الفرق بين المعجزة والكرامة
قال الحافظ في الفتح [(647)] عند قول البخاري باب علامات النبوة في الإسلام ما نصّه: «والفرق بينهما – أي المعجزة والكرامة – أن المعجزة أخص لأنه يشترط فيها أن يتحدى النبي من يكذبه بأن يقول: إن فعلتُ كذا أتصدّقُ بأني صادقٌ، أو يقول من يتحداه لا أصدقك حتى تفعل كذا. ويشترط أن يكون المتحدَّى به مما يعجز عنه البشر في العادة المستمرة، وقد وقع النوعان للنبي صلى الله عليه وسلم في عدة مواطن.
وسميت المعجزة لعجز من يقع عندهم ذلك عن معارضتها، والهاء فيها للمبالغة أو هي صفة محذوف.
وأشهر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم القرءان لأنه صلى الله عليه وسلم تحدى به العرب وهم أفصح الناس لسانًا وأشدّهم اقتدارًا على الكلام، بأن يأتوا بسورة مثله، فعجزوا مع شدة عداوتهم له وصدهم عنه، حتى قال بعض العلماء أقصر سورة في القرءان ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *﴾ [سورة الكوثر] فكل قرءان من سورة أخرى كان قدر ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *﴾ سواء كان ءاية أو أكثر أو بعض ءاية فهو داخل فيما تحداهم به، وعلى هذا فتصل معجزات القرءان من هذه الحيثية إلى عدد كثير جدًّا.ووجوه إعجاز القرءان من جهة حسن تأليفه والتئام كلماته وفصاحته وإيجازه في مقام الإيجاز وبلاغته ظاهرة جدًّا مع ما انضم إلى ذلك من حسن نظمه وغرابة أسلوبه مع كونه على خلاف قواعد النظم والنثر، هذا إلى ما اشتمل عليه من الإخبار بالمغيبات مما وقع من أخبار الأمم الماضية مما كان لا يعلمه إلا أفراد من أهل الكتاب، ولم يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بأحد منهم ولا أخذ عنهم، وبما سيقع فوقع على وفق ما أخبر به في زمنه صلى الله عليه وسلم وبعده، هذا مع الهيبة التي تقع عند تلاوته والخشيةِ التي تلحق سامعه وعدم دخول الملال والسآمة على قارئه وسامعه، مع تيسير حفظه لمتعلميه وتسهيل سرده لتاليه. ولا ينكر شيئًا من ذلك إلا جاهل أو معاند، ولهذا أطلق الأئمة أن معظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم القرءان.
ومن أظهر معجزات القرءان بقاؤه مع استمرار الإعجاز.وأشهر ذلك [(648)] تحديه اليهود أن يتمنوا الموت [(649)] فلم يقع ممن سلف منهم ولا خلف من تصدى لذلك ولا أقدم مع شدة عداوتهم لهذا الدين وحرصهم على إفساده والصدّ عنه فكان في ذلك أوضح معجزة. وأما ما عدا القرءان من نبع الماء من بين أصابعه وتكثير الطعام وانشقاق القمر ونطق الجماد فمنه ما وقع التحدي به ومنه ما وقع دالًّا على صدقه من غير سبق تحدٍ، ومجموع ذلك يفيد القطع بأنه ظهر على يده صلى الله عليه وسلم من خوارق العادات شىء كثير كما يقطع بوجود جود حاتم وشجاعة علي وإن كانت أفراد ذلك ظنية وردت مورد الآحاد مع أن كثيرًا من المعجزات النبوية قد اشتهر وانتشر ورواه العدد الكثير والجمُّ الغفير وأفاد الكثير منه القطع عند أهل العلم بالآثار والعناية بالسّيَر والأخبار وإن لم يصل عند غيرهم إلى هذه الرتبة لعدم عنايتهم بذلك، بل لو ادعى مدَّعٍ أن غالب هذه الوقائع مفيدة للقطع بطريق نظري لما كان مستبعدًا، وهو أنه لا مِرْيَة أن رواة الأخبار في كل طبقة قد حدَّثوا بهذه الأخبار في الجملة، ولا يحفظ عن أحد من الصحابة ولا من بعدهم مخالفة الراوي فيما حكاه من ذلك ولا الإنكار عليه فيما هنالك، فيكون الساكت منهم كالناطق لأن مجموعهم محفوظ من الإغضاء على الباطل، وعلى تقدير أن يوجد من بعضهم إنكار أو طعن على بعض من روى شيئًا من ذلك فإنما هو من جهة توقف في صدق الراوي أو تهمته بكذب أو توقف في ضبطه أو نسبته إلى سوء الحفظ أو جواز الغلط، ولا يوجد من أحد منهم طعن في المروي كما وجد منهم في غير هذا الفن من الأحكام والآداب وحروف القرءان ونحو ذلك.وقد قرر القاضي عياض [(650)] ما قدمته من وجوب إفادة القطع في بعض الأخبار عند بعض العلماء دون بعض تقريرًا حسنًا، ومَثَّل ذلك بأن الفقهاء من أصحاب مالك قد تواتر عندهم النقل أن مذهبه إجزاء النية من أول رمضان خلافًا للشافعي في إيجابه لها في كل ليلة، وكذا إيجاب مسح جميع الرأس في الوضوء خلافًا للشافعي في إجزاء بعضها، وأن مذهبهما معًا إيجاب النية في أول الوضوء واشتراط الولي في النكاح خلافًا لأبي حنيفة، وتَجِدُ العدد الكثير والجمَّ الغفير من الفقهاء من لا يعرف ذلك من خلافهم فضلاً عمن لم ينظر في الفقه وهو أمر واضح. والله أعلم.
