أشراطُ السَّاعَةِ
قالَ الله تبارك وتعالى ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ *﴾ [سورة القمر]، وقال عزَّ وجلَّ أيضًا ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا *فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا *﴾ [سورة النازعات].
اعلم رحمَكَ الله أنَّ القيامَةَ لا تقوم حتّى تحصلَ أشراطُ السّاعةِ الصُّغرى والكُبرى.
أمّا العلاماتُ الصُّغرى فمنها ما أخبرَ الرسولُ عنها في الحديثِ الذي رواهُ مسلمٌ [(737)] أن جبريلَ سألهُ عن أماراتِ الساعَةِ أي علاماتها فقالَ «أن تَلِدَ الأمةُ رَبَّتَهَا – أي سيّدتها ـ وأن تَرَى الحفاةَ العُراةَ العالَةَ رعاءَ الشاءِ يتطاولونَ في البنيانِ» وهذا قد حصل.ومنها زَوالُ جبالٍ عن مراسيها [(738)] وكثرةُ الزَّلازلِ [(739)] وكثرةُ الأمراضِ التي ما كانَ يعرفها النّاسُ سابقًا وكثرةُ الدَّجالينَ [(740)] وخطباء السُّوءِ [(741)] وقد حَصَلَ ذلكَ. ومنها ادّعاءُ أناسٍ النّبوةَ [(742)] وقد حَصَلَ هذا أيضًا، وتغيُّر أحوالِ الهواءِ في الصيفِ حتى يصيرَ كأنهُ في الشتاءِ وفي الشتاءِ يصيرُ كأنهُ في الصيف، وكذلك قِلَّةُ العلمِ وكثرةُ الجَهلِ [(743)] بعلمِ الدينِ وهذا قد حَصَلَ، وكثرةُ القَتلِ [(744)] والظُّلمِ، وتقاربُ الزَّمانِ [(745)]، وتقاربُ الأسواقِ [(746)]، وتداعي الأمم على أمّةِ محمّدٍ [(747)] صلى الله عليه وسلم كتداعيهم على قصعةِ الطَّعَامِ يحيطونَ بهم من كُلّ صوبٍ، وهذا كُلُّه حَصَلَ أيضًا.ومن علاماتِ الساعةِ الصغرى أيضًا ما أخبرَ عنه النبيُّ في حديثِهِ الذي قالَ فيه «صنفانِ من أمتي لم أرهما – أي سيأتون من بعدي ـ قومٌ مَعَهم سِيَاطٌ كأذنابِ البَقَرِ يضربونَ بها الناسَ»، ثم قال «ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مُميلاتٌ مائلاتٌ» أي أنهنَّ يلبسنَ ثيابًا لا تسترُ جميعَ العورةِ وأنهنَّ مائلات عن طاعةِ الله ويُمِلنَ غيرهن عن طاعةِ الله أي فاجراتٌ يرمينَ الناسَ في الزنى «رءوسُهُنَّ كَأَسنِمَة البُخْتِ المائِلَةِ» أي يرفَعنَ شعورهنَّ ليعجَب بهنَّ الناس أو يمشينَ مِشيةً خاصّةً يُميَّزنَ بها عن غيرهنَّ، وهذا حَصَلَ في بعض ما مضَى من الزمنِ في بغداد وغيرِها، وليسَ هذا الحديثُ منطبقًا تمامَ الانطباقِ على مجردِ اللاتي يكشفنَ شيئًا من عوراتِهِنَّ، بل أولئكَ المذكورات في الحديث يَزدنَ على ذلكَ أنهنَّ زانيات، وأخبرَ الرسولُ عنهنَّ في تتِمَّةِ الحديثِ أنهن «لا يَدخُلنَ الجنةَ ولا يَجِدنَ ريحَهَا وإنَّ ريحَهَا لَيوجَدُ من مسيرةِ كَذَا وكَذَا». والحديث رواه مسلم والبيهقي وأحمد [(748)].