إبطال شبهة يوردها بعض الملحدين – الدليل القويم على الصراط المستقيم للشيخ عبد الله الهرري

إبطال شبهة يوردها بعض الملحدين
قال بعض الملاحدة: وقوع الخارق على يد من ادّعى النبوة لا يكفي دليلاً على صدقه لأننا نشاهد كثيرًا من الخوارق يُتوصَّلُ إليها بالخواص والسحر والتعزيم والشعوذة واستحضار الروحانيات.والجواب: هذه الأشياء تُعارض بالمثل فيعارض ساحر ساحرًا بخلاف المعجزة فهل استطاع أحد من المكذبين المعارضين للأنبياء في عصورهم وفيما بعد ذلك إلى يومنا هذا أن يأتي بمثل ما أتى به نبي الله صالح من إخراج الناقة وولدها من صخرة صمّاء حين اقترح قومه عليه ذلك؟ وهل استطاع أحد أن يدخل نارًا عظيمة كالنار التي رُمي فيها إبراهيم حيث لم يستطيعوا من شدتها أن يرموه فيها إلا بواسطة المنجنيق ولم تؤثر فيه بإحراق جسمه ولا ثوبه. وهل استطاع أحد منهم أن يفعل ما فعل موسى من ضرب البحر بعصاه فينفرق اثني عشر فرقًا كل فرق كالجبل العظيم حتى يمشي فيه مئات الألوف ولا ينهال عليهم حتى قطعوا المسافة التي أرادها موسى ثم يعود كما كان؟ وهل استطاع سحرة فرعون الذين جمعهم وهم ءالاف أن يقاوموا معجزة موسى انقلاب عصاه حية؟ بل غُلبوا فعجزوا عن المقاومة ثم أذعنوا لموسى فآمنوا بالله وبرسوله موسى مُوقنين كلَّ الإيقان. وهل استطاع اليهود حين عارضوا المسيح وقابلوه بالتكذيب وبهتوه بقولهم إنْ هذا إلا سحر مبين أن يأتوا بمثل معجزاته من إبراء الأعمى والأكمه وإحياء الميت؟ بل عجزوا وما استطاعوا أن يأتوا بمثل معجزاته بلا علاج ولا إجراء جراحة طبيَّة وهل يستطيع أحد من أئمة الإلحاد كالشيوعية أن يُنطق جذعًا نُصِب عمودًا في جملة أعمدة بناء بصوت مسموع لمن حضر كما ظهر لمحمد من هذا العمود الذي كان من جملة أعمدة مسجده الذي كان مسقوفًا على أعمدةٍ من خشب النخل اليابس حتى سكت صوته لما مسح يده عليه؟
فإن قال الملحد: إن هذه الحوادث من قبيل الخرافات التي تروى من غير أساس.فالجواب: إن هذا من الخبر المتواتر الذي يفيد علمًا قطعيًّا وليس من الأخبار التي تحتمل الصدق والكذب وإنما هو كأخبار البلاد والأماكن النائية والملوك الماضية التي تناقلتها الكافة عن الكافة فكما أن هؤلاء الملحدين يقطعون بصحة بعض أخبار أئمتهم كلينين وماركس، وبعض حوادث من قبلهما كنابليون، ولم يَروهم ولم يشهدوا تلك الحوادث، كذلك نقطع بصحة حوادث الأنبياء التي تناقلتها الكافة عن الكافة.
فإن قال: إن أخبار هؤلاء أقرب عهدًا بخلاف الأنبياء فإن عهدهم بعيد. قلنا: الخبر المتعلق بالمهم الغريب الذي يلفت الأفكار للإعجاب كإخراج الناقة من صخرةٍ صماء من شأنه أنه كلما تطاول الزمن يكثر تناقله لأن الإنسان مجبول على حبّ التحدث بالأمر المعجب، مثلًا لما شاهد الجيش الذي كان مع الرسول في غزوة الحديبية وهم ألف وخمسمائة نبوع الماء من بين أصابعه وقد كانوا فاقدين الماء أعوزهم ما يشربونه فلا شك أن كل واحد من الجيش حريص لأن يخبر بما شاهد.

معجزات سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم

بيان وجه إعجاز القرءان