ابن تيمية يصرح بأن الإمام أحمد لم يكفر الكرابيسي

ابن تيمية يصرح بأن الإمام أحمد لم يكفر الكرابيسي

قال زعيم المجسم ابن تيمية في مجموع الفتاوى: “ومن المعلوم أنهم إنما أرادوا بذلك افتراقهم في‏ ‏مسألة القرآن خاصة، وإلا فكثير من هؤلاء يثبت الصفات والرؤية، والاستواء على العرش‏.‏ وجعلوه من الجهمية في بعض المسائل؛ أي أنه وافق الجهمية، فيها ليتبين ضعف قوله، لا أنه مثل الجهمية ولا أن حكمه حكمهم؛ فإن هذا لا يقوله من يعرف ما يقول‏. ولهذا عامة كلام أحمد إنما هو يجهم اللفظية – أي يجعل اللفظية من الجهمية- ، لا يكاد يطلق القول بتكفيرهم كما يطلقه بتكفير المخلوقية – القائلين بخلق القرآن- ، وقد نسب إلى هذا القول غير واحد من المعروفين بالسنة والحديث؛ كالحسين الكرابيسي، ونعيم بن حماد الخزاعي، والبويطي، والحارث المحاسبي، ومن الناس من نسب إليه البخاري‏. انتهى

وهذا كلام صريح من ابن تيمية أن الإمام أحمد قد يصف شخصا بالجهمي لتضعيف قوله دون تكفيره. فظهر بذلك بطلان كل تلك المرويات عن الإمام أحمد في إكفار الكرابيسي.

‏قال فوران صاحب الإمام أحمد: “سألني الأثرم وأبو عبد الله المعيطيّ أن أطلب من أبي عبد الله خلوةً، فأسأله فيها عن أصحابنا الذين يفرّقون بين اللّفظ والمحكيّ. فسألته، فقال: القرآن كيف تصرّف في أقواله وأفعاله، فغير مخلوقٍ؛ فأمّا أفعالنا فمخلوقةٌ. قلت: فاللّفظيّة تعدّهم يا أبا عبد الله في جملة الجهميّة؟ فقال: لا، الجهميّة الّذين قالوا: القرآن مخلوقٌ”.انتهى

ذكره الذهبي في السير. وفُوران هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن المهاجر توفي سنة 256هـجري و كان من أخصّ أصحاب الإمام أحمد وأحبّهم إليه