ومن ءاخر العلامات الصغرى ظهورُ المهديّ عليه السّلامُ، وهو ثابتٌ في الحديثِ الصّحيحِ الذي رواه ابن حبّانَ في صحيحِهِ واللفظ له وأبو داود في سننِهِ والترمذيُّ في جامعه والحاكمُ في المستدرك [(749)] من حديث عبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال «لا تقومُ السّاعَةُ حتّى يملك الناسَ رجلٌ من أهلِ بيتي يواطئ اسمُهُ اسمي واسمُ أبيهِ اسم أبي فيملؤها – أي الأرض – قِسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجَوْرًا»، فالمهديُّ عليه السلامُ اسمه محمّدُ بنُ عبد الله وهو حسنيٌّ أو حسينيٌّ من ولدِ فاطمةَ رضي الله عنها، وقد وَرَدَ في الأثرِ [(750)] أنه يسيرُ معهُ في أوّلِ أمرِهِ مَلكٌ ينادي «يآأَيُّهَا النّاسُ هذا خليفةُ الله المهديُّ فاتّبعوه»، وَوَرَدَ في الأثرِ أيضًا [(751)] أن المهديَّ أوّل ما يخرجُ يخرجُ من المدينةِ ويخرجُ معه ألفٌ من الملائكةِ يمدُّونَهُ ثم يذهبُ إلى مكةَ وهناك ينتظرهُ ثلاثمائة من الأولياءِ هم أوّلُ من يبايعهُ، ثم يخرجُ جيشٌ لغزوهِ فيخسِفُ الله بذلك الجيش الأرض فيما بينَ مكةَ والمدينة، ثم بعدَ ذلك يأتي إلى بَرّ الشامِ. وفي أيّام المهديّ تحصُلُ مجاعَةٌ، والمؤمنُ الكامل في ذلكَ الوقتِ يشبعُ بالتّسبيحِ والتّقديسِ أي بذكرِ الله وتعظيمِهِ.وأما أشراطُ السّاعَةِ الكبرى فعشرةٌ وهي: خروجُ الدَّجَّالِ، ونزولُ المسيحِ، وخروجُ يأجوجَ ومأجوجَ، وطلوعُ الشَّمس من مغربِها، وخروجُ دابَّةِ الأرضِ [(752)] وبعد ذلك لا يقبلُ الله من أحدٍ توبةً، والدُّخَانُ ينزلُ دخانٌ [(753)] ينتشرُ في الأرضِ فيكادُ الكافرون يموتونَ من شدّةِ هذا الدُّخان وأمّا المسلمُ فيصيرُ عليه كالزّكامِ، وثلاثةُ خسوفٍ [(754)] خسفٌ بالمشرقِ وخسفٌ بالمغربِ وخسفٌ بجزيرةِ العربِ لا تأتي إلا بعد خروجِ الدَّجَّالِ ونزولِ المسيحِ عيسى عليه السلام، ونارٌ تخرُجُ من قَعرِ عدن فتسوقُ الناسَ إلى المغربِ [(755)]، وعدن أرضٌ باليمنِ.أما الدَّجَّال فيقالُ له المسيحُ الدجّالُ والمسيحُ الكذَّابُ، وسُمّيَ بالمسيحِ لأنّه يُكثِرُ السّياحة فهو يطوفُ الأرضَ في نحو سنةٍ ونصفٍ، يسيحُ في الدنيا إلى كلّ الجهاتِ بقدرةِ الله إلا مكّة والمدينة وبيت المقدس [(756)] لا يستطيعُ دخولها. ثَبَتَ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [(757)] أن الدجّالَ يأتي إلى المدينةِ فيجدُ على كلّ نَقْبٍ من أنقابِها [(758)] مَلكًا معه سيفٌ مُسْلَطٌ فيفرُّ. والدجّال شأنهُ غريبٌ في تنقّلِهِ ليس مثلنا، ليفتنَ الله به من شاءَ من عبادِهِ فيضلّوا معه يسهّلُ الله له التّنقلَ في الأرضِ بطريقٍ غريبٍ فيُضلُّ هنا وهنا وهنا ويقولُ للنّاسِ أنا ربُّكم ويظهر لهم تمويهاتٍ فيؤمن بهِ اليهودُ ثم الذين كَتَبَ الله عليهم الشّقاوةَ من غير اليهود، فلكثرةِ سياحتِهِ سُمّي المسيحَ ولكونه كافرًا يضلّ النّاسَ سمي الدَّجَّال. ثم عندما يخرجُ الدّجالُ الذين يؤمنونَ بهِ يشبعون وييسّرُ الله لهم الأرزاقَ ويوسّعُ عليهم، والمؤمنونَ الذين يكذّبونَهُ ولا يتّبعونَهُ تحصُلُ لهم مجاعةٌ فيعينهم الله بالتّسبيحِ والتّقديسِ فهذا يقومُ مقامَ الأكلِ فلا يضرُّهُم الجوعُ، ثم عندما ينزلُ المسيحُ عيسى عليه السَّلامُ يقتُلُ الدجالَ [(759)]، ويلتقي المهديُّ بعيسى أوّل نزولِهِ فعيسى يقدّمُ المهديَّ إمامًا [(760)] إظهارًا لكرامةِ أمةِ محمّدٍ وإشارةً إلى أنهُ إنّما ينزلُ ليطبّق شريعةَ محمدٍ في الأرضِ. ثم في عهدِ المسيحِ يصيرُ رخاءٌ كثيرٌ وأَمنٌ فَتُخرجُ الأرضُ ما في داخِلِهَا من الذَّهبِ حتى إنَّهُ لا يوجدُ إنسانٌ يقبلُ الصدَقَةَ من عمومِ الغنى [(761)].والأعورُ الدَّجالُ إنسانٌ من بني ءادمَ والظّاهِرُ أنه من بني إسرائيلَ، إحدى عينيهِ طافيةٌ كالعنبةِ والأخرى ممسوحةٌ فلذلك يقالُ له الأعورُ وهو الآنَ محبوسٌ في جزيرةٍ في البحر الملائكةُ حبسوهُ هناكَ، وهذه الجزيرةُ ليست معروفةً، رءاه واجتمعَ به الصّحابيُّ تميمُ ابن أوسٍ عيانًا، ركبَ ومن معهُ السّفينةَ فتاهَت بهم السفينة شهرًا وبَعُدَت ثمَّ وصلوا إلى جزيرةٍ فاجتمعوا بهِ مكبَّلًا بالسّلاسل، ووجدوه رجلًا عظيمًا جسدُهُ، كَلَّمَهم باللسانِ العربيّ وقال أنا فلان، وسأَلَهم عن أشياء هل صارَ كذا هل صارَ كذا وسألهم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هل ظهرَ النبيُّ العربيُّ إلخ والحديث رواه مسلم [(762)]. وهذا الأعورُ الدّجالُ الله تعالى ابتلاءً منه يُظهِرُ على يديهِ خوارقَ يقولُ للسَّماءِ أمطري فتمطرُ، ويقول للأرضِ أَخرجي زرعَكِ فتخرجهُ، ومعهُ نهرانِ واحد من نارٍ وهو بَرْدٌ على المؤمنينَ وواحدٌ من ماءٍ وهو نارٌ عليهم [(763)]. وأوّلَ ما يظهرُ الدّجال يكونُ يوم كسنةٍ ويوم كشهرٍ ويوم كأسبوعٍ [(764)]، وقبلَ ظهورهِ بثلاثِ سنواتٍ تُمسِكُ السماءُ ثلثَ مائها ثم بعدَ سنةٍ تمسِكُ ثلثي مائها ثم قبلَ ظهورِهِ بسنةٍ تمسِكُ كُلَّ مائِها [(765)]. ومن