الإمام فخر الدين الرازي و الشيعة الاثناعشرية
قال الإمام فخر الدين الرازي في نهاية العقول في دراسة الأصول، – ق/349/أ – بعد أن نقض جميع شبه الشيعة الاثناعشرية ما نصه: “واعلم أنّا إنما أطنبنا في الاعتراض على هذه الحجة لأنها كالقطب في مسائل الإمامة، ولو صحت لاستمرت أكثر أصول الشيعة، ولم أر أحداً من أصحابنا ولا من المعتزلة بالغوا في الكلام عليها، فذلك بالغتُ في الكشف عنها، وبالله التوفيق. انتهى
فالفخر الرازي دافع عن مذهب أهل السُّنة والجماعة ودكّ حصون الشيعة قبل ولادة شيخ المشبهة ابن تيمية بعقود، وهذا الأخير قد وجّه سهام نَقدِه المردودة عليه إلى كتب الإمام الفخر، علماً أن جميع ما كتبه في الرد على الشيعة إنما هي كالقطرة في بحر كلام الإمام الفخر الرازي رضي الله عنه.
وقد نقل ابن تيمية في منهاجه أبياتا للطعن في الفخر مستحسنا لها وهي قولهم:
مُحَصَّلٌ فِي أُصُولِ الدِّينِ حَاصِلُهُ مِنْ بَعْدِ تَحْصِيلِهِ عِلْمٌ بِلَا دِينِ
أَصْلُ الضَّلَالَةِ وَالإِفْكِ الـمُبيِن فَمَا فِيهِ فَأَكْثَرُهُ وَحْيُ الشَّيَاطِينِ
فردّ عليه الصفدي قائلا:
عُمِّيتَ عَنْ فَهْمِ مَا ضَمَّتْ مَسَائِلُهُ وَنُورُهَا قَدْ تَجَلَّى بِالبَرَاهِينِ
فَمِلْتَ عَجْزاً إِلَى التَّقْلِيدِ وَهُوَ مَتَى حَقَّقْتَ لَـمْ تَلْقَ أَمْراً غَيْرَ مَظْنُونِ
وَالنَّاسُ أَعْدَاءٌ لِـمَا لَا يَعْرِفُوهُ فَلَا بِدْع إِذَا قُلْتَ ذَا وَحْيُ الشَّيَاطِينِ
هذا مع أن الصفدي في ترجمته لابن تيمية قد أثنى عليه من جهات معينة من باب الإنصاف، ولكنه أشار إلى ضعفه في العلوم العربية، وإلى اشتغاله بالبحث عن التشكيكات العقدية، كما قال الصفدي كلاما يفهم منه صحة توبة ابن تيمية عنده ورجوعه إلى عقيدة أهل السُّنة.
والحق ان ابن تيمية رجع لعقيدته الفاسدة بعد استتابته.


