نقض تشكيكات #خالد_بلكين في تواتر القرٱن
حاول الباحث خالد بلكين التشكيك في تواتر القرٱن، فقال: “يعنون بذلك -أي التواتر- ما يروج له التمجيديون من أن جميع ما نطق به محمد من قرآن ثابت في العرضة الأخيرة قد وصلنا في أدق تفاصيله، بما في ذلك اختلاف علامات الضبط، من حركات ونقط ونحوها.
إن كان ذلك المفهوم هو المقصود من التواتر، فالقرآن أبعد ما يكون عنه، فرسم القرآن ليس سوى رواية رجل واحد، وهو زيد بن ثابت، ذلك أن عثمان بن عفان كان قد جمع الناس على ما في الصحف البكرية، وهي التي فيها قراءة زيد بن ثابت، ثم أمر بإبادة بقية مصاحف الصحابة”. انتهى
وهذا الذي قاله بلكين يتضمن بعض المغالطات، لان تواتر القرٱن لفظا ورسما ثابت قبل العرضة الأخيرة و بعدها، وليس مرتبطا بها. وتفصيل ذلك ان جبريل عليه السلام كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرٱن كل عام مرة فيثبت ما شاء الله له اثباته وينسخ ما شاء الله له نسخه، إلى أن تم ذلك قبل العرضة الأخيرة، التي تعتبر عرضة مراجعة وتثبيت وتمكين. وعليه يكون القرٱن قد تواتر في الاجمال قبل تلك العرضة.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/skLUpH4ryTTE4ZU7/?mibextid=qi2Omg
وحتى لو قيل ان النسخ حصل جميعه في العرضة الأخيرة فجوابه ان جبريل كان يأتي للنبي كل ليلة في رمضان. وليس بممتنع ان يقرأ النبي على أصحابه ما تم اثباته من القرٱن في النهار، فإنه كان يجتمع بهم ويؤمهم في الصلاة، ويعلمهم القرٱن و الأحكام.
وحتى بعد العرضة الأخيرة فقد نزلت ٱيات من القرٱن فعلمها النبي لأصحابه وحصل بها التواتر.
ونفس الشىء يقال عن الرسم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان للنبي كتبة يكتبون القرٱن بين يديه منهم زيد بن ثابت وعثمان بن عفان وغيرهم…
وأما في الجمع البكري، فلم يتفرد زيد بن ثابت بجمع القرٱن، فهو لم يقبل شيئا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما كان معه أيضا رِجَالٌ يَكْتُبُونَ وَكان أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُمْلِي عَلَيْهِمْ:
أ- قال ابن ابي داود السجستاني في كتاب المصاحف، الجزء الاول، باب جمع ابي بكر الصديق رضي الله عنه المصاحف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ يَوْمَئِذٍ فَرَقَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْقُرْآنِ أَنْ يَضِيعَ فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: «اقْعُدُوا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَمَنْ جَاءَكُمَا بِشَاهِدَيْنِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَاكْتُبَاهُ». انتهى
قال الدكتور محمد حسن جبل في ” وثاقة نقل النص القرآني ” صحيفة 179 ما نصه: ” تصرح العبارة بشرط بالغ الأهمية ، وبالغ الاحتياط لكتاب الله ، حيث صارت عند التطبيق أحد الشروط المهمة ، أن يشهد شاهدان على ما يأتي به من عنده قرآن محفوظ في صدره ، أو في عريضة مكتوبة . ومن الطبيعي أن تكون الشهادة على أن هذا الذي أتى به فلان هو من القرآن ، ولكن كيف يتأتى ذلك للشاهدين ؟
الإجابة : بأن يكون الشاهدان أنفسهما يحفظان من القرآن في صدريهما هذا الذي جاء به فلان مكتوبا ، أو محفوظا وله نسخة من المكتوب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبلغ من هذا أن يكون الشاهدان قد حضرا تنزيل هذا المجيء به ، وتسجيله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويتلخص من هذا أن عناصر التوثيق كانت ثلاثة معا :
أ- أن يكون النص مكتوبا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ب-أن يكون النص محفوظا متلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة أو عمن تلقي عنه مباشرة .