عجائبهِ أنه يشقُّ رجلًا من المؤمنينَ يكذّبهُ في وجههِ نصفين ثم يحييه بإذنِ الله فيقولُ الرجلُ الذي فُعِلَ به ذلك «لم أَزدَد بهذا إلا تكذيبًا لكَ». ثم هذا الأعورُ الدّجّالُ يصادِفُ نبيَّ الله عيسى بفلسطين فيقتُلُهُ نبيُّ الله عيسى عليه السلام هناكَ ببابِ لُدّ [(766)]، ولُدٌّ قريةٌ من قُرَى فلسطين قرب بيت المقدس.وأمّا يأجوجُ ومأجوجُ فهم في الأصلِ قبيلتانِ من بني ءادم مِنَ البشرِ وكُلُّهم كفّارٌ، ومكانُهم محجوبٌ عن النّاسِ في طرفٍ من أطرافِ الأرضِ. الله تعالى حَجَزَهم عن البشرِ فلا يَراهم النّاسُ فلا هم يأتونَ إلينا ولا نحنُ نذهَبُ إليهم، الصَّعبُ ذو القرنين عليهِ السّلامُ الذي كانَ من أكابرِ الأولياءِ حَجَزَهم عن البشرِ، الله تعالى أعطاهُ من كلّ شىءٍ سببًا لأنّه وليٌّ كبيرٌ، كانت الرّيحُ تحملهُ من المشرقِ إلى المغربِ، فبكرامةٍ أعطاهُ الله إيّاها بنَى سدًّا جبلاً شامخًا من حديدٍ ثمّ أذيبَ عليه النّحاسُ فصارَ أمتن لا يستطيعُ أحدٌ من البشرِ أن يترقَّاهُ بطريقِ العادةِ، وهم يحاولونَ أن يخترقوا هذا الجبلَ كلَّ يومٍ فلا يستطيعونَ، ويقولونَ كلّ يوم بعدَ طولِ عملٍ وجهدٍ غدًا نُكمِلُ فيعودونَ في اليومِ القابِلِ فيجدونَ ما فتحوه قد سُدَّ إلى أن يقولوا غدًا نكمِلُ إن شاءَ الله فيعودونَ في اليومِ القابِلِ فيجدونَ ما بدؤوا به قد بَقِيَ على حَالِهِ فيُكمِلونَ الحفرَ حتى يتمكنوا من الخروجِ [(767)]. ويكون هذا بعد نزول سيدنا عيسى بمدة.
وهم أي يأجوجُ ومأجوجُ لا يموتُ أحدُهم حتّى يلدَ ألفًا من صلبِهِ أو أكثر كما ذكرَ الرسولُ عليه الصلاة والسلام [(768)]، فيصيرُ عددُهم قبلَ خروجهم كبيرًا جدًّا، حتَّى إنَّ البشرَ يومَ القيامة بالنسبةِ لهم من حيثُ العددُ كواحدٍ من مائةٍ [(769)]، الله أعلمُ كيف يعيشونَ الآن وماذا يأكلونَ، وما يُروَى من أنَّ ءاذانَهم طويلةٌ ينامونَ على واحدةٍ ويتغطّونَ بالأخرى وأنَّهم قصار القامة غيرُ ثابتٍ [(770)].وفي أيّامهم تحصُلُ مجاعةٌ. يمرّونَ على بحيرةِ طبريَّا التي في فلسطين فيشربونَها فيمرُّ ءاخرهم فيقولُ كانَ هنا ماءٌ [(771)]، لا يتجرّأُ المسلمونَ لحربهم فيذهبُ سيّدنا عيسى عليه السلام والمؤمنونَ إلى جبلِ الطُّورِ يدعون ويتضرعون إلى الله يستغيثونَ به من أن يُهلِكَهم فيُنزِلُ الله عليهم دُودًا يدخلُ رقبةَ كلّ واحدٍ منهم فيرميهِ صريعًا ميّتًا، ثم يرسل الله تعالى طيورًا فتحملهم وترميهم ثم يُنزلُ مطرًا يجرِفُ ءاثارهم إلى البحرِ [(772)].
