شبهة قول ثمامة لما جاءه نبأ قتل عثمان : اليوم نزعت الخلافة من أمة محمد وصارت ملكا وجبرية
قال البخاري في التاريخ الكبير : “ثمامة بن عدي القرشي وكان على صنعاء، قال لنا موسى قال ثنا وهيب قال ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث ان ثمامة القرشي كان على صنعاء – أي صنعاء الشام- وله صحبة فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال ثم قال: اليوم نزعت الخلافة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وصارت ملكا وجبرية، من غلب على شئ اكله”. انتهى
هذا الأثر لا يصح لعنعنة أبي قلابة عن أبي الأشعث. وأبو قلابة رغم وثاقته فهو مدلس.
– قال العلائي: ” أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، ذكر الذهبي في “الميزان” أنه كان يدلس عمن لحقهم ومن لم يلحقهم، وكان له صحف يحدث منها ويدلس”. انتهى
وذكره ابن حجر في المرتبة الأولى من المدلسين
وقال الذهبي ما نصه: ” قال أبو حاتم : لا يعرف لأبي قلابة تدليس . قلت- أي الذهبي- : معنى هذا أنه إذا روى شيئا عن عمر أو أبي هريرة مثلا مرسلا لا يدري من الذي حدثه به”. انتهى
كما تعقب محقق كتاب الفتن للمروزي، الاستاذ عبد الله السيسي، فقال: ” ووهم أبو حاتم فقال لم يسمع من أبي زيد عمرو بن الأخطب، ولا يعرف له تدليس، وهذا وهم منه”. انتهى
فأقلّ أحوال هذا الأثر أنه من الارسال الخفي.
وفي بعض المرويات لا يوجد ذكر لأبي الأشعث الصنعاني في السند.
ثم إن أبا قلابة كان يحمل على الإمام علي، فقد قَال العجلي عنه: «بصري، تابعي، ثقة، وكَانَ يحمل عَلَى عَلِي، ولَمْ يرو عَنْهُ شَيْئًا، ولَمْ يسمع من ثوبان شَيْئًا». انتهى
وقال العجلي في معرفة الثقات: ” فيه نصب يسير” . انتهى
وجاء في مسائل حرب الكرماني أنه كان عثمانيا.
ثم إن هناك اختلافا حول ثمامة القرشي:
– جاءت في بعض المرويات التي ذكرها الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق أن أبا قلابة قال: أن رجلا من قريش يقال له ثمامة: وهذا يدل أن أبا قلابة لا يعرف عمن ينقل، ولم يصرح أن أبا ثمامة صحابي
– جاء في نسخة السنة للخلال، أنه ثمامة بن حزن وليس ثمامة بن عدي: لكن المحقق اعتبر ذلك خطأ من ناسخ المخطوط.
– بعض المحدثين ذكروا أنه صحابي بدري: قال يحيى بن سعيد الأنصاري: قال أبو حميد الساعدي وكان بدريا لما قتل عثمان: “اللهم إن لك عليّ أن لا أضحك حتى ألقاك”.
– بعض المحدثين لم يذكروا له صحبة، مثل ابن عبد البر في الاستيعاب حيث قال: “ثمامة بن عدي القرشي، لا أدري من أي قريش هو، كان أميرا لعثمان رضي الله عنه على صنعاء”. انتهى
تجميع مقالات الفتنة الكبرى
