وصف المجسمة لشيخهم أبي اسماعيل الهروي بالتجهم والحلول

وصف المجسمة لشيخهم أبي اسماعيل الهروي بالتجهم والحلول

قال شيخ المجسمة ابن تيمية في منهاجه: “”وشيخ الإسلام”، وإن كان رحمه الله من أشد الناس مباينة للجهمية في الصفات، وقد صنف كتابه «الفاروق في الفرق بين المثبتة والمعطلة وصنف كتاب تكفير الجهمية، وصنف كتاب ذم الكلام وأهله ، وزاد فى هذا الباب حتى صار يوصف بالغلو في الإثبات للصفات، لكنه في القدر على رأى الجهمية، نفاة الحكم والأسباب” . انتهى

وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى بعد كلام له في إبطال أن الله في كل مكان: “وإن قالوا بحلوله بذاته في قلوب العارفين كان هذا قولا بالحلول الخالص وقد وقع في ذلك طائفة من الصوفية حتى صاحب: ‘منازل السائرين’ في توحيده المذكور في آخر المنازل في مثل هذا الحلول”. انتهى

قال الراجحي في شرح الحموية: ” كتاب شيخ الإسلام الفاروق كتاب جيد في إثبات الأسماء والصفات، وفيه رد على المعطلة وأهل البدع ونفاة الصفات، حتى حصل بينهم مشادة، حتى أنهم أرادوا قتله، وسعوا به إلى السلطان. لكن لما جاء في باب السلوك عطل العبادة، وصار يتعلق بالفناء ويشير إليه، فكما أن أولئك عطلوا الخالق من الصفات، فهذا عطل الخالق من العبادة، فوافقهم من حيث لا يشعر، وافقهم في التعطيل”. انتهى

وقال أيضا: ” لما جاء في باب السلوك عطل الخالق من العبادة واكتفى بالشهود والنظر إلى الله، وابن القيم يعتذر عنه كثيراً في مدارج السالكين، ويقول شيخ الإسلام حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه”. انتهى

ملاحظة: كتاب ” ذم الكلام وأهله” أشار محمد سعيد الأفغاني إلى وجود نسخ خطية منه في المكتبة الظاهرية وفي مكتبة المتحف البريطاني بلندن وفي معهد الإلهيات بأنقرة كما أن منه نسخة مصورة في معهد المخطوطات بالجامعة العربية. وقد لخصه السيوطي في كتابه صون المنطق والكلام.

روابط ذات علاقة:

أبو اسماعيل الهروي: ذكر من أثنى عليه أو ذمه

https://www.facebook.com/share/p/VpBaWS9TfocDhC3k/?mibextid=xfxF2i

بيان أنه كان من زنادقة المتصوفة

https://www.facebook.com/share/p/VCPhfwdcs5i7LQGG/?mibextid=xfxF2i

اعتقاده التجسيم

https://www.facebook.com/share/p/o2V9K6TMS7qHibKJ/?mibextid=xfxF2i

قول المتصوف أبي اسماعيل الهروي صاحب ذم الكلام بحلول كلام الله الأزلي في غيره.

قال المجسم ابن تيمية في مجموع الفتاوى: “هل يقال : كلام الناس المكتوب حال في المصحف أو حال في قلوب حافظيه ونحو ذلك ؟ فمنهم طائفة نفت الحلول كالقاضي أبي يعلى وأمثاله وقالوا : ظهر كلام الله في ذلك ولا نقول : حل ; لأن حلول صفة الخالق في المخلوق أو حلول القديم في المحدث ممتنع . وطائفة أطلقت القول بأن كلام الله حال في المصحف كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي – الملقب بشيخ الإسلام – وغيره وقالوا : ليس هذا هو الحلول المحذور الذي نفيناه . بل نطلق القول بأن الكلام في الصحيفة ولا يقال بأن الله في الصحيفة أو في صدر الإنسان كذلك نطلق القول بأن كلامه حال في ذلك دون حلول ذاته وطائفة ثالثة كأبي علي بن أبي موسى وغيره قالوا : لا نطلق الحلول نفيا ولا إثباتا لأن إثبات ذلك يوهم انتقال صفة الرب إلى المخلوقات ونفي ذلك يوهم نفي نزول القرآن إلى الخلق فنطلق ما أطلقته النصوص ونمسك عما في إطلاقه محذور لما في ذلك من الإجمال”. انتهى

فالصنف الأول الذين ذكرهم ابن تيمية نفوا لفظ الحلول لما يرون من صراحته ووضوحه ففروا إلى لفظ آخر وهو الظهور. والصنف الثالث خافوا من اللفظين معا فتوقفوا نفيا و اثباتا. أما الهروي فقد كان يقول بأن عين كلام الله القديم يحل في المصحف و يظهر فيه.

و الصواب عند أهل الحق الأشاعرة بأن كلام الله الذي هو صفة ذاته لا يصح وصفه بالحلول ولا بالظهور في شيء ولا بالخلق أو الحدوث، فلا يوصف إلا بالقدم.

وقد وافقهم على ذلك شيخ المجسمة ابن تيمية حيث قال في مجموع الفتاوى: “وإذا نفى الحلول وأراد به أن صفة الموصوف لا تفارقه وتنتقل إلى غيره فقد أصاب في هذا المعنى ; لكن عليه مع ذلك أن يؤمن أن القرآن العربي كلام الله تعالى وليس هو ولا شيء منه كلاما لغيره ولكن بلغته عنه رسله وإذا كان كلام المخلوق يبلغ عنه مع العلم بأنه كلامه حروفه ومعانيه ومع العلم بأن شيئا من صفاته لم تفارق ذاته فالعلم بمثل هذا في كلام الخالق أولى وأظهر والله أعلم”. انتهى