وأمّا نزولُ المسيحِ عيسى عليه السلام من السّماءِ فإنّه ثابتٌ بالأحاديثِ الصّحيحةِ، فقد روى أبو داود في سننهِ وغيرُه [(773)] أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال «ليس بيني وبينه نبيٌّ – يعني عيسى عليه السلام – وإنه نازلٌ، فإذا رأيتموه فاعرفوه رجلٌ مربوعٌ إلى الحمرة والبياض بين مُمَصّرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بللٌ، فيقاتل الناس على الإسلام فيدقُّ الصليب ويقتل الخنزير ويضع [(774)] الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنةً ثمَّ يُتوفى فيصلّي عليه المسلمون». فعندما ينزلُ عيسى عليه السلام من السّماءِ ينزلُ ويداهُ على أجنحةِ مَلكينِ عند المنارةِ البيضاءِ شرقيّ دمشقَ كما ذَكَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم [(775)]، مع أنَّه في ذلكَ الوقتِ هذه المنارة لم تكن موجودةً شرقيّ دمشق أمَّا الآن فهي موجودةٌ كما وَصَفَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، والمنارةُ هي بمعنَى عمودِ النُّورِ وقد عُمِلَ عمود نور للمطارِ الجديدِ شرقيّ دمشق. ثمَّ إنَّ المسيحَ بعدما ينزلُ يلتقي مع المهديّ في بلادِ الشّامِ، والشامُ ليست سوريا فقط بل لبنان والأردن وفلسطين كلُّ هذا شَامٌ فإن حدَّ الشامِ من العريشِ إلى الفرات.وقولُهُ عليه الصلاة والسلام «ثمّ يُتوفَّى فَيُصلّي عليهِ المسلمونَ» يُعلَمُ منهُ أنَّ الله لم يُمِتهُ بَعدُ إنَّما رفعَهُ حيًّا من الأرضِ إلى السّماءِ يقظان، ومن قالَ إنه قد توفيَ من غيرِ قتلٍ ولا صلبٍ فقد غَلِطَ. ثمَّ إنَّ الرسولَ وَصَفَ لونَهُ ففي روايةٍ في صحيح البخاريّ [(776)] «أنّه ءادم» ومعناهُ الأسمرُ، وفي روايةٍ عنده وعند أبي داود [(777)] أنّه وصفهُ بالأحمر، فمعنى الرّوايات أنّه ليس أبيض مشرقًا بل هو أسمر سمرةً خفيفةً مع شىءٍ من الحمرة وبياضٍ خفيفَينِ.وأمّا قولُهُ تعالى ﴿… إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ … *﴾ [سورة ءال عمران] فبحسبِ اللفظِ متوفّيكَ مقدَّمٌ أمّا بحسبِ المعنى متوفّيكَ مؤخَّرٌ ورافعُكَ مقدَّمٌ، فالتَّرتيبُ بحسبِ المعنى إنّي رافعُكَ إليَّ أي إلى مَحلّ كرامتي أي المكان الذي هو مُشَرَّفٌ عندي وهو السَّماء ومطهّرُكَ من الذين كفروا أي مخلّصُكَ من الذين كفروا أي اليهود ومتوفّيكَ أي بعد إنزالِكَ إلى الأرضِ أي مميتُكَ بعد إنزالِكَ إلى الأرضِ، هذا هو القولُ الصَّحيحُ الموافِقُ للأحاديثِ، وهكذا فَسَّرَ عبدُ الله بن عبّاسٍ ترجمان القرءانِ الآية، أي من بابِ المقدّمِ والمؤخَّرِ كما في قولِهِ تعالى ﴿ وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى *فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى *﴾ [سورة الأعلى] الغثاءُ اليابِسُ المتكسّرُ والأحوى الأخضرُ والنّباتُ أوَّلاً يكونُ أحوى أي أخضر ثمّ يكونُ غثاءً أي يابسًا متكسّرًا. ويجوزُ تفسيرُ ﴿… مُتَوَفِّيكَ … *﴾ أي قابضكَ من الأرضِ وأنت حيٌّ ﴿… وَرَافِعُكَ إِلَيَّ … *﴾ أي إلى محل كرامتي وهي السماء الثانية وكلا التفسيرينِ جائزٌ، إنما الذي لا يجوزُ تفسيرُ متوفيكَ بمعنى مميتكَ قبلَ رفعِكَ إلى السماءِ وإنزالِكَ إلى الأرضِ لأنَّ هذا يعارِضُ حديث أبي داود المذكور. وما تدَّعيه القاديانية أتباع غلام أحمد القادياني نسبة إلى قاديان من الهند من أن المسيح عيسى ابن مريم مات فهو كذب، وإنما قالوا ذلك ليدعوا أن غلام أحمد هو المسيح الموعود وليس عيسى عليه السلام. وغلام أحمد هذا دجال قال أنا نبيٌّ في ظل محمد وأنا المسيح الموعود، وقد كذب على الله وعلى رسوله قال الله تعالى ﴿… وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ …*﴾ [سورة الأحزاب] أي ءاخر النبيين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ذهبت النبوة وبقيت المبشّرات» رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهما [(778)].