ت-أن يشهد شاهدان على الأمرين السابقين ” انتهى
ب- وقال ابن ابي داود أيضا ما نصه: “حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَنَّهُمْ جَمَعُوا الْقُرْآنَ فِي مُصْحَفٍ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَكَانَ رِجَالٌ يَكْتُبُونَ وَيُمْلِي عَلَيْهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةَ: {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرْفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ” -التوبة: 127- فَظَنُّوا أَنَّ هَذَا آخِرُ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ أُبَيٌّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ” أَقْرَأَنِي بَعْدَهُنَّ آيَتَيْنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} ” قَالَ: فَهَذَا آخِرُ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ فَخُتِمَ الْأَمْرُ بِمَا فُتِحَ بِهِ لِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} -الأنبياء: 25-“. انتهى
فزيد بن ثابت كان بمثابة الرئيس والمنسق القائم بالجمع البكري، وليس معنى ذلك أنه الشخص الوحيد الذي كتب القرٱن وجمعه.
وكذلك خلال الجمع العثماني فان الصحابة اختاروا لجنة يترأسها زيد بن ثابت. وما عليه جمهور العلماء أن عدد أفراد اللجنة أربعة: زيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ( الثلاثة من قريش)
فيتلخص مما تقدم أن القول بأن القرآن ليس سوى رواية رجل واحد، وهو زيد بن ثابت، كلام باطل و بعيد عن الصواب والتحقيق.
2- علاقة العرضة الأخيرة بتواتر القرٱن
قال خالد بلكين: “الأهم من ذلك، هو أن الصحابي الوحيد الذي ثبت عنه حضور العرضة الأخيرة، فعلم ما نسخ وما بدل، هو عبد الله بن مسعود. وأما حضور زيد، فهو من ادعاءات المتأخرين وهي تخيلات بلا مستند”. انتهى
ثم قال: “وهكذا يكون عثمان بن عفان جمع الناس على قراءة صحابي لم يحضر العرضة الأخيرة، ولم يعرف ما نُسخ وما بدل، وهو صحابي كان قد وقع بعد في الخطا والزلل أثناء الجمع البكري، فقد نسي آيات من سورة الأحزاب لم يتذكرها إلا بعد سنوات عندما كُلف بنسخ الصحف البكرية في خلافة عثمان.
فقد روى البخاري عن زيد بن ثابت أنه قال: لما نسخنا الصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري، “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه”. انتهى
والجواب على هذه الشبهة أن يقال أن العرضة الأخيرة لم يتخللها نسخ ولا اثبات، انما كانت لمجرد المعارضة والتحفيظ والتمكين، وانما حصل النسخ قبلها.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/skLUpH4ryTTE4ZU7/?mibextid=qi2Omg
وعليه فان الكثير من الصحابة كانوا يعلمون جميع ما نُسخ قبل العرضة الأخيرة، وليس فقط عبد الله بن مسعود.
وأما ذكر العلماء لزيد بن ثابت عند كلامهم عن العرضة الأخيرة، فلأنه كان يكتب للنبي ما تم تثبيته من وحي مباشرة بعد معارضة جبريل له خلال العرضة الأخيرة.
ولأجل ذلك أطلق بعض العلماء على العرضة الأخيرة تارة قراءة ابن مسعود وتارة قراءة زيد بن ثابت، وتفصيل ذلك كما يلي:
أ- قراءة ابن مسعود: لأجل أنه حضر العرضة الأخيرة، و لأنه كان بعد العرضة الأخيرة خصوصا ، يُكثر من اقراء الناس وفق حرف قريش أكثر من اقراءه لهم بحرف هذيل الذي يُعرف بحرف ابن مسعود.
وهذا معنى الحديث الذي أورده الحاكم في المستدرك: “أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى ، ، أنبأ إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟ قالوا : قراءة زيد . قال : لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنة على جبريل عليه السلام فما كانت السنة التي قبض فيها عرضه عليه عرضتين فكانت قراءة ابن مسعود آخرهن” . انتهى
ب- قراءة زيد ابن ثابت: كان غالب قراءة زيد بن ثابت للقرٱن وفق حرف قريش، قبل العرضة الأخيرة وبعدها، وكان زيد بن ثابت من الذين أتقنوا أيضا رسم القرٱن وفق حرف قريش.
فيكون زيد بن ثابت قد زاد على ابن مسعود في اتقانه لرسم حرف قريش.
وأما قول خالد بلكين: “ان زيد بن ثابت كان قد وقع في الخطا والزلل أثناء الجمع البكري، فقد نسي آيات من سورة الأحزاب لم يتذكرها إلا بعد سنوات عندما كُلف بنسخ الصحف البكرية في خلافة عثمان”
فجوابه تحت الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/9hLy75igPYezcuXP/?mibextid=qi2Omg
تجميع البحوث في الرد على #khaled_belkin
https://www.facebook.com/share/p/6gxPoWfLw6YqPg55/?mibextid=xfxF2i
