الأشعرية و أسانيد العلوم الشرعية
الجزء الأول
ان أسانيد علوم الإسلام نُقلت من خلال السادة الأشعرية، مثل علوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم التفسير والأصول، فنقَلَةُ الدين هم الأشاعرة والماتريدية و المتأثرين بهم.
وليعلم أن حملة القرآن العظيم والقراءات بالأسانيدِ هم أشاعرة مثل أبي عمرو الداني وأبي القاسم الشاطبي وأبي الخير بن الجزري وأبي الحسن علي النوري الصفاقسي ونحوهم لا يحصون.
و حفظة السنة النبوية وشراحها هم أشعرية مثل الدارقطني الذي كان يعظم الباقلاني وأبي ذر الهروي والخطيب البغدادي وأبي نعيم الأصبهاني وأبي بكر الإسماعيلي وأبي سليمان الخطابي والحافظ ابن ججر العسقلاني وما لا يحصى من أهل الحديث.
وقل نفس الشيء في باقي علوم مصطلح الحديث والنحو والبلاغة وهلم جرا.
وحتى كبار فقهاء الحنابلة فكانوا موافقين للأشاعرة في العقيدة. وأما الوهابية فهم مجرد نابتة مبتورة الإسناد، وحتى ولو كان لهم اسناد فهم متصل إما بطريق الأشاعرة او من يزعمون أنهم مبتدعة كالصوفية وأهل الرأي.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/15upibnLXb/
والأشاعرة هم من قاموا بنقل علوم السلف منذ القرن الرابع هجري، بشهادة الوهابي ابن جبرين في كتاب شرح العقيدة الطحاوية، حيث قال بزعمه: “لكن مع الأسف بعد انقراض القرون الثلاثة المفضلة تمكن هذا المذهب، وصار أهل القرن الرابع لا يعرفون غيره إلا ما شاء الله، وبقي أهل السنة – يريد أسلافه من المجسمة – مستخفين في القرن الرابع وما بعده، إلى أن أظهر الله الحق على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية ومن على طريقته – اي شيخ المجسمة ومن وافقه من الوهابية وغيرهم – “. انتهى
اي أنه منذ نهاية عصر السلف لم يكن أهل الحق، بزعم هذا الوهابي، ظاهرين، حتى جاء ابن تيمية في القرن السابع الهجري.
والحق أن جماهير علماء أهل السنة من القرن الرابع إلى عصرنا هذا هم من الأشاعرة، والماتريدية، وهم يعدون بالٱلاف المؤلفة مقابل شرذمة من الحشوية والكرامية و الوهابية كابن باز وابن عثيمين والألباني وابن عبد الوهاب.
فهل يقول من له أدنى مسكة من عقل أن هؤلاء أهدى سبيلًا من فطاحل العلماء كالنووي وابن دقيق العيد وابن حجر العسقلاني والسيوطي ونحوهم؟ وهل يقول من له قلب سليم أن المسلمين منذ عصر السلف لم توجد بينهم فرقة ظاهرة، من المنتهجين لمنهج السلف الصالح ينفون عنهم تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتفسير الجاهلين؟
بل ينبغي أن يقال أن أهل الحق كانوا في كل عصرٍ، لا يخلو منهم زمان. وأهل السنة والجماعة منذ انقضاء عصر السلف عرفوا باسم الأشاعرة والماتريدية، ومن وافقهم من أهل الحديث و الأثر.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/1EF6AdDFwT/
إذ لا مرية ولا شك في ذلك، لكن خالف في ذلك بعض المشبهة والمجسمة، وبعض من لا يعتد بكلامهم، لا في الأصول ولا في الفروع كابن المبرد الحنبلي
https://www.facebook.com/share/p/14pnqgjqHm/
ويتجلّى الأمر بوضوح إذا أضفنا إلى ذلك كبرى الجامعات العلمية التي انتشرت في أقطار العالم الاسلامي مثل الازهر و الزيتونة و القرويين و الامويين، فقد كانت و مازالت على عقيدة اهل السنة و الجماعة الاشعرية، وكذلك الجامعات في الهند وباكستان التي تقوم بتدريس مذهب أهل السنة والجماعة وفق المذهب الحنفي و العقيدة الماتريدية.
فلا يلتفت بعد ذلك لبعض المدارس التي تأثرت بفكر المجسم ابن تيمية الحراني وأتباعه، كمدرسة ابن الوزير اليماني في اليمن في القرن التاسع الهجري، وقد ترجم الشوكاني لبعض فقهاء تلك المدرسة في البدر الطالع.
وكذلك مدرسة محيي الدين البركوي وتلامذته في السلطنة العثمانية في القرن العاشر الهجري.
ومما يؤكد صحة معتقد الأشاعرة والماتريدية، حديث فتح القسطنطينية الذي رواه الإمام أحمد في مسنده. فالقسطنطينية فتحها السلطان العثماني الماتريدي محمد الفاتح.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/15De3upnHB/
وقد حاول بعض الوهابية الاعتراض على دعوى أن الأشعرية هم حملة الشريعة، فزعموا أنهم كانوا قلة قليلة خلال القرن الرابع الهجري، واحتجوا بما قاله أبو إسحاق الشيرازي الأشعري المتوفى سنة 476 هـجري، ونص عبارته: “فإن قيل: كل دين مكتوم دين مشئوم، ولو أن ما تعتقدونه حقّ لأظهَرتُمُوه. يقال لهم: هذا يتعلّق به من لا عقل له ولا علم؛ فإن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما كان في دار الخيزران ومعه ذلك النفر القليل، لا يقدرون أن يظهروا ما هم عليه من الإسلام، لا يدلّ ذلك أنهم على الباطل، بل هم على الحقّ، بل يدلّ على ضعفهم وقلتهم، وقوة أهل الباطل وكثرتهم، وقد روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبًا كما بدأ». انتهى
وهذا الذي قاله هو في معرض التجاوز و فرضية صحة كلام الخصم، لا أنه جواب المقر والمعترف بصحة هذا الادعاء.
وهؤلاء لو ذكرنا منهم: أبا سَهْلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمانَ الصُّعْلوكيُّ النَّيْسابوريُّ المتوفى سنة 369 هـجري لكفى، فقد عدَّهُ جلال الدين السيوطي مجدد المائة الرابعة ورجح ذلك الذهبي أيضا، بل هو مجمع على إمامته، قال التاج السبكي في الطبقات: “الإمامُ الأسْتاذُ الكَبيرُ، أبو سَهْلٍ الصُّعْلوكيُّ، شَيْخُ عَصْرِه، وقُدْوةُ أهْلِ زَمانِه، وإمامُ وَقْتِه في الفِقْهِ والنَّحْوِ، والتَّفْسيرِ واللُّغةِ، والشِّعْرِ والعَروضِ، والكَلامِ والتَّصَوُّفِ، وغَيْرِ ذلك مِن أصْنافِ العُلومِ، أَجمَعَ أهْلُ عَصْرِه على أنَّه بَحْرُ العِلمِ الَّذي لا يَنزِفُ وإن كَثُرَتِ الدِّلا، وجَبَلُ المَعارِفِ الَّتي لا تَمُرُّ بِها الخُصومُ إلَّا كما يَمُرُّ الهَوا”. انتهى
والجواب نفسه يقال لمن احتج بكلام ابن عساكر، بل إن ابن عساكر بين من هم الأكثرون الذين لم يتبعوا الأشعري، وقال أنهم عوام الناس، وجهالهم، أما العلماء فهم من أصحابه وأتباعه، ونص عبارته: “فإن قيل إن الجم الغفير في سائر الأزمان وأكثر العامة في جميع البلدان لا يقتدون بالأشعري ولا يقلدونه ولا يرون مذهبه ولا يعتقدونه وهم السواد الأعظم وسبيلهم السبيل الأقوم قيل لا عبرة بكثرة العوام ولا التفات إلى الجهال الغتام وإنما الاعتبار بأرباب العلم والاقتداء بأصحاب البصيرة والفهم وأولئك في أصحابه أكثر ممن سواهم ولهم الفضل والتقدم على من عداهم”. انتهى
فكلام ابن عساكر يدل أن حملة الشريعة وعلماء الأمة أغلبهم أشاعرة، و لا ينافرهم إلا العوام والجهال الغتام، وفرق أهل الضلال.
وإلى عصرنا هذا فان الأشاعرة هم حماة الدين وأسانيدهم في الحديثة متساسلة إلى شيخهم أبي الحسن الأشعري.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/15c9Y9Lysj/
ذكر سند الشيخ أبي الحسن الأشعري في الحديث
في ما يلي ذكر سند الشيخ أبي الحسن الأشعري في الحديث.
وهذا السند يرويه مسند الهند الشيخ ولي الله الدهلوي الأشعري في ” الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين”، من طريق مسلسل بالأشاعرة.
وهذا الحديث يرويه أيضا الشيخ جميل حليم من طريق محمود بن محمد سراج الاندنوسي المكي
وإلا فقد قال ابن تيمية في التسعينية: ” لا ريب أن الأشعرية إنما تعلموا الكتاب والسنة من أتباع الإِمام أحمد ونحوه بالبصرة وبغداد، فإن الأشعري أخذ السنة بالبصرة عن زكريا بن يحيى الساجي، وهو من علماء أهل الحديث المتبعين لأحمد ونحوه، ثم لما قدم بغداد أخذ عمن كان بها, ولهذا يوجد أكثر ألفاظه التي يذكرها عن أهل السنة والحديث إما ألفاظ زكريا بن يحيى الساجي التي وصف بها مذهب أهل السنة، وإما ألفاظ أصحاب الإِمام أحمد وما ينقل عن أحمد في رسائله الجامعة في السنة”. انتهى