وقد أخرجَ ابن أبي حاتمٍ والنسائيُّ عن ابن عبّاسٍ قالَ [(779)]: «كانَ عيسى مع اثني عشرَ من أصحابهِ في بيتٍ فقال إنَّ منكم من يكفُرُ بي بعد أن ءامَنَ، ثمَّ قالَ أيكم يُلقى عليه شَبَهي ويُقتَلُ مكاني فيكونُ رفيقي في الجنّةِ، فقامَ شابٌّ أحدثهم سنًّا فقال أنا قال اجلس، ثم عادَ فعَادَ فقال اجلس، ثم عَادَ فَعَادَ الثالثةَ فقال أنتَ هُوَ، فأُلقِيَ عليهِ شبهُهُ، فأُخذَ الشابُّ فَصُلِب بعدَ أن رُفِعَ عيسى عليه السَّلام من رَوزنةٍ في البيتِ، وجاءَ الطلبُ من اليهود فأخذوا الشابّ». وهذا إسنادُهُ صحيحٌ، والرّوزنةُ نافذةٌ في السطحِ يصعدُ إليها تكونُ في زاويةٍ من البيتِ.
أمّا ما يرويه بعضُهم من أنَّ يهوديًّا جاءَ مع اليهودِ ليدلهم وَوَعدوهُ مبلغ كذا من المالِ ثم لمَّا أدخلهم إلى البيتِ أُلقِيَ عليهِ شبهُ المسيحِ فظنّوهُ هو المسيحَ فقتلوهُ فهذا غيرُ ثابتٍ لكنه مشهورٌ عند المؤرّخينَ [(780)]، والصحيحُ هو ما قالَهُ عبدُ الله بن عبّاسٍ رضي الله عنهما.وفي ءاخر الزّمانِ ينزوي الإيمانُ إلى المدينةِ المنوّرةِ كما تنزوي الحَيَّةُ إلى جُحرِهَا أي إلى وَكْرِهَا لأنَّ ءاخرَ قريةٍ من قُرَى الإسلام تخربُ هي المدينة كما جاء في الحديثِ الذي رواه الترمذي [(781)] «ءاخرُ قريةٍ من قُرَى الإسلامِ خرابًا المدينةُ». ولا بدَّ أن تكونَ المدينة أحسنَ حالًا من غيرِها فيما مَضَى وفيما سيأتي، وهذا هُوَ المرادُ بالحديثِ الذي رواهُ مسلمٌ [(782)] «إنَّ الإيمانَ ليأرِزُ إلى المدينةِ كما تَأرِزُ ـ أي تنزوي – الحيَّةُ إلى جُحرِهَا». وقد خالفت الوهابية هذا الحديث الصحيح فَفَضَّلَتْ نجدها، ومن المشهور عنهم أن أحدهم إذا كان في الحجاز فعاد إلى نجد الرياض ونحوها من بلدانِهِم يقول الحمد لله الآن دخلنا دِيرة الإيمان. فَضَّلوا نجدهم الذي قال الرسول فيه «هناك يطلع قرن الشيطان» [(783)] على الحجاز وهذا من أدلة ضلالهم.
