فائدة في إبطال عقيدة التناسخ – الدليل القويم على الصراط المستقيم للشيخ عبد الله الهرري

فائدة في إبطال عقيدة التناسخ

يجب الإيمان بأن الروح بعد مفارقة الجسد تعود إلى الجسد الذي في القبر إلى أن يبلى الجسد إلا عَجْبَ الذنب الذي هو قدر خردلةٍ فإن كان الميت مؤمنًا تقيًّا تصعد روحه إلى الجنة فتعيش في الجنة إلى قيام الساعة حين يعاد الجسد الذي أكله التراب فتعود الروح إليه، وأما الكافر فإذا بلي جسده يكون الروح في سجّين وهو مكان في الأرض السابعة. وأما المسلم العاصي فيكون روحه بعد البِلَى فيما بين السماء والأرض، ومنهم من يكون روحه في السماء الأولى إلا الشهيد فإنه تصعد روحه فورًا إلى الجنة ويُحفظ جسده من البِلَى فيعود إليه تعلق الروح يوم البعث تمامًا. وزعم أهل التناسخ أن الإعادة إنما تكون بكرور الأرواح في أجساد مختلفة، وذلك كله في الدنيا وأن كل روح أحسنت في قالبها أعيدت في قالب يتنعم فيه، وكل روح أساءت في قالبها أعيدت في قالب يؤذيها، وزعموا أن أرواحَ الحياتِ والعقارب كانت قد أساءت في بعض القوالب فعذّبت في قوالب الحيات والعقارب، فيقال لهم هل تثبتون لكون الروح في القالب ابتداء لم يكن قبله في غيره، فإن قالوا لا، صاروا إلى قول الدَّهريَّة القائلة بقِدمِ الأجسامِ وقد أفسدنا قولهم قبل هذا، وإن قالوا نعم، قيل فما أنكرتم أن ليس كون الروح الآن في هذا القالب جزاءً له على عمل كان قبل ذلك كما لم يكن كونها في القالب الأول جزاءً له على عمل قبل ذلك؟
والعجب من إنكار أهل التناسخ قولَ المسلمين بأخذ الميثاق عليهم في الذَّر الأول. وقالوا لهم لو كان ذلك صحيحًا لكنا نذكر. وهم يدّعون أن روح كل إنسان كانت فيما مضى في قالب ءاخر وعملت فيه طاعات أو معاصي فلحقها الجزاء في هذا القالب ولا يذكر ذلك أحد منهم ولا منا. فمن أجاز هذا وأنكر ذاك فإنما يسخر من نفسه.والفرق بين عدم تذكرنا للميثاق الذي أُخِذَ علينا يوم «ألست بربكم» وبين ما يدعونه أن الأجسام كانت لم تُخلق بعدُ يوم «ألست» فلما التبست الأرواح بالأجساد نسيت معلومها. وأما على قول أهل التناسخ فقد كانت الأرواح ملتبسة بالأجساد فكيف تنسى جميع معلوماتها؟!

الحشر

فائدة