القِدَم لله تعالى
يجب لله تعالى القِدم بمعنى الأزليّة لا بمعنى تقادم العهد والزمن لأَنَّ لفظ القَدِيمِ والأَزَليّ إِذَا أُطْلِقَا علَى الله كان المعنى أنَّهُ لا بدايةَ لِوجُودِهِ، فيقال الله أزليٌّ الله قَدِيمٌ، وإذَا أُطلِقَا على المَخْلُوقِ كَانَا بمعنى تَقَادُمِ العَهْدِ والزّمَنِ قالَ الله تعَالى في القَمرِ ﴿… حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ *﴾ [سورة يس]، وقَالَ صَاحِبُ القاموس [(130)]: «الهَرَمَانِ بِناءَانِ أَزَلِيَّانِ بِمصْرَ».وأما الدَّليل النَّقليّ على أن الله قديمٌ أي أزليٌّ فآيات منها قوله تعالى ﴿هُوَ الأَوَّلُ … *﴾ [سورة الحديد]، وأما قولُه تعالى في القمر ﴿… حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ *﴾ [سورة يس] فالعُرجونُ [(131)] هو عِذقُ النَّخلِ وهو شىءٌ في أعلى النخلِ فإنه إذا مَضَى عليه زمانٌ يَيبَسُ فيتقوَّسُ، فالقمرُ في ءاخره يصيرُ بهيئةِ ذلك فهنا القديمُ جاءَ بمعنى الشّىء الذي مضى عليه زمانٌ طويل.
أما برهان قِدمه تعالى فهو أنه لو لم يكن قديمًا لزم حدوثه فيفتقر إلى محدِث فيلزم الدَّور أو التسلسل وكلٌّ منهما محال لكن حدوثه تعالى محال قطعًا فثبت قِدمه تعالى.ئـ[123] شرح العضدية (ص/13).
ـ[124] الاعتقاد (ص/6 – 12).
ـ[125] أي أن الصانع لا يجوز عليه ما يجوز على المحدَثات.
ـ[126] و [(1288)] أي أهذا ربي كما تزعمون.
ـ[127] أخرجه الترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب في ءايات إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وما خصه الله عزّ وجلَّ، قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح»، والحاكم في المستدرك (2/ 620) وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 15).
ـ[128] أخرجه الدارمي في سننه (1/ 13)، وابن حبان في صحيحه: كتاب المعجزات: باب ذكر ما أبان الله جلّ وعلا من دلائل صفيه صلى الله عليه وسلم على صحة نبوته من طاعة الأشجار له، (انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، 8/ 157 – 158)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 15 – 16).
ـ[129] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 14 – 15).ـ[130] القاموس المحيط (ص/1509).
ـ[131] القاموس المحيط (ص/1568).