وفي ءاخرِ الزمانِ يُرفَعُ القرءانُ إلى السماءِ ولا تبقى ءايةٌ من القرءانِ في الأرضِ [(784)]، وعندئذٍ يموتُ الخضرُ عليه السلام.ثمّ إنَّهُ بعدَ حصولِ أشراطِ السّاعةِ الكبرى العشرة تقومُ القيامةُ على الكفَّارِ [(785)]، وقبلَ ذلك بمائةِ عامٍ تأتي ريحٌ تَدْخُلُ تحتَ إبطِ كلّ مسلمٍ [(786)] فيموت كلّ المسلمينَ ويبقى الكفّارُ فتقومُ القيامَةُ عليهم ينفخُ إسرافيلُ عليه السلام في الصّورِ أي في البوقِ فيهلكونَ من هذا الصّوتِ فإن صوتَ نفخةِ إسرافيل في البوقِ هولهُ عظيمٌ تتقطَّعُ منه قلوبُ الكفارِ حتَّى يموتوا من شدته، وكذلك الجِنُّ الكفَّارُ يموتونَ تلك السّاعة فلا يبقى بشرٌ ولا جنٌّ على وجهِ الأرضِ إلا وقد ماتَ، وأمّا الذين ماتوا قبلَ ذلكَ من المسلمينَ والكافرينَ فيُغشَى عليهم تلكَ الساعة أي يُغمَى عليهم إلا شهداء المعركَةِ فلا يُغشَى عليهم تلكَ السَّاعة [(787)]. وقد ثبت في الصحيح أن النبي عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ قال «النَّاسُ يصعقون يومَ القيامةِ فأكون أولَ من يُفيق، فإذا أنا بموسى ءاخذٌ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أَفاقَ قبلي أم جوزي بصعقة الطُّور» رواه البخاريُّ [(788)]. والأنبياءُ عندما يصعقونَ في ذلكَ الوقتِ لا يصيبهم ألمٌ وكذلك الأتقياء. وعندما يُفيقُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من تلكَ الصّعقةِ يجدُ موسى وهو ماسكٌ بقائمةٍ من قوائمِ العرشِ ولم يتبيَّن له أمرهُ هل أُعفِيَ من الصعقَةِ فلم يُصعَق أم صُعِقَ فأفَاقَ قَبلَهُ، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ذلك فنحن كذلك لا نعلم.
ثمّ بعدَ موتِ البَشَرِ والجن والبهائم يموتُ الملائِكَةُ وءاخرهم موتًا عزرائيلُ. قالَ بعضُ العلماءِ [(789)]: يُستثنى خَزَنَةُ الجنةِ وَخَزَنَةُ جهنَّمَ وحملةُ العرشِ والحُورُ والولدان فلا يصعقون. ثمّ بعدَ ذلكَ يُحيي الله إسرافيل الذي كانَ نَفَخَ في الصُّورِ المرّةَ الأولى ثمّ ينفخُ مرّةً ثانيةً وذلكَ بعدَ أربعينَ عامًا فيقومُ الأمواتُ من قبورِهِم وبعدَ ذلكَ السُّؤالُ والحِسَابُ.ـ[737] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الاستسقاء: باب ما قيل في الزلازل والآيات.
ـ[738] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الاستسقاء: باب ما قيل في الزلازل والآيات.
ـ[739] عزاه السيوطي في الدر المنثور (7/ 468) لابن مردويه عن أبي هريرة.
ـ[740] رواه أحمد في مسنده (2/ 359).
ـ[741] رواه مسلم في صحيحه: كتاب اللباس والزينة: باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات، وأحمد في مسنده (2/ 356)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 234).
ـ[742] رواه ابن حبان في صحيحه: كتاب التاريخ: باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث، انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 291)، وأبو داود في سننه: أول كتاب المهدي، والترمذي في سننه: كتاب الفتن: باب ما جاء في المهدي، وقال: «حديث حسن صحيح»، والحاكم في المستدرك (4/ 442).
ـ[743] عزاه عبد الله الغماري في كتابه المهدي المنتظر (ص/59) لأبي نعيم في أخبار المهدي مرفوعًا وحسَّن إسناده.
ـ[744] انظر رسالة السيوطي العرف الوردي في أخبار المهدي المطبوعة في الحاوي للفتاوى (2/ 123).ـ[745] هاتانِ العلامتانِ تحصلانِ في يومٍ واحدٍ بين الصّبحِ والضُّحى، ودابَّةُ الأرضِ هذه تكلمُ الناسَ وتميّزُ المؤمنَ من الكافرِ ولا أحد منهم يستطيعُ أن يَهرُبَ منها.
ـ[746] رواه مسلم في صحيحه: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: باب الدخان، وكتاب الفتن وأشراط الساعة: باب الآيات التي تكون قبل الساعة.
ـ[747] متقاربة أو تقع في وقت واحد. والخسف معناه انشقاق الأرض وبلع من عليها.
ـ[748] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب في الآيات التي تكون قبل الساعة.
ـ[749] انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (4/ 225).
ـ[750] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الحج: باب لا يدخل الدجال المدينة.
ـ[751] المراد مداخلها، وقيل الأبواب، وأصل النقب الطريق بين الجبلين، وقيل الأنقاب الطرق التي يسلكها الناس، فتح الباري (4/ 96).
ـ[752] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب قصة الحساب.
