#شجرة_النور_الزكية_في_طبقات_المالكية
هو آخر ما ألف في الطبقات مخصوصا بعلماء مذهب إمام دار الهجرة. وهو كتاب اختصر فيه صاحبه ترتيب المدارك لعياض والديباج المذهب لابن فرحون ونيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتي وكفاية المحتاج له. وجمع فيه غير ذلك من الفنون كعلوم الإسناد والتاريخ والسير، وحسبك أن تنظر في خلاصة الأسانيد لتعرف درجة الرجل. وفي الكتاب بعض ما ينتقد عليه دون أن يحط من قدره ويسقط من درجته عند أهل الاختصاص. يسر الله لنا أن نعمل عليه ذيلا حاويا للطبقات الثلاث المكملات للثلاثين إذ توقف رحمه الله عند الطبقة السابعة والعشرين وهي طبقة مشايخ الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور الحفيد أمثال المشايخ المولدي بن عاشور وعمر ابن الشيخ والطيب النيفر ويوسف جعيط والمكي بن عزوز وحمودة تاج ومحمد النخلي وسالم بوحاجب وبلحسن النجار فيُحتاج أن يذيل عليه بطبقته أمثال المشايخ إبراهيم بن أحمد المارغني ومحمد بن محمد الصالح الجودي القيرواني ومحمد الصادق النيفر ومحمد الخضر حسين ومحمد العزيز جعيط ومحمود محسن والطيب التليلي ثم الطبقة التي تليهم أمثال المشايخ محمد الصادق الشطي ومعاوية بن صالح التميمي وعلي النيفر ومصطفى بن محمد القمودي والمختار البجاوي ومحمد الناصر الصدام ومحمد البشير النيفر وعبد العزيز بن الأمين وأحمد بن ميلاد وأحمد شلبي ومحمد المستيري ومحمد اللقاني ومحمد بوشربية ومحمد الفاضل ابن عاشور ومصطفى محسن ومحمد بن عمر الزغواني والطاهر القماطي وغيرهم ثم الطبقة التي تليهم أمثال المشايخ محمد الشاذلي النيفر ومحمد الصالح النيفر وعمر العداسي ومحمد المكاوي والصادق بسيّس ومصطفى المدّب وعبد العزيز الزّغلامي وعز الدين سلام ومحمد الحبيب المستاوي ومحمد بن عبد الرحمن الأخوة وكمال الدين جعيط ومحمد المنصف جعيط ومحمد علي الأصرم وغيرهم وهكذا وصولا إلى طبقة المعاصرين. وكذا يكون العمل في الفرعين الآخرين مصر وفاس.
وإني أروي هذا الكتاب عن علم المنستير النبيه الفاضل، وبقية أهل العلم فيها الذكي الكامل، العمدة العارف بالأحكام والنوازل، والقدوة في تحرير المسائل، أبي الحسن نور الدين سيّدي علي السراج غديرة المنستيري المعروف بالشيخ السراج الإمام الخطيب الأسبق بالجامع الكبير بالمنستير رحمات الله عليه، وهو يروي عن الشيخ الأديب الشاعر الأريب المحقق النظّار، المتبحر في العلوم المتحلي بالوقار، أبي محمد شمس الدين سيّدي عبد الله بن محمد الزنّاد المنستيري وهو عن شيخه المصنِّف أستاذِ المحققين، ممن تلقوا راية العلم باليمين، عينِ أعيان قطره وفخر قضاة عصره، أبي الفضل المولى سيّدي محمد بن محمد بن عمر بن قاسم مخلوف المنستيري تغمد الله جميعهم بواسع رحماته.
(ح) وأرويه بنفس العلو عن مسنِد عصره وراوية شامه ومصره سليل الأشراف الأمجاد، المعمّر ملحق الأحفاد بالأجداد، أبي زيد سيّدي عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني الإدريسي الحسني وهو عن شيخه وأبيه مسند الدنيا المحدث العلامة، القدوة الفهامة، الكبير الصيت والباع، المخصوص بالحظوة التامة ومزيد الارتفاع، المسند الرحال، أبي الإقبال، سيدي محمد عبد الحي ابن أبي المكارم عبد الكبير الكتاني الشريف الحسني وهو عن المصنف الشيخ محمد مخلوف تدبجا.
(ح) وأرويه عاليا عن الشيخ عبد الرحمن الكتاني المذكور عن الشيخ محمد مخلوف بحق إجازته للشيخ عبد الحي وبنيه سنة 1340 هجرية (وهي سنة زيارته لحاضرة تونس ثم القيروان وسوسة والمنستير وكان مضى على ولادة شيخنا رحمه الله نحو عامين) فلله المنة والفضل.

