لا خسَّة فيها مِن الأنبياء ثُمَّ أطلق في الإنكار على مَن قال بوقوع صغيرة حقيقيَّة مِن نبيٍّ مع علمه أنَّ مَن قال بذلك عُلماء ومُجتهدون فهل يُنكر الطَّيِّب على المُجتهدين!؟
7
ثُمَّ ابتدع قولًا لعلَّه لم يُسبق إليه فزعم أنَّ المعصية على أنواع ثلاثة: حقيقيَّة ومجازيَّة وثالثة أخيرة زعم أنَّها لا حقيقيَّة ولا مجازيَّة وهذه مِن عجائب ما افترى على الشَّرع الشَّريف؛ فهل يفتري الطَّيِّب على دين الله!؟
8
وسكت نايف عن الَّذين كفَّروا مَن قال بوُقوع صغيرة لا خسَّة فيها مِن نبيٍّ؛ فكيف يسكُت عن تكفير الجُمهور بينما يُنكر على مَن قال بقول هُو نفسه يشهد أنَّه مُعتبَر شرعًا؛ هل مَن يفحش في صمته وكلامه يكون طيِّبًا!؟
9
ويا نايف؛ يقول لك يُوسف ميناوي: (إنَّ الَّذين يُجوِّزون الصَّغائر غير المُنفِّرة على الأنبياء بعد النُّبُوَّة ضالُّون)، وأنت ترى هذا القول مُعتبَرًا فأنتَ عنده ضالٌّ ورُبَّما كافر فيما يزعُم افتراءً أنَّه قول عند المالكيَّة؛ والمالكيَّة بريئون.
10
11
أمَّا الإمام البيهقيُّ فيخالفك يا نايف ويقول: <وفي كُلِّ هذا دلالة على أنَّ الشَّافعيَّ رحمه الله كان يعتقد في عليٍّ رضي الله عنه أنَّه كان مُحقًّا في قتال مَن خرج عليه، وأنَّ مُعاوية ومَن قاتله لم يخرُجوا بالبغي مِن الإيمان لأنَّ الله تعالى سمَّى الطَّائفتَين جميعًا مُؤمنِين <<<والآية عامَّة>>> وجرى عليٌّ رضي الله عنه في قتالهم مجرى قتال الإمام العادل مَن خرج مِن طاعته مِن المُؤمنين وسار بسيرته في قتالهم وقصد به حملهم على الرُّجوع إلى الطَّاعة كما قال الله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ}> انتهى كلام البيهقيِّ بحروفه.
12
فيا نايف؛ هل الطَّيِّب يقول في الدِّين مِن كيسه؟ أم يتقي الله تعالى ولا يُفتي بغير علم بسبب حُبِّه للظُّهور وأنْ يُقال (يا شيخ)! الآن تريدنا أنْ نأخُذ بقولك أم بقول الإمام البيهقيِّ؟ أيُّكما أصدق في دين الله؟ وأيُّكما أطيب!؟
13
لماذَا خالفتَ العُلماء العارفين؟ لماذَا أفتيتَ مِن كيسك؟ ما الَّذي جرَّك إلى هذا الافتراء؟ أترُدُّ محبَّة مَن أحبَّك في الله بأنْ تكذب عليه في الدِّين؟ حتَّى لو لم تتعمَّد الكذب: لو خفتَ اللهَ ولم تخُض فيما لا علم لك به لَمَا حرَّفتَ.
14
كُلُّ هذا ولم أطلبِ الاستقصاء وإلَّا فعندك مِن المُخالفات ما يضيق عن ذكره كُلُّ مقال؛ أم نسيتَ قولك بتحريم تفسير حديث رسول الله: <ويح عمَّار تقتله الفئة الباغية> بالظَّالمة!؟ أليس هذا مِن أعجب أخطائك!؟
15
فلماذَا حرَّفتَ حديث رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام يا نايف وأنتَ تعلم أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: <إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس ككذب على أحد، مَن كذب عليَّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده مِن النَّار> رواه البُخاريُّ. ألَا تتقي الله!؟
16
وهل الرَّجُل الطَّيِّب الَّذي يخاف الله تعالى يقول في المشايخ: (إنَّهم شياطينُ خُرس) أهكذا تحسين الظَّنِّ بعباد الله!؟ أم الطيبة تكون باتِّباع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قوله: <إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ> انتهى.
17
ألم تعلم يا نايف أنَّ تنطُّعك وإنكارك على شيخنا الهرريِّ لأنَّه لم يعتمد في مُختصره عبارات [سُلَّم التَّوفيق] جهل منك لأنَّ العلماء في الاختصار لم يشترطوا مذهب المتن ولا التَّنبيه إلى ما خالفوه فيه. فهل يتنطَّع الطَّيِّب!؟
18
في الختام لا أقول لك يا نايف إلَّا: هداك الله وأصلح أمرك ورزقك الفهم فإنَّه مَن أُوتي الفهم السَّليم فقد أُوتي خيرًا عظيمًا وأُذكِّرك اللهَ سُبحانه وتعالى وأُخوِّفك غضبه فإنَّ إلى الله الرُّجعَى والعاقبة في الآخرة لمَن أحسن.
