النِّيَّةُ للهِ تَعَالَى
لا يَشبَعُ مُؤمِنٌ مِن خَيرٍ يَسمَعُهُ حتّى يَكونَ مُنتَهاهُ الجَنَّةَ.
دُرُوسٌ مِن سِيرَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللهِ فِي فَنِّ الإِحْسَانِ فِي الحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ
https://youtu.be/C7qQce3B4j0?si=zytuf0H5YARybDvE
يقولُ الشَّيخُ نَبيلٌ حفظَهُ اللهُ:
في صِغَري أنا وأخي عبدُ الرَّزَّاقِ رحمهُ الله، كان الشَّيخُ يُطعِمُنا بِيَدِهِ، يعني يأخُذُ اللُّقمَةَ، أُريدُ أن آخُذَها مِن يَدِهِ، فَيُرجِعُ يَدَهُ، وهكذا، وهكذا كانَ الرَّسولُ يفعلُ معَ الأطفالِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام. أيُّ سُرورٍ يُدخِلُ على القَلبِ! يعني لَمَّا هو امتَنَعَ إلَّا أن يَضَعَها في فَمِي، هذا دَلالٌ، وهذا إحسانٌ، وهذا حُسنُ عِشرَةٍ، وهو يَنوي للهِ تَعالى، فَيَنالُ الأَجرَ العَظيمَ.
فَإذا فَعَلَ ذلكَ معَ زَوجَتِهِ، فَلَهُ ثَوابٌ عَظيمٌ، وهيَ إنْ فَعَلَت، لكِنْ نَوَتِ التَّقَرُّبَ إلى اللهِ، لها على ذلكَ ثَوابٌ عَظيمٌ؛ لأنَّ الشَّخصَ مِن شَأنِهِ أن يَرى امرأتَهُ عادَةً أكثرَ مِن غيرِها مِن النَّاسِ، فَمَطلوبٌ مِنهُ أنْ يَستَحضِرَ في قَلبِهِ النِّيَّةَ للهِ في هذه الإحساناتِ،
يعني مرَّةً زَوجَتُهُ قَدَّمَتْ لهُ الوَضوءَ، ماءَ الوُضوءِ، فقالَ لها الشَّيخُ رحمهُ اللهُ: “رَفَعَكِ اللهُ دَرَجاتٍ فوقَ كَثيرٍ مِن خَلقِهِ”، يَشعُرُ الشَّخصُ أنَّهُ يُحَلِّقُ، يَطيرُ سرورًا، لأنَّ وَليًّا صالحًا يَدعو لهُ بدُعاءٍ يعني لا يُسْمَعُ عادَةً: “رَفَعَكِ اللهُ دَرَجاتٍ فوقَ كَثيرٍ مِن خَلقِهِ”، يعني في الدَّرَجاتِ العالِيَةِ. أيُّ سُرورٍ يَدخُلُ إلى قَلبِها بِسَماعِها ذلكَ؟
سُرورٌ عَظيمٌ، يَحصُلُ سُرورٌ عَظيمٌ. ومَرَّةً جيءَ بإبريقِ الشّاي بالحَليبِ، الَّذي كانَ الشَّيخُ يَطلُبُ مِنَّا أن نَصنَعَهُ للضُّيوفِ، فجاءَت زَوجَتُهُ وأرادَت أن تَسكُبَ في الفَناجينِ، فقالَ لها: “لا، لا، أنتِ كَفَيْتِنا أمرَ الضُّيوفِ، وصَبَرتِ علينا، وصَبَرتِ على ضُيوفِنا.”
حَصَلَ لها سُرورٌ كَبيرٌ، حتَّى قالَت لي: “سَجِّلْ ما يَقولُ الشَّيخُ، وحرِّرْهُ عليهِ.”
هذا ماذا كَلَّفَ الشَّيخَ رحمهُ اللهُ؟ كَلَّفَهُ أنْ يَقولَ ذلكَ، وأن يُخالِفَ نَفسَهُ، لأنَّ النَّفسَ لا تَميلُ إلى هذا.
ومرَّةً جاءَتْ بالمِجمَرَةِ، الَّتي يُوضَعُ فيها الفَحمُ (الجَمرُ)، لأجلِ أنْ يَضَعَ البَخورَ، فَقَرَّبَتْها مِنهُ، فَمَدَّ يَدَهُ لِيأخُذَها، فَأنْزَلَتْ يَدَها، فأنزَلَ يَدَهُ، فَرَفَعَتْ يَدَها، فَرَفَعَ يَدَهُ، وهكذا، ثم قَبَضَ عَلَيها.
فقالَت: “لِمَ؟ لِماذا؟”
قالَ لها: “تَتْعَبُ يَدُكِ؟”
حَصَلَ لها سُرورٌ.
فَإذا الرَّجُلُ أحْسَنَتْ إليهِ امرأتُهُ أو لَمْ تُحسِنْ إليهِ امرأتُهُ، إذا كَلَّمَها بِكلامٍ يُدخِلُ السُّرورَ إلى قَلبِها، ونَوى للهِ، لَهُ على ذلكَ أجرٌ عَظيمٌ.
