أكذوبة ان الأشعرية يثبتون سبع صفات فقط

اكذوبة ان الأشعرية يثبتون سبع صفات فقط

بسم الله الرحمن الرحيم

زعمت المجسمة أن الأشاعرة ينفون كثيرا من الصفات حيث لا يثبتون إلا سبع صفاتٍ فقط، وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام. أما ما عدا هذه الصفات فهم يعطّلونها ويبالغون في نفيها. فقد قال المجسم ابن القيم في الصواعق المرسلة: “الناس كانوا طائفتين : سلفية وجهمية ، فحدثت الطائفة السبعية – يريد بها الأشعرية- واشتقت قولاً بين القولين ، فلا للسلف أثبتوا، ولا مع الجهمية بقوا. انتهى

وقال الوهابي عبد الرحمن البرّاك في فتوى له ما نصه:”فمذهب الأشاعرة يتضمن أمورًا مخالفة كنفي كثير من الصفات حيث لا يثبتون إلا سبعًا من الصفات”. انتهى

ومرادهم بذلك أن الأشاعرة ينفون صفة اليد و الوجه و العين و الاستواء.

قال الوهابي محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية : “الرحمة ؟ قالوا – أي الأشعرية -: ما فيه رحمة ، الرضى ؟ قالوا : ما فيه رضى ، الحكمة ؟ ما فيه حكمة ، الوجه ؟ ما فيه وجه ، اليدان ؟ ما فيه يدان ، كيف ؟ قالوا : لأن هذه الصفات لا يدل عليها العقل ،وإذا لم يدل عليها العقل فإنه لا يمكن أن نثبتها لله عز وجل”. انتهى

والجواب على ذلك أن يقال لهؤلاء المجسمة أن الأشاعرة حين يفردون الكلام في الصفات السبع في باب واحد لا يعني ذلك أنهم لا يثبتون غيرها من صفات الله تعالى كالرحمة والعزة والعظمة والحكمة وغيرها من صفات الكمال الواجبة لله سبحانه وتعالى، وإنما أَفْرَدُوا الصفات السبع بالكلام عليها لدقيقةٍ لم يتنّبه لها هؤلاء الذين أطلقوا لأقلامهم العنان بنقد الأشاعرة بلا بصيرة، وذلك أن هذه الصفات السبع تشترك في معنى جامع وهو أن كلا منها صفة معنى، ولهذا سيق الكلام فيها مساقا واحدا. ولكونها مكلَّف بمعرفتها. وأما سائر الصفات الأخرى فليست من صفات المعاني، بل منها ما هو من صفات الأفعال كالرحمة والغضب، ومنها ما هو من المتشابه كاليد والاستواء ونحوها من الصفات الخبرية.

و هذا ما عليه الأشاعرة و ما يُنقل عن بعضهم من اثبات سبع صفات فقط رده العضد الإيجي في المواقف فقال: ” اختلف: هل لله تعالى صفة وجودية زائدة على ذاته غير ما ذكرناه من الصفات السبع التي هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام؟ فمنعه بعض أصحابنا مقتصرا في نفيها على أنه لا دليل عليه، أي على ثبوت صفة أخرى، فيجب نفيه. ولا يخفى ضعفُه! لما مرّ من أن عدم الدليل عندك لا يفيد، وعدمه في نفس الأمر ممنوع”. انتهى

و هذه الدعوى الباطلة تكذبها نصوص أئمة الأشعرية التالية:
– قال العلامة السنوسي في شرح الصغرى: “أن صفات البارئ لا تنحصر في هذه السبع، إذ كمالاته سبحانه لا نهاية لها، لكن العجز عن معرفة ما لم ينصب عليه دليلٌ عقليٌّ ولا نقليٌّ لا نؤاخذ به بفضل الله تعالى”. انتهى

– قال الفخر الرازي في المحصل صحيفة 437: “الظاهريون من المتكلمين زعموا أنه لا صفة لله تعالى وراء هذه الصفات السبع أو الثمانية. وأثبت أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه اليد صفة وراء القدرة، والوجه صفة وراء الوجود، وأثبت الاستواء صفة أخرى. وأثبت أبو إسحاق الاسفرايني صفة توجب الاستغناء عن المكان، وأثبت القاضي ثلاثة أخرى”.انتهى

– قال السعد التفتازاني في شرح المقاصد 4/165: “زعم بعض الظاهرية أنه لا صفة لله وراء السبعة المذكورة؛ لوجهين: أنه لا دليل عليه، وكل ما لا دليل عليه يجب نفيه. ورُدَّ بمنع المقدميتين”. انتهى
وقد بين السيف الآمدي بطلان ذلك في أبكار الفكار 1/348 حيث قال: “وهو باطل من جهة أنه لا يلزم من انتفاء الدليل انتفاء المدلول في نفسه، وإن انتفى العلم بوجوده”. انتهى

ثم قال في الأبكار 1/349: من أئمتنا من زاد على هذا، وأثبت له صفات زائدة على ذلك وجزم بها، كالبقاء، والقِدم، والوجه والعينين واليدين. انتهى

– قال الشيخ العلامة النظار المحدث أبو العباس أحمد بن الخياط الزّكاري المتوفى سنة 1343هـجري في تقييده: “وكمالات الحق تعالى لا حصر لها ، ولا حد، ولكن لم يكلفنا الله تعالى فضلا منه ورحمة إلا بمعرفة الصفات التي جعل لنا عليها الادلة”.انتهى

كتبه أبو عمر الأشعري