الفرق بين النبي والرسول وردٌّ على بعض المفاهيم

المحتويات
  1. المقدمة
  2. ما معنى النبي؟
  3. الفرق بين النبوة والرسالة
  4. أقوال بعض العلماء في النبي والرسول 
  5. الخلاصة في الفرق بين النبي والرسول
  6. ليس صحيحا أن النبي لم يؤمر بالتبليغ
  7. الخاتمة
  8. المصادر

بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، أَمَّا بَعدُ:

المقدمة

بَعَثَ اللهُ الأَنