تبرئة ابن عربي مما ينسب إليه:
اعلم أن الشيخ ابن عربي مبرأ مما ينسب إليه من الشطحات والطامات والقول بالوحدة المطلقة وإن ادعى بعض أنه إمام هذا المذهب، بل إننا ننفي عنه ذلك لأن ما تجده من الدس في كتب ابن عربي مما فيه من الضلال، تجد معه أيضًا وفي نفس المؤلف المنسوب إليه كلامًا واضحًا وصريحًا في التنزيه وبيان أن الله واحد لا يحل في شىء كما يلاحظ ذلك بوضوح في فصوص الحِكَم، فإنك تجد فيه من التناقضات ما يذهل العقل، فقد تجد في موضع كلامًا كفريًا، ثم تجد في مبحث ءاخر أقوالًا خالصة في التنزيه والتوحيد حتى يروى عنه أنه قال (من قال بالحلول فدينه معلول) وعليه يبعد بعد هذا أن يكون من أهل مذهب الوحدة المطلقة الذين يقولون بوحدة الوجـود لأن من أبشع الكفر اعتقاد حلول الله في العالم، وهذا معنى القول بوحدة الوجود الذي لا يصح نسبته لابن عربي وإن نسب بعض المؤلفين ذلك إليه أو غير هذا المذهب من شطحات كما يذكر الذهبي في سيره ثم يقول (قلت إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت فقد فاز وما ذلك على الله بعزيز) وهذا الكلام من الذهبي لا يعتد له في إثبات ما نسب إلى ابن عربي حتى في كتاب فصوص الحِكَم الذي يقول الذهبي فيه (ولا ريب أن كثيرًا من عباراته له تأويل إلا كتاب فصوص الحكم). اهـ
وردُّنا على ذلك أن جميع ما ينسب إلى الشيخ من ضلالات مهلكات إنما دس عليه وذلك لأمرين:
أحدهما أن الشعراني قال إنه اطلع على النسخة الأصلية فوجدها خالية من هذه الكفريات وأن صاحب المعروضات المزبورة أحد الفقهاء المشهورين في أهل المذهب الحنفي قال (تيقنا أن اليهود دسوا عليه في فصوص الحكم)، والسبب الثاني أن الحافظ ابن حجر قال في لسان الميزان في ترجمة ابن عربي اعتدَّ به حفاظ عصره كابن النجار وابن الدُّبيثي ويؤيد ذلك أن في الفتوحات المكية عبارات صريحة في إبطال القول بعقيدة الحلول والاتحاد وفيه إثبات التنزيه الصريح لله عز وجل.
وعليه فقد ذكر الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي أيضًا في كتاب الفتاوى الحديثية عند مطلب في الكلام عن ابن عربي ما يُثبت أن اليهود دسوا عليه بالفعل فقال ابن حجر (دس عليه من سينتقم الله منه) وعليه أخي المسلم إذا عرفت هذا المستند في تبرئة ابن عربي فالزمه ودع طرق الغي وإياك والخوض في لجج بحر مهلك.
جملةٌ من مصنفاته:
لما كان الشيخ ابن عربي قد نال درجة عالية في العلم والتبحر فيه، كان من البديهي أن ينعكس ذلك على حياته فأفاض بكثير من المؤلفات التي قيل إنها رَبَتْ على أربعمائة كتاب ورسالة كما ذكر صاحب الأعلام، نذكر منها مثلاً القطب والنقباء ومراتب العلم الموهوب وكتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدب والفتوحات المكية وفصوص الحكم في التصوف وفتح الذخائر.
وفي الشعر له ديوان مطبوع، ولكننا ننبه إلى أنه قد دخل إلى أكثر كتبه الكذب والدس، ونظرًا كذلك لعلو أسلوبه في الكتابة بما لا تستوعبه عقول العامة، ننصح بتجنب تلك الكتب لمن لا يميز بين الغث والسمين ولم يتلقَ كثيرًا في علم العقيدة.
وفاته:
ولم يزل الشيخ ابن عربي يؤلف ويحرر ويدون دون ملل حتى أواخر أيامه حيث بلغ الثمانين، فجاءته المنية في دمشق في بيت ابن الذكي حيث كان يحيط به أهله وأتباعه من المشايخ الصوفية وذلك ليلة الجمعة في الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة من الهجرة وقام بتغسيله ابن الذكي، ومن ثم حمله مع اثنين من مريديه هما ابن عبد الخالق وابن النحاس إلى خارج دمشق حيث دفنوه في الصالحية شمالي المدينة بسفح قاسيون ضمن مقبرة خاصة بأسرة ابن الذكي وقتها وما زال قبره حتى اليوم مزارًا للناس.
الى احبابي في الله كثير من الأقوال الشنيعة نُسبت لابن عربي زورًا أو نُزعت من سياقها أو حُملت على غير وجهها، وبعضها دُسّ عليه فعلًا كما شهد بعض أهل التحقيق.
تحذير من المقولات الباطلة.
تبرئة لابن عربي من الأقوال المكفرة التي دُسّت عليه.
📌 التوحيد ليس فلسفة – احذروا الخلط بين الخالق والمخلوق
الحمد لله الذي أرسل رسله بالبينات، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وجعل توحيده أعظم الواجبات، وتنزيهه أصدق العبارات، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام الموحدين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
🛑 كثر في هذا الزمان تداولُ عبارات صوفية أو فلسفية لا تُفهم على وجهها الصحيح، وربما نُسبت لكبار العلماء كذبًا وزورًا، أو أُخذت من كتبهم بغير تحقيق، فاختلط على الناس الحق بالباطل، وغرّهم ظاهر الكلام.
ومن أخطر هذه العبارات ما يشير إلى أن:
الله “محض وجود” لا يُوصف بشيء!
أو أن العالم هو “صفات الله” أو “تجلياته”!
أو أن العبد إذا “فني” لا يرى إلا الله، ولا وجود للخلق أصلًا!
أو أن أسماء الله تُؤوَّل تأويلات غريبة لا تدل عليها لغة ولا شريعة!
⚠️ كل هذه العبارات – إن أُخذت على ظاهرها – تؤدي إلى مذهب وحدة الوجود الباطل، الذي يجعل الخالق عين المخلوق، وينفي الفرق بين الله وخلقه.
🔻 وهذا مذهب كفري مخالف لأصل التوحيد، ولا يقره لا عقل ولا نقل، وقد اتفق علماء الإسلام على بطلانه وتحذير الأمة منه.
⚖️ ولكن تنبيه مهم جدًا:
📝 ابن عربي – رحمه الله – نُسبت إليه أقوال عظيمة من هذا الباب، وبعضها حقًا لا يُقبل، لكن كثيرًا منها أيضًا دُسَّ عليه أو أُخذ من كتبه بغير فهمٍ أو بغير أمانة.
✒️ وقد شهد علماء ثقات من أهل التحقيق بأن في كتبه دسائس وتزييفات، وقالوا إن فيها الغث والسمين، ويجب أن لا يُنقل عنه إلا ما صح وثبت بمعرفة مذهبه الكامل.
📚 ولهذا قال الإمام ابن حجر الهيتمي في “الفتح المبين”:
“ابن عربي من كبار أولياء الله تعالى، ومن كلامه ما لا يفهمه إلا خواص أهل الله، وقد تجرأ كثير على كتابه الفتوحات فحرّفوا وبدّلوا وأساءوا الظن به، وفي كتبه أشياء إن تُركت لجهل العامي بها فهو أسلم.”
✅ التوحيد الحق:
الله تعالى خالقٌ غير مخلوق، ربٌّ غير مربوب، موصوف بالكمال، منزه عن كل نقص.
لا يحل في شيء، ولا يتجلى في صورة شيء، ولا يكون غيره، ولا غيره يكونه.
خلق الخلق وأحكم صنعه، وأمرهم بعبادته وحده، لا بخلط الفلسفات ولا بشطحات الذوق.
📖 قال تعالى:
“قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ” [الإخلاص]
📌 وصية لكل مسلم:
لا تأخذ دينك من كل من كتب أو تكلّم، ولو نُسب إلى التصوف أو التبحر أو الفلسفة.
اعرض كل قول على القرآن والسنة بفهم السلف، فما وافق قبلناه، وما خالفه تركناه.
واعلم أن الحق جليّ، وأن الغلو في التنزيه قد يوقع في التوحيد الباطل.
👈اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا.
قال الكبريت الاحمر ابن عربي قدس الله سره ونفعنا به في لفتوحات المكية:
لأنه سبحانه ليس بينه وبين خلقه مناسبة أصلاً، لأن ذاته غير مدركة لنا فتشبه المحسوس، ولا فعلها كفعل اللطيف فيشبه اللطيف، لأن فعل الحق تعالى إبداء الشيء لا من
شيء، واللطيف الروحاني فعل الشيء من الأشياء، فأي مناسبة بينهما؟ فإذا امتنعت المشابهة في الفعل فاحرى أن تمتنع المشابهة في الذات
سيدي ابن عربي ينزه الله عن وحدة الوجود المذمومة بقوله لا مناسبة بين الله وخلقه بوجه من الوجوه
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }[ سورة النساء : 112 ]
((هذا منشور قول الحق في سيف الحق الكبريت الاحمر ابن عربي)) قدس الله سره ونفعنا به
(وتبرئته من قوله بحلول الله في مخلوقاته)
((اقرب الناس الى ابن عربي الشام زمانا ومكانا))
هو قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة الحموي
ولد بعد سنة واحدة من وفاة ابن عربي
((وحماة تبعد عن الشام 90 كيلو مترا خط مستقيم ))
قال قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة الحموي:
جميع ما في كتب ابن عربي ما هو مخالف لشرع الله
((( فإنه مدسوس عليه من اليهود))).
من الكلام الحق الذي قاله الكبريت الاحمر ابن عربي
((في فصوص الحكم)):
1 ((الله يتعالى عن المكان)) صفحة 61
2 ((ثم قال تنزيها للاشتراك بالمعية))
سبح اسم ربك الأعلى عن هذا الاشتراك المعنوي صفحة 61
3 ((وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث )) صفحة 169
4 (( ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ))) صفحة 5
أي ليس متحيزا في مكان وجهة صفحة 5
5 ((لا ترجع اليه صفة لم يكن عليها من صنعة المصنوعات )) صفحة 5
6 (((تعالى أن تحله الحوادث أو يحلها))) صفحة 5
ديوان الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي
المتوفى 628 هجرية
((توثيق عقيدة سيدي ابن عربي السنية))
هنا ينزه الله عن الإتحاد
ويقول هو محال في حق الله تعالى
قال الكبريت الاحمر ابن عربي قدس الله سره
1)ودع مقالة قوم قال عالمهم
بأنه بالإله الواحد اتحدا ((الاتحاد محال))
(( لا يقول به إلا جهول به عن عقله شردا))
2) وعن حقيقته وعن شريعته فاعبد إلهك
(( لا تشرك به أحدا))
3)(( ولا تغالط بتعطيل وأقيسة إني نصحتك والرحمن يشهد لي))
4) ((والله ليس بمعلوم))
5)((العجز غايتنا فيه))
6) (((( وليس ذا علة))))
توثيق عقيدة سيدي ابن عربي
🖋️ بقلم العبد الفقير لله
الشيخ سعيد سعيد
غفر الله له ولوالديه





