بيان أنّ من ءامن بالله ورسوله لا بد أن يدخل الجنة بشرط أن يموت على ذلك – الدليل القويم على الصراط المستقيم للشيخ عبد الله الهرري

بيان أنّ من ءامن بالله ورسوله لا بد أن يدخل الجنة بشرط أن يموت على ذلك
قال الله تعالى ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا *﴾ [سورة الأحزاب].
وروينا في صحيح مسلم [(92)] من حديث أبي ذر قال: «أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو نائم عليه ثوب أبيض، ثم أتيته فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال: «ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة». قلت وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق». قلت وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق» ثلاثًا. ثم قال في الرابعة: «على رَغمِ أنف أبي ذر» الحديث. ففيه أن من مات على الإيمان لا بد من دخوله الجنة ولو مات وهو غير تائب من الكبائر.
وهو بمعنى حديث ابن حبان [(93)] مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان ءاخرَ كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة يومًا من الدهر وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه».
وفي حديث ءاخر رواه البخاري [(94)]: «فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»، يعني أنّ الله تعالى حرَّمَ على النَّار أي الدوامَ فيها إلى الأبدِ من قالَ لا إله إلا الله يبتغي بذلكَ وجهَ الله أي إن قال ذلكَ معتقدًا في قلبه لا منافقًا ليُرضيَ المسلمينَ وهو في قلبهِ غيرُ راضٍ بالإسلامِ إمّا بشَكّه في الوحدانيَّةِ أو بتكذيبهِ في قلبهِ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم.ومعنى «يبتغي بذلكَ وجهَ الله» أي يبتغي القُرب إلى الله تبارك وتعالى ليس لمراءاة الناس بدون اعتقاد. والوجه في لغةِ العرب يأتي بمعانٍ عديدة منها القصد كما قال الشاعر: [البسيط]
       أستغفرُ الله ذنبًا لستُ مُحصِيَهُ         ربَّ العبادِ إليه الوَجْهُ والعمَلُ
أي القصد.ـ[92] والمراد بهم من لم يصل إلى حد الكفر.
ـ[93] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة.
ـ[94] رواه ابن حبان في صحيحه انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (5/ 4).

بيان ما يجب من علم التوحيد على كل مكلفٍ وما يجب على بعض المكلفين

بيان أن من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كافر