تصورَ كثير من الناس التصوف الإسلامي على غير ما هو عليه قال سيد الصوفية الجنيد البغدادي [(797)]: «الطريق إلى الله مسدودة إلا على المقتفين ءاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم» فإذا علم ذلك علم أنه بريء من قول أهل الوحدة المطلقة أو الحلول وكل قول يخالف الشريعة.
ونقل الحافظ ابن حجر العسقلاني [(798)] عن الجنيد بن محمد البغدادي رضي الله عنه وهو سيد الطائفة الصوفية أنه قال: «التوحيد إفراد القديم من المحدث».
قال أهل الحق: يجب اعتقاد أن الأجسام غير متجددة كل لحظة كالأعراض التي تتجدد كل لحظة ويستثنى منها نحو الألوان والأشكال والإدراكات والملكات فإن الحق أن العلم ببقائها واستمرارها أي بقاء نسبيًا لا مطلقًا بمنزلة العلم الضروري ببقاء الأجسام.
وضلّ أناس من المتصوفة فقالوا إن الأجسام تعدم كل لحظة ثم توجد ثم تعدم ثم توجد وفسروا بذلك قول الله تعالى ﴿… كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ … *﴾ [سورة القصص].
ويلزم من كلامهم أن الإنسان كل لحظة غيرُه في اللحظة التي قبلها وهكذا سائر السموات والملائكة وكذلك الجنة تعدم كلَّ لحظة ثم تعود ثم تعدم ثم تعود. ويلزم من قولهم أن المحدثات كلها خيال ويؤدي ذلك إلى إبطال الشريعة وإنكار بقاء الجنة والنار الذي إنكاره كفر باتفاق إلى غير ذلك من الفساد.ـ[797] عزاه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (10/ 474) إلى حديث البطاقة المشهور. ورواه الترمذي في سننه: كتاب الإيمان: باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله وقال الترمذي: «حديث حسن».
ـ[798] عزاه القرطبي في كتابه التذكرة (2/ 370) لمسند خيثمة بن سليمان من حديث جابر.
