شرح جوهرة التوحيد – البيجوري

ومما يقول البيجوري في الكتاب نفسه ص ٤٠ أنه ينسب للغزالي قولا قبيحا
مستحسنا له وهو ليس بالإمكان أبدع مما كان
الرد: هذه العبارة قبيحة وقد نسبها المؤلف للغزالي وبعض الجهلة يفهمون
منها معنى خبيثا يفهمون أن الله لا يستطيع أن يخلق أحسن مما خلقه وفي هذا
نسبة العجز إلى الله تعالى وهذا كفر وقد حذر منها بعض علماء المغرب منهم أحمد
تربجي الونشريسي ٩١٤هـ في كتابه المعيار المعرب وأولها بعضهم فقالوا إن الله
تعالى شاء أن يكون هذا العالم هكذا وخلافه لا يمكن لأن مشيئة الله تعلقت بهذا
القدر الذي وجد، وعلى هذا فهم بعض من يلهج بهذه العبارة.

ففي ص ٦٠ من كتابه المسمى شرح جوهرة التوحيد يقول: المعتزلة
القائلين بأن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية إنما لم يكفروا بذلك لاعترافهم بأن
إقداره عليها من الله وبعضهم كفرهم لكن الراجح عدم كفرهم.

تقدم الإثبات بالدليل القاطع على تنزه الله تعالى عن الأين والمكان والجهة
فعلم مما تقدم أن من خالف في ذلك فقد كفر لنسبته النقص إلى البارئ عز وجل
فلا عبرة حينئذ بكلام البيجوري حيث قال ص ۹۷ واعلم أن معتقد الجهة أي
في حق الله لا يكفر. وقوله: إن اعتقد جهة العلو لم يكفر لأن جهة العلو فيها
شرف ورفعة والعياذ بالله تعالى.

وخالف البيجوري فقال بعدم تكفير المجسمة، ما نصه :(۱) لكن المجسمة لا
يكفرون إلا إن قالوا عن الله جسم كالأجسام.

المصدر السابقص

٩٦