شبهة طعن ابن حبان في أبي حنيفة النعمان

شبهة طعن ابن حبان في أبي حنيفة النعمان

نُسب للحافظ ابن حبان عدة كتب موضوعة أغلبها في الطعن في أبي حنيفة مثل:

– كتابُ عِلَلِ مَنَاقِبِ أَبي حَنِيفَةَ ومَثَالِبِهِ، ذكره أبو بكر الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وقال أنه في عشرة أجزاء.

وقال الخطيب قبل ذلك: “ولم يقدر لي الوصول إلى النظر فيها؛ لأنها غير موجودة بيننا ولا معروفة عندنا”. انتهى

– كتابُ عِلَلَ مَا أسْنَدَهُ أَبُو حَنِيفَةَ، في عشرة أجزاء أيضًا. وهو كتاب مفقود، ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان، كما نبه لذلك محمد الغزازي محقق كتاب عقود الجواهر المنيفة للزبيدي.

– كتابُ التَّنْبِيهِ على التَّمْوِيهِ، ذُكر في الترجمة الموجودة لأبي حنيفة في كتاب المجروحين.

وكتاب المجروحين جميع نسخه غير مسندة ومنقطعة.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1B1kSiF63p/

فهذه الترجمة المنسوبة لابن حبان في الطعن في أبي حنيفة غير ثابتة عنه، بل هي مما تم دسه عليه، لأسباب منها:

أ- هذه الترجمة ليست موجودة في أغلب النسخ القديمة.

ب – الدارقطني لم يعلق على ترجمة أبي حنيفة، رغم أنها أطول ترجمة في كتاب المجروحين، فقد تم ترجمة حوالي مئتين وواحد وثمانين رجلاً، وتُرجم لكلِّ واحدٍ منهم ترجمة، تبلغ بعضها خمسة أسطر أو دونها، وبعضها تبلغ عشرة أسطر أو تزيد عليها، والقليل منها هي التي تبلغ الصفحة أو الصفحتين، إلا ترجمة الإمام أبي حنيفة، فقد بلغت اثتني عشرة صفحة. ومع ذلك لم يعلق عليها الدارقطني، مما يدل أنها مقحمة في الكتاب، بعد عصر الدارقطني

ج – ذُكر في ترجمة أبي حنيفة ما يلي: “كان جَدِلاً ظَاهِرَ الورع” ، أي لا وجود للورع في باطنه، وهذا تدخل من ابن حبان في الباطن الذي لا يعلمه إلا الله، وحاشى ابن حبان أن يقول مثل ذلك.

د- ترجمة أبي حنيفة المنسوبة لكتاب المجروحين فيها طعن منقول عن ضعفاء تكلم فيهم ابن حبان نفسه، مثل سويد بن عبدالعزيز، فكيف يتصور عاقل أن ابن حبان يحتج بكلام شخص يقول عنه ” كان كثير الخطأ فاحش الوهم، حتى يجيء في أخباره من المقلوبات أشياء تتخايل إلى من سمعها أنها عملت عمدًا”، للطعن في أبي حنيفة؟

والنص الموجود في المجروحين؛ أخبرنا محمد بن القاسم بن حاتم قال : حدثنا محمد بن داود السمنانى قال : حدثنا ابن المصفى قال : حدثنا سويد بن عبد العزيز قال : جاء رجل إلى أبي حنيفة “فقال : ما تقول فيمن أكل لحم الخنزير ؟ فقال : لا شئ عليه”. انتهى

ومما يدل على أن الكلام مدسوس هنا على ابن حبان أن الذهبي نفسه علق على تضعيف ابن حبان لسويد ثم قوله عنه في ترجمة أبي حنيفة: ” والذي عندي في سويد تنكب ما خالف الثقات من حديثه، والاعتبار بما روي مما لم يخالف الأثبات والاحتجاج بما وافق الثقات، وهو ممن أستخير الله فيه؛ لأنه يقرب من الثقات”انتهى

فقال الذهبي: ” لا ولا كرامة، بل هو واه جدا”. انتهى

هذا وقد زعم بعض أدعياء المشيخة أن أهل الرأي حذفوا الآثار الواردة في ذم إمامهم من بعض نسخ المجروحين لابن حبان، وهؤلاء يقال لهم؛ المخطوط الذي ورد فيه ترجمة أبي حنيفة، لا تصح نسبة جميع متنه لابن حبان لانقطاع سنده، وبالتالي فالأولى البحث في صحة نسبة متن ذلك المخطوط لابن حبان

وبالتالي فما ورد من آثار ظاهرها الصحة، في الطعن في أبي حنيفة ، هي في الأصل مركبة وموضوعة، منها الكلام المنسوب لابن حبان أنه قال: “وأخبرني محمد ابن المنذر قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني قال : سمعت حماد بن زيد يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : لم أكد ألقى شيخا إلا أدخلت عليه ما ليس من حديثه إلا هشام بن عروة”. انتهى

رابط رد الطعون عن أبي حنيفة

https://www.facebook.com/share/p/15uJDJapN7/