الحياة
يجب لله تعالى الحياة، فهو حي لا كالأحياء إذ حياته أزلية أبدية ليست بدم وروح.
والدليل على وجوب حياته وجود هذا العالم، فلو لم يكن حيًّا لم يوجد شىء من العالم لأن من ليس حيًّا لا يتصف بالقدرة والإرادة والعلم، لكن وجود العالم ثابت بالحس والضرورة بلا شك.
دليل ءاخر
قد ثبت علم الله وقدرته بالبرهان، ومن شرط العالِم القادر أن يكون حيًّا، فوضح وجوب الحياة له.
دليل ءاخر
دلنا البرهان على أن العَالَمَ فِعْلُهُ أي مفعوله، ومحال صدور هذا الفعل عن الميت والجماد إذ لو تصور أن يكون قادرًا عالمًا فاعلاً مُدبّرًا دون أن يكون حيًّا لجاز أن يُشكَّ في حياة الحيوانات عند تعاقب الحركات والسكنات عليها بل في حياة أرباب الحِرَفِ والصناعات، وذلك مكابرة.
فائدة
ذهب الناس في تفسير قول الله تعالى في سورة يس ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *﴾ مذهبين:قال بعضهم إنه عبارة عن سرعة الإيجاد وتكوينه عند تعلق إرادته بلا تراخٍ ولا تعذُّرٍ. وقال بعضهم عبارة عن حكم الله الأزلي بوجود الشىء فيحدث المراد له تعالى في وقته الذي شاء وعلم حدوثه فيه.
