الملائكة – الدليل القويم على الصراط المستقيم للشيخ عبد الله الهرري

الملائكة

يجب الإيمان بوجود الملائكة وأنهم مكرمون عند الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خلق الله الملائكة من نور وخلق الجانّ من مارج من نار وخُلِقَ ءادمُ مما وُصِفَ لكم» رواه مسلم [(688)].
وثبت أنهم يتشكلون بغير صورهم الأصلية. ففي البخاري ومسلم والبيهقي وغيرهم [(689)] مجيء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر.
وأما صورة المَلَكِ الأصلية فهي صورة ذات جناحين فأكثر فقد جاء في الصحيح [(690)] من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته التي هي ذات ستمائة جناح.لكن لا يتصورون بشكل أنثى كما تزعم النصارى حتى إنهم يصنعون تماثيل نسائية ذات جناحين.
وقد ثبت عن سعيد بن المسيب أنه قال [(691)] إن الملائكة لا يتوالدون ولا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون وإنهم ليسوا ذكورًا ولا إناثًا. وذلك كله مجمع عليه.
وقد وصفهم الله بأنهم  ﴿… لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ … *﴾ [سورة التحريم] وهذا عام في كل فرد منهم فوجبت لهم العصمة من المعاصي فلا نخرج عن ذلك فلا يجوز الأخذ بما يروى عن هاروت وماروت أنهما فتنا بامرأة يقال لها الزُهرة لأن القصة غير ثابتة ثبوتًا يحتج به في الاعتقاديَّات.
ثم إن الملائكة موكلون بأعمال شتى منهم من هم موكلون بالقطر والنبات، ومنهم موكلون بكتابة أعمال بني ءادم، وبعضهم موكلون بتوفي الأرواح، وبعضهم موكلون بحفظ بني ءادم لأنهم يحفظونهم من تلاعب الجن بهم إلا أنهم لا يمنعون وقوع المقدر.ـ[688] سنن الترمذي: كتاب الجنائز: باب ما جاء في عذاب القبر، وصححه ابن حبان انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (5/ 48).
ـ[689] توفي يوم الخندق متأثرًا بجرحه، رواه البخاري في صحيحه: كتاب الصلاة: باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم.
ـ[690] سنن الترمذي: كتاب فضائل الجهاد: باب ما جاء في ثواب الشهيد، سنن النسائي: كتاب الجنائز: باب أرواح المؤمنين.
ـ[691] وهو حديث طويل فيه ويعاد الروح إلى جسده.

الفرق بين المعجزة والكرامة

الإيمان بعذاب القبر وسؤاله