نقض شبهة عن الإمام إسماعيل بن يحيى المزني أنه قال عَال على عَرْشه في مجده بِـذَاتِهِ

نقض شبهة عن الإمام إسماعيل بن يحيى المزني المتوفى سنة 264 هـجري

جاء في بعض مخطوطات شرح السنة للمزني، أنه قال: ” عَال على عَرْشه في مجده بِــــــــذَاتِهِ وَهُوَ دَان بِعِلْمِهِ من خلقه أحاط علمه بالأمور وأنفذ في خلقه سابق الْمَقْدُورِ وَهُوَ الْجواد الغفور { يعلم خَائِنَةِ الْأَعْيِنِ وَمَا تخفي الصُّدُور} “. انتهى

وهذه المقالة التي ورد فيها لفظ “بذاته” وردت في مخطوطة واحدة من ضمن ثلاث نسخ خطية منسوبة للمزني، أطلق عليها الباحث جمال عزون في تحقيقه لرسالة شرح السنة، النسخة الثالثة، أو النسخة “ج”. في حين أن بقية النسخ لم تذكر هذه الزيادة الفاسدة.

وهذه المخطوطة “ج” مروية من طريق مجاهيل منهم:

– ربيع بن مسلم

– أبو محمد الجلياني وأبوه

– عبد الكريم بن عبد الرحمن بن معاذ بن كثير

ومما يؤكد أن هذه العبارة تم دسها ضمن كلام المزني، أن الذهبي في كتابه العلو وابن القيم في اجتماع جيوشه، نقلا عقيدة المزني من دون تلك الزيادة.

ثم إن كتاب شرح السنة للمزني فيه ما يهدم عقائد المجسمة وينقضها من أصولها، وهو تقريره لاستحالةُ حلول الصفات الحادثة بذات الله تعالى، حيث قال : ” وكلِمَاتُ الله وقُدْرَةُ الله ونَعْتُه وصفاتُه كاملاتٌ غَيْرُ مخلوقات، دائماتٌ أزَلِيَّات، وليست بمُحْدَثاتٍ فتَبِيد، ولا كان رَبُّنَا ناقِصًا فيَزِيد. جلّتْ صفاتُه عن شَبَهِ صفات المخلوقين.”. انتهى

وهذا أصل عظيم من أصول عقائد أهل السنة.

ومن المهم الإشارة هنا أن بعض الباحثين ذكر أن الرسالة المطبوعة تحت عنوان شرح السنة، منسوبةً للإمام المزني ولا تثبت له على وجه اليقين، بل هي من تأليف ابي بكر محمد بن ابي يحيى زكريا المعروف بالوَقارِ المالكي المتوفى سنة 269 هجري صاحب المختصرين الفقهيين المالكيين الجليلين.