ـ[753] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب نزول عيسى ابن مريم حاكمًا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وابن ماجه في سننه: كتاب الفتن: باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم.
ـ[754] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الزكاة: باب الصدقة قبل الرد.
ـ[755] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
ـ[756] رواه ابن ماجه في سننه: كتاب الفتن: باب فتنة الدجال، وأصله في صحيح مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
ـ[757] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
ـ[758] رواه أبو داود في سننه: كتاب الملاحم: باب خروج الدجال، وابن ماجه في سننه (انظر المصدر السابق).
ـ[759] رواه مسلم في صحيحه (انظر المصدر السابق).
ـ[760] رواه الحاكم في المستدرك (4/ 488) وصححه وأقرّه الذهبي في التلخيص.ـ[761] رواه النسائي في السنن الكبرى (6/ 408)، وابن حبان في صحيحه، انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: كتاب التاريخ: باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث (8/ 292).
ـ[762] رواه أحمد في مسنده (3/ 32 – 33).
ـ[763] رواه الطبراني في المعجم الأوسط (4/ 332)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 6): «وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف».
ـ[764] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
ـ[765] رواه ابن ماجه في سننه: كتاب الفتن: باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، وأحمد في مسنده (1/ 375)، والحاكم في المستدرك (4/ 488 – 489) وصححه ووافقه الذهبي، وأبو يعلى في مسنده (9/ 197)، قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 312): «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».
ـ[766] رواه أبو داود في سننه: كتاب الملاحم: باب ذكر خروج الدجال، وابن حبان في صحيحه انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 289)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 401).
ـ[767] أي لا يقبلها منهم.
ـ[768] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
ـ[769] رواه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى *} [سورة طه]، وباب قول الله تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا … *} [سورة مريم].
ـ[770] انظر المصدر السابق من صحيح البخاري، وسنن أبي داود: كتاب الملاحم: باب ذكر خروج الدجال.
ـ[771] رواه ابن ماجه في سننه: كتاب تعبير الرؤيا: باب الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، وأحمد في مسنده (6/ 381)، والدارمي في سننه (2/ 123).ـ[772] تفسير ابن أبي حاتم (4/ 1110)، سنن النسائي الكبرى: كتاب التفسير: باب { … فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ … *} [سورة الصف]، (6/ 489).
ـ[773] انظر تفسير الخازن لباب التأويل (1/ 618).
ـ[774] رواه الترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب ما جاء في فضل المدينة، وقال: «حديث حسن».
ـ[775] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الحج: باب الإيمان يأرز إلى المدينة، ومسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا.
ـ[776] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الفتن: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الفتنة من قبل المشرق».
ـ[777] رواه ابن ماجه في سننه: كتاب الفتن: باب ذهاب القرءان والعلم. قال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 307): «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات».
ـ[778] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة: باب ذكر الدجال وصفته وما معه.
ـ[779] رواه بنحوه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب في الريح التي تكون قرب القيامة تقبض من في قلبه شىء من الإيمان؛ وابن أبي الدنيا في الأهوال (81).
ـ[780] رواه الحاكم في المستدرك (2/ 253) وصححه ووافقه الذهبي. ـ[781] رواه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً … *} [سورة الأعراف].
ـ[782] زاد المسير (6/ 195)، فيض القدير (3/ 423)، تفسير البيضاوي (4/ 279)، اللباب في تفسير الكتاب (15/ 205).
ـ[783] رواه الترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[784] كشف الأستار (4/ 172)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 381): «رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم).
ـ[785] ذلك اليوم تُوَسّع أرض الشام.ـ[786] رواه أحمد في مسنده (5/ 3)، والحاكم في المستدرك (2/ 440)، والطبراني في المعجم الكبير (19/ 426).
ـ[787] انظر فتح الباري (11/ 375 – 376)، وإتحاف السادة المتقين (10/ 454 – 455).
ـ[788] رواه الترمذي في سننه: كتاب التفسير: باب ومن سورة بني إسرائيل، وقال: «حديث حسن».
ـ[789] قال ابن الأثير في النهاية (3/ 362): «الغُرْل: جمع الأغرل وهو الأقلف، والغرلة: القُلفة).
