(اللهُ تَعالى أَعْرَفُ المعَارِف)
قال شيخنا رحمه الله
ثم إنّ اللهَ تَبارك وتعالى بما أنّهُ ثبَت أنّهُ مَالِكُ كُلِّ شَىء لأنّ خَالقَ كُلِّ شَىءٍ هوَ مَالِكُه،بما أنّهُ ثبَتَ أنّهُ مالِكٌ حقِيقيٌّ لكُلّ شىءٍ فَعّالٌ لما يُريد لا يُوصَفُ بالظُّلم،لا يُقالُ لِمَ لم يَخلُقْ أَفرادَ البَشرِ على حَدٍّ سَواء،على صِفةٍ واحِدةٍ،هوَ كانَ قَادِرًا على أن يَخلُقَ جميعَ أفرادِ البَشر على صِفةٍ واحِدةٍ مِن حيثُ الشّكلُ ومِن حيثُ الخَلق ومِن حيثُ … المعيشةُ بجميع الوجُوه،لكنّ الله تبارك وتعالى خلَق البشَر على أشكالٍ شَتى ليَكُونَ ذلكَ دَليلا على كمَالِ قُدرتِه،لأنّنا لو لم نرَ هذه الأشياءَ المتقَابِلَةَ لم يَقْوَ فينا الاعتقاد بوجُودِه وقُدرتِه إلى هذا الحَدّ الذي نصِلُ إليه،لما نرَى الأشياءَ المتقابلةَ نرَى الإنسانَ الطّويلَ ونَرى الإنسانَ القَصيرَ ونرَى الإنسانَ الجسيمَ ونَرى الإنسانَ النّحِيفَ ونَرى الإنسانَ الذي هو دمِثُ الأخلاق قريبُ التّآلُف ونَرى العكسَ فمِن رؤيتِنا للمُتقَابلات نَزدادُ عِلمًا بكمَالِ قُدرةِ الله تعالى،نحنُ نَزدادُ أمّا اللهُ تَعالى لا يَزدَادُ شَيئًا،يستَحيلُ أن يَطرأ عليهِ شَىءٌ جَديد،لا يَزدادُ كمَالا ولا يَنقُص،
الله سبحانَهُ وتَعالى سمّى نَفسَه الظّاهر لأنّ كُلّ شَىءٍ يَدُلّ على وجودِه،فهو تبارك وتعالى أعرَفُ المعَارِف كما قال سِيبَويه رحمه الله،يقول سيبويهِ في كتابه الذي يُسمَّى الكتاب،تفخِيمًا لشَأنِه يُقالُ لهُ الكتاب،يقولُ فيه اللهُ أَعرَفُ المعارف،المعارفُ عندَ عُلمَاءِ النّحْو معروفٌ،قال سِيْبويه الله أعرَفُ المعارف،ثم رُؤيَ بَعدَ مَوتِه فقيلَ لهُ ما فعَلَ الله بك،قال غفَرَ لي بقَولي اللهُ أَعرَفُ المعارِف،
س:ما معنى المعارف
ج:الأسماءُ عندَ النَّحْويّين قِسمان مَعارفُ ونَكِرات،فالمعارفُ على مَراتب،فأعرَفُ المعارف قال سِيبَويه الله،لأنّ كلَّ شَىءٍ دَليلٌ على وجُودِه،فلا شَىءَ مَعرُوفٌ يَشهَدُ بوجُودِه كلّ شَىءٍ إلا الله
فاللهُ تَعالى أَعْرَفُ المعَارِف.
