ابن كثير ورواية: إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده – نقض رواية قعود الله على كرسيه التي رواها الطبراني

ابن كثير ورواية: إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده

روى ابن كثير بسنده في تفسير القرآن العظيم، رواية: ” إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده”، ثم قال: “اسناده جيد”

وتجويد السند لا يعني تصحيح المتن، فقد روى ابن كثير هذه الرواية أيضا في البداية والنهاية، وقال عقبها ” لا يصح”.

وقد فسر ابن كثير قوله تعالى: ” في ستة أيام ثم استوى على العرش” أي يدبر الأمر ويقضي الحق. وهذا تأويل واضح للاستواء

رابط ذو علاقة:

https://www.facebook.com/share/p/1FRqCQP1Jf/

نقض رواية قعود الله على كرسيه التي رواها الطبراني

قال الطبراني في المعجم الكبير: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بن مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الطَّالْقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ سُفْيَانَ بن حَرْبٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بن الْحَكَمِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِذَا قَعَدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ لِقَضَاءِ عِبَادِهِ : إِنِّي لَمْ أَجْعَلْ عِلْمِي ، وحُكْمِي فِيكُمْ ، إِلا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْفِرَ لَكُمْ ، عَلَى مَا كَانَ فِيكُمْ ، وَلا أُبَالِي”. انتهى

وقد ذكر السيوطي هذا الخبر في اللآليء المصنوعة، فقال: “له طريق لا بأس به: قال الطبراني حدثنا أحمد بن زهير التستري حدثنا العلاء بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن الطالقاني حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن ثعلبة بن الحكم” فذكره ثم قال: “رجاله موثوقون”

وقال الحافظ ابن كثير في ” تفسيره ” : “إسناده جيد”.

والجواب على ذلك أن يقال:

هذا الحديث لا يحتج به في العقائد لأن مداره على “العلاء بن مسلمة” وهو متهم بوضع الحديث.

قال الأزدي: لا تحل الرواية عنه، كان لا يبالى ما روى.

وقال ابن طاهر:كان يضع الحديث.

وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقات. انتهى

وقد حكم عليه الألباني في “سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة” بالوضع مع علمه بقول ابن كثير والسيوطي وغيرهما، ثم قال الألباني: “ومع ظهور سقوط إسناد هذا الحديث، فقد تتابع كثير من العلماء على توثيق رجاله وتقوية إسناده، وهو مما يتعجب منه العاقل البصير في دينه”. انتهى

وقال أيضا: “والخلاصة أن الحديث موضوع بهذا السياق، وفيه لفظة منكرة ‌جدا ‌وهي ‌قعود الله تبارك وتعالى على الكرسي، ولا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح”. انتهى

ثم ان اسناد السيوطي فيه سماك بن حرب، تجنب البخاري الرواية عنه لسوء حفظه.

ومما يدل على أن الحديث ضعيف، أن البيهقي روى حديث ثعلبة في المدخل إلى السنن الكبرى، وليس فيه العلاء هذا وليس فيه “جلس على كرسيه”، ونصه:«…ثنا أبو إسحاق الطالقاني، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا سفيان بن سعيد، عن سماك بن حرب، عن ‌ثعلبة بن الحكم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يقول الله تبارك وتعالى للعلماء يوم القيامة: إني ‌لم ‌أجعل ‌حكمي ‌وعلمي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان فيكم ولا أبالي “. انتهى

فلو قيل أن الطبراني قد روى الحديث وقواه، فهو لا يراه منكرا أو مخالفا للعقيدة.

وجواب ذلك أن يقال أنه توجد قاعدة حديثية مفادها أن صحة الإسناد لا تعني دائما صحة المتن، وهذه قاعدة أساسية أجمع عليها كل علماء الحديث عبر العصور. وعليه فلو صحح حافظ سند رواية، فهذا لا يعني عنده صحة المتن.

راجع الرابط التالي:

قاعدة صحة الإسناد لا تعني دائما صحة المتن

القاعدة الحديثية: “صحة الإسناد لا تعني دائما صحة المتن” هي قاعدة أساسية أجمع عليها كل علماء الحديث عبر العصور.