الفرق بين المحكم والمتشابه عند ابن قدامة الحنبلي
قال ابن قدامة الحنبلي في روضة الناظر، أن القرٱن ينقسم إلى محكم ومتشابه، ثم قال: والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الايمان به و يحرم التعرض لتأويله”. انتهى
ثم قال في كتابه المسمى ” الصراط المستقيم في اثبات الحرف القديم”: وأما قولهم أنكم فسرتم هذه الصفة، قلنا لا يجوز تفسير المتشابه الذي سكت السلف عن تفسيره، وليس كذلك الكلام، فإنه من المعلوم بين الخلق أنه لا تشابه فيه، وأنه فسره الكتاب والسنة”. انتهى
فابن قدامة لم يحرم التأويل فقط، بل حرم حتى التفسير.
ثم ان هذه القاعدة التي وضعها ابن قدامة تصلح كجواب لبعض الجهلة ممن يقولون: لما أثبتم الحياة والقدرة والعلم والكلام على الحقيقة، فلما لا تثبتون اليد والوجه و العين على الحقيقة؟
فيقال لهم، جواب ذلك ما قاله ابن قدامة: “لا يجوز تفسير المتشابه الذي سكت السلف عن تفسيره”، وهي الصفات الخبرية عند الأشاعرة، وهؤلاء قسم منهم يفوضون معناها لله، وهو مذهب لا يرتضيه هؤلاء المشبهة، وأما صفات المعاني عندهم فهي كصفة الكلام تماما، أي هي من المعلوم بين الخلق أنه لا تشابه فيها، وأنها مفسرة بالكتاب والسنة.