وذكر النووي في مقدمة شرح مسلم [(651)] أن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم تزيد على ألف ومائتين، وقال البيهقي في المدخل: بلغت ألفًا. وقال الزاهدي من الحنفية: ظهر على يديه ألف معجزة، وقيل ثلاثة ءالاف. وقد اعتنى بجمعها جماعة من الأئمة كأبي نعيم والبيهقي وغيرهما.
قوله [(652)] (في الإسلام) أي من حين المبعث وهلم جرًا دون ما وقع قبل ذلك، وقد جمع ما وقع من ذلك قبل المبعث بل قبل المولد الحاكم في «الإكليل» وأبو سعيد النيسابوري في «شرف المصطفى» وأبو نعيم والبيهقي في «دلائل النبوة» وسيأتي منه في هذا الكتاب في قصة زيد بن عمرو بن نُفيل في خروجه في ابتغاء الدين، ومضى منه قصة ورقة بن نوفل وسلمان الفارسي، وقدمت في باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم قصة محمد بن عدي بن ربيعة في سبب تسميته محمدًا. ومن مشهور ذلك قصة بحيرا الراهب وهي في السيرة لابن إسحق [(653)].
وروى أبو نعيم في الدلائل [(654)] من طريق شعيب أي ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جده قال: كان بِمَرِّ الظَّهران راهب يدعى عِيْصا، فذكر الحديث، وفيه أنه أعلم عبد الله ابن عبد المطلب ليلة ولد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه نبي هذه الأمة وذكر له أشياء من صفته.وروى الطبراني [(655)] من حديث معاوية بن أبي سفيان عن أبيه أن أمية بن أبي الصلت قال له: إني أجد في الكتب صفة نبي يبعث من بلادنا وكنت أظن أني هو ثم ظهر لي أنه من بني عبد مناف، قال: فنظرت فلم أجد فيهم من هو متصف بأخلاقه إلا عتبة بن ربيعة إلا أنه جاوز الأربعين ولم يوح إليه فعرفت أنه غيره. قال أبو سفيان: فلما بعث محمد قلت لأمية عنه فقال: أما إنه حق فاتبعه، فقلت له: فأنت ما يمنعك، قال: الحياء من نُسَيّات ثقيف أني كنت أخبرهن أني هو ثم أصير تبعًا لفتى من بني عبد مناف.
وروى ابن إسحق [(656)] من حديث سلمة بن سلامة بن وقش، وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان من طريقه [(657)] قال: كان لنا جار من اليهود بالمدينة فخرج علينا قبل البعثة بزمان فذكر الحشر والجنة والنار فقلنا له: وما ءاية ذلك؟ قال: خروج نبي يبعث من هذه البلاد وأشار إلى مكة، فقالوا: متى يقع ذلك؟ قال فرمى بطرفه إلى السماء وأنا أصغر القوم فقال: إن يَسْتنفِدْ هذا الغلام عمره يدركه، قال: فما ذهبت الأيام والليالي حتى بعث الله نبيه وهو حيٌّ فآمنَّا به وكفرَ هو بَغْيًا وحسدًا» انتهى كلام الحافظ.ثم قال [(658)]: «ومما ظهر من علامات نبوته عند مولده وبعده ما أخرجه الطبراني [(659)] عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن أمه أنها حضرت ءامنة أم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ضربها المخاض قالت: فجعلت أنظر إلى النجوم تَدَلَّى حتى أقول لتقعن عليَّ، فلما وَلَدَتْ خرج منها نور أضاء له البيت والدار، وشاهِدُه حديث العرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إني عبد الله وخاتم النبيّين وإن ءادم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك إني دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورًا أضاءت له قصور الشام». أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم [(660)]. وفي حديث أبي أمامة عند أحمد نحوه [(661)]، وأخرج ابن إسحق [(662)] عن ثور ابن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله نحوه وقالت: أضاءت له بصرى من أرض الشام. وروى ابن حبان والحاكم [(663)] في قصة رضاعه صلى الله عليه وسلم من طريق ابن إسحق [(664)] بإسناده إلى حليمة السعدية الحديث بطوله، وفيه من العلامات كثرة اللبن في ثديها ووجود اللبن في شارفها بعد الهزال الشديد وسرعة مشي حمارها وكثرة اللبن في شياهها بعد ذلك وخِصب أرضها وسرعة نباته وشق الملكين صدره، وهذا الأخير أخرجه مسلم [(665)] من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغِلمان [(666)] فأخذه فصرعه [(667)] فشق عن قلبه فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم جمعه فأعاده مكانه، الحديث.وفي حديث مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه قال وكان قد أتت عليه خمسون ومائة سنة قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم انكسر إيوان كِسرى وسقطت منه أربع عشرة شرافة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت [(668)] بحيرة ساوة، ورأى المُوْبَذَانُ إبلًا صعابًا تقود خيلًا عِرابا قد قطعت دِجلة وانتشرت في بلادها فلما أصبح كسرى أفزعه ما وقع فسأل علماء أهل مملكته عن ذلك فأرسلوا إلى سطيح فذكر القصة بطولها. أخرجها ابن السكن وغيره في معرفة الصحابة» [(669)] انتهى كلام ابن حجر.
ثم قال [(670)] الحافظ نقلًا عن القرطبي: «قضية نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم تكرّرت منه في عدّة مواطن في مشاهد عظيمة، ووردت من طرق كثيرة يفيد مجموعُها العلمَ القطعيّ المستفاد من التواتر المعنوي، قلت: أخذ كلام عياض وتصرف فيه، قال: ولم يُسمع بمثل هذه المعجزة عن غير نبينا صلى الله عليه وسلم. وحديث نبع الماء جاء من رواية أنس عند الشيخين وأحمد وغيرهم من خمسة طرق [(671)]، وعن جابر بن عبد الله من أربعة طرق [(672)]، وعن ابن مسعود عند البخاري والترمذي [(673)]، وعن ابن عباس عند أحمد والطبراني من طريقين [(674)]» اهـ.
ثم قال [(675)]: وأما تكثير الماء بأن يلمسه بيده أو يتفل فيه أو يأمر بوضع شىء فيه كَسَهم من كِنانته فجاء في حديث عمران بن حصين في الصحيحين [(676)] وعن البراء بن عازب عند البخاري وأحمد من طريقين [(677)]، وعن أبي قتادة عند مسلم [(678)]، وعن أنس عند البيهقي في الدلائل [(679)]، وعن زياد بن الحرث الصدائي عنده [(680)]، وعن حبان بن بُح بضم الموحدة وتشديد المهملة الصُّدَائي أيضًا [(681)] فإذا ضم هذا إلى هذا بلغ الكثرة المذكورة أو قاربها» اهـ.ثم قال [(682)] «قال القرطبي: ولم يسمع بمثل هذه المعجزة عن غير نبينا صلى الله عليه وسلم حيث نبع الماء من بين عظمه وعصبه ولحمه ودمه، وقد نقل ابن عبد البر [(683)] عن المزني أنه قال: نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى بالعصا فتفجرت منه المياه لأن خروج الماء من الحجارة معهود بخلاف خروج الماء من بين اللحم والدم اهـ. وظاهر كلامه أن الماء نبع من نفس اللحم الكائن في الأصابع، ويؤيده قوله في حديث جابر الآتي [(684)] «فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه»، وأوضح منه ما وقع في حديث ابن عباس عند الطبراني [(685)] «فجاؤوا بشَنّ فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه ثم فرّق أصابعه فنبع الماء من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم» اهـ.وقال الحافظ ابن حجر ما نصّه [(686)]: «المقوقس هو لقب واسمه جريج بن مينا بن قُرقُب ومنهم من لم يذكر مينا كما جزم به أبو عمر الكندي في أمراء مصر فقال: المقوقس بن قُرقُوب أمير القبط بمصر من قبل ملك الروم»، ثم قال «قال أبو القاسم بن عبد الحكم في فتوح مصر حدثنا هشام بن إسحق وغيره قالوا: لما كانت سنة ست من مهاجَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من الحديبية بعث إلى الملوك فبعث حاطبَ بن أبي بلتعة إلى المقوقس فلما انتهى إلى الإسكندرية وجده في مجلس مشرف على البحر، فركب البحر فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه فلما رءاه أمر به فأوصل إليه فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبيًّا أن يدعو علي فيسلَّط علي؟ فقال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسوء، قال: فَوَجَمَ لها ثم قال له: أعد فأعاد ثم قال له حاطب: إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرب الأعلى فانتقم الله منه فاعْتَبِر به، وإن لك دينًا لن تدعه إلا إلى دين هو خير منه وهو الإسلام، وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، ولسنا ننهاك عن دين عيسى بل نأمرك به، فقرأ الكتاب فإذا فيه «من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط سلام على من اتبع الهدى» فذكر مثل الكتاب إلى هرقل، فلما فرغ أخذه فجعله في حُقّ من عاج وختم عليه.ثم ساق من طريق أبان بن صالح قال: أرسل المقوقس إلى حاطب فقال: أسألك عن ثلاث فقال: لا تسألني عن شىء إلا صَدَقْتُكَ، قال: إلام يدعو محمد؟ قلت: إلى أن يعبد الله وحده ويأمرُ بالصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة، ويأمر بصيام رمضان وحج البيت والوفاء بالعهد، وينهى عن أكل الميتة والدم إلى أن قال: صفه لي قال: فوصفته فأوجزت قال: قد بقيت أشياء لم تذكرها في عينيه حُمرة قلما تفارقه وبين كتفيه خاتم النبوة يركب الحمار ويلبس الشملة، ويجتزىء بالتَّمَرات والكِسَر، ولا يبالي من لاقى من عم ولا ابن عم، قال: هذه صفته وقد كنت أعلم أن نبيًّا قد بقي وقد كنت أظن أن مخرجه بالشام وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله فأَراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس والقبط لا تطاوعني في اتباعه، وسيظهر على البلاد وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما ههنا، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفًا ولا أحب أن يعلم بمحادثتي إياك أحد.
قال أبو القاسم: وحدثنا هشام بن إسحاق وغيره قال: ثم دعا كاتبًا يكتب بالعربية فكتب لمحمد بن عبد الله من المقوقس سلام، أما بعد فقد قرأت كتابك وذكر نحو ما ذكر لحاطب، وزاد وقد أكرمت رسولك وأهديت إليك بغلة لتركبها وبجاريتين لهما مكان في القبط عظيم وبِكسوة، والسلام.وقال أبو القاسم أيضًا: حدثنا هانىء بن المتوكل حدثنا ابن لَهِيْعة حدثني يزيد بن أبي حبيب أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمه إلى صدره وقال: هذا زمان يخرج فيه النبي الذي نجد نعته في كتاب الله، وإنا نجد من نعته أنه لا يجمع بين أختين وأنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، وأن جلساءه المساكين، ثم دعا رجلاً عاقلًا ثم لم يدع بمصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها فبعث بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث بغلة شهباء وحمارًا أشهب وثيابًا من قَبَاطِيّ مصر وعسلاً من عسل بَنْهَا، وبعث إليه بمال وصدقة وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه، وينظر إلى ظهره هل يرى شامة كبيرة ذات شعرات، ففعل ذلك فقدم الأختين والدابتين والعسل والثياب وأعلمه أن ذلك كله هدية فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية، ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه وكره أن يجمع بينهما، فذكر القصة وسيأتي في ترجمة مارية إن شاء الله تعالى. قال: وكانت البغلة والحمار أحبَّ دوابه إليه، وسمى البغلة دُلْدُل، وسمى الحمار يَعفور، وأعجبه العسل فدعا في عسل بنها بالبركة، وبقيت تلك الثياب حتى كفن في بعضها، كذا قال، والصحيح ما في الصحيح [(687)] في حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كفن في ثياب يمانية» اهـ.ـ[647] لم نقف عليه في النسخة المطبوعة.
ـ[648] المعجم الكبير (8/ 5 – 6)، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 232): «وفيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف».
ـ[649] حكاه عنه ابن هشام في السيرة النبوية (1/ 212).
ـ[650] مسند أحمد (3/ 467)، ولم نقف عليه في صحيح ابن حبان المطبوع.
ـ[651] فتح الباري (6/ 583 – 584).
ـ[652] المعجم الكبير (25/ 147 و186).
ـ[653] مسند أحمد (4/ 127)، صحيح ابن حبان انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 106)، المستدرك على الصحيحين (2/ 418) وصححه وأقره الذهبي.
ـ[654] مسند أحمد (5/ 262).
ـ[655] حكاه عنه ابن هشام في السيرة النبوية (1/ 166).
ـ[656] صحيح ابن حبان انظر الإحسان بترتيب صحيح بان حبان (8/ 82 – 84).
ـ[657] حكاه عنه ابن هشام في السيرة النبوية (1/ 162 – 165).
ـ[658] صحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب الإسراء.
ـ[659] اللعب الذي ليس فيه ما يستقبح.
ـ[660] أضجعه على الأرض، ألقاه على قفاه.
ـ[661] الحكمة في ذلك إضعاف دعوتهم لأنه بحصول هذا يصير عندهم ارتجاف.
ـ[662] انظر الإصابة (3/ 597).ـ[663] فتح الباري (6/ 585).
ـ[664] رواه البخاري في صحيحه من أربعة طريق، من رواية قتادة وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة والحسن البصري وحميد في كتاب المناقب: باب علامة النبوة في الإسلام، ومن رواية ثابت في كتاب الوضوء: باب الوضوء من التَّور. وأما مسلم فالذي وقفنا عليه في صحيحه من حديث أنس ثلاثة طرق من رواية ثابت وإسحاق وقتادة في كتاب الفضائل: باب في معجزات النبيّ صلى الله عليه وسلم. ورواه أحمد في مسنده من رواية ثابت وأنس (3/ 165) ورواية إسحاق (3/ 132) ورواية الحسن (3/ 216) ورواية حميد (3/ 106).
ـ[665] رواه من رواية سالم بن أبي الجعد البخاري في صحيحه: كتاب المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، ومن رواية الوليد بن عبادة مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق: باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليَسَر، ومن رواية نبيح العنزي أحمد في مسنده (3/ 292)، ومن رواية أنس عن جابر أحمد أيضًا (3/ 343).
ـ[666] رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، والترمذي في سننه: كتاب المناقب: باب في ءايات إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وما قد خصه الله عزَّ وجلَّ به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
ـ[667] رواه أحمد في مسنده (1/ 251 و324) من رواية أبي الضحى، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 68) من رواية الشعبي، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 300): «وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط».
ـ[668] فتح الباري (6/ 585).
ـ[669] حديث تكثير الماء رواه البخاري في صحيحه: كتاب التيمم: باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء، ومسلم في صحيحه: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها.
ـ[670] حديث حج النبي صلى الله عليه وسلم في البئر رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، وأحمد في مسنده (4/ 290) كلاهما من رواية أبي إسحاق.ـ[671] رواه مسلم في صحيحه: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب قضاء الفائتة واستحباب تعجيل قضائها.
ـ[672] دلائل النبوة (6/ 136).
ـ[673] دلائل النبوة (4/ 126).
ـ[674] رواه أحمد في مسنده (4/ 168 – 169)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 36) = = قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 199): «رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجال أحمد ثقات».
ـ[675] فتح الباري (6/ 585).
ـ[676] انظر شرح الزرقاني على الموطأ (1/ 70).
ـ[677] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك.
ـ[678] المعجم الكبير (12/ 68). قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 300): «وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط».
ـ[679] الإصابة في تمييز الصحابة (3/ 530 – 531).
ـ[680] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز: باب الثياب البيض للكفن.
ـ[681] رواه مسلم في صحيحه: كتاب الزهد: باب في أحاديث متفرقة.
ـ[682] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان: باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة، ومسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان الإيمان والإسلام، والبيهقي في سننه (4/ 325)، وأبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في القدر، والترمذي في سننه: كتاب الإيمان: باب ما جاء في وصف جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان والإسلام وابن ماجه في سننه: المقدمة: باب في الإيمان، وأحمد في مسنده (1/ 51)، وابن حبان في صحيحه انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (1/ 195).
ـ[683] رواه البخاري في صحيحه: كتاب بدء الخلق: باب ذكر الملائكة.ـ[684] عزاه الحافظ في فتح الباري (6/ 306) إلى كتاب ربيع الأبرار. ـ[685] رواه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز: باب عذاب القبر في الغيبة والبول، ومسلم في صحيحه: كتاب الطهارة: باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، وأبو داود في سننه: كتاب الطهارة: باب الاستبراء من البول، والترمذي في سننه: كتاب أبواب الطهارة: باب ما جاء في التشديد في البول، والنسائي في سننه: كتاب الطهارة: باب التنزه عن البول. ـ[686] ضعفه الذهبي في السير (1/ 295) فقال: «هذا منقطع». والحديث رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 329) من رواية أبي معشر عن سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[687] أورده ابن حجر في المطالب العالية (4/ 363) وعزاه لأبي يعلى وقال: «إسناده صحيح».