– وختامًا؛ هذه أبيات في نايف عمُّورة / بقلم: نزيه طرابُلُسي:
ووُجوهٌ تبدو شرِّيرةْ
ولهُم في الدِّين وفي الدُّنيا
سقطاتٌ يا صاحِ كثيرةْ
…
ثرثارَ الفتنةِ أطربنا
بسُكوتِكَ يومًا أسعِدنا
بالباطلِ خُضتَ وما خُضنا
سَقَطاتُ لسانِكَ مشهورةْ
…
وأتاكَ بياني وبلاغي
فأبيتَ التَّوبةَ يا باغي
برُدودِ الشَّيخِ الصَّبَّاغِ
أفكارُكَ صارَتْ مقبورةْ
…
ورأيتُ الشَّيخَ يقولُ كذا
لا تعني رؤيتَهُ حقًّا
تعني (وعلمتُ) بذاكَ وذا
واللهِ أقولُ لكَ الصِّدقا
شُبُهاتُكَ تبقَى مهجورةْ
…
كم كُفرًا جئتَ لِتُعلنَهُ
لتُضلَّ أخاكَ وتفتنَهُ
ورأينا الغِرَّ وديدنَهُ
بالزَّيغِ فِعالُكَ ممهورةْ
…
كذَّبتَ الآيةَ والسُّورةْ
ونصوصَ الحقِّ المنشورةْ
ما فيكَ سوى مِن ثرثرةٍ
ويدٍ آثمةٍ مأجورةْ
…
راياتُ إمامي منصورةْ
في كُلِّ بلادِ المعمورةْ
نهجٌ هرريٌّ مرفوعٌ
فأفِقْ يا نايفْ عَمُّورةْ
نهاية المقال.
Jun 17, 2020, 11:08 AM
هجر الشيخ الإماما #
هَجَرَ الشَّيخَ الإِمَامَا ~ وَغَدَا يَشكُو الأَنَامَا
قَالَ إِنَّ القَومَ ظَنُّوا ~ فِيَّ سُوءًا وَحَرَامَا
قُلتُ بَل جَادُوا كَثِيرًا ~ صَدَقُوا فِيكَ اهتِمَامَا
غَيرَ أَنَّ اللُّؤمَ طَبعٌ ~ فِي وَضِيعٍ يَتَسَامَى
أَوَلَم يَرعَوْكَ حَقًّا ~ وَلَقَد كَانُوا كِرَامَا
فَاذكُرَن إِذ كُنتَ لَحمًا ~ مُستَغِيثًا وَعِظَامَا
كَيفَ كَانُوا فِي وَفَاءٍ ~ وَرَعَوا فِيكَ الذِّمَامَا
فَإِذَا استَشعَرتَ عَزمًا ~ رُحتَ تَرمِيهِم سِهَامَا
أَحسَنُوا فِيكَ قَدِيمًا ~ فَأَرَدتَ الإِنتِقَامَا!
قَد بَنَوا حَقًّا وَلَكِنْ ~ إِنَّمَا رُمتَ انهِدَامَا
وَعَلَى جَهلٍ كَثِيرٍ ~ صِرتَ تَنفِي الإِنبِهَامَا
تُبْ إِلَى اللهِ تَعَالَى ~ ذَلَّ مَنْ كَانَ تَعَامَى
يَا أَخَا الأيَّامِ مَهلًا ~ وَاترُكَن هَذَا المَلَامَا
أَو فَبُشرَاكَ انهِزَامٌ ~ فِي الخَزَايَا وَالنَّدَامَى
إِنْ نَفَيتَ النُّورَ كِبرًا ~ فَانتَظِر بَعدُ الظَّلامَا
وَانتَظِر يَومًا عَبُوسًا ~ فِيهِ تَشتَاقُ ابتِسَامَا
يَدُ فَضلِ الشَّيخِ أَعلَى ~ فَانذَبِح فِيهَا التِثَامَا
إِنَّ شَيخِي شَيخُ صِدقٍ ~ أَيقَظَ اليَومَ النِّيَامَا
دَعوَةٌ بِالخَيرِ يَجلُو ~ صَفوُهَا قَومًا سِقَامَا
قَامَ بِالوَاجِبِ شَيخِي ~ دَولَةَ الحَقِّ أَقَامَا
فَإِذَا أَنكَرَ غِرٌّ ~ قَدرَ شَيخِي وَالمَقَامَا
ضَاربًا بِالجَهلِ جَهلًا ~ فَلَهُ قُلنَا: سَلامَا Jun 13, 2020, 6:13 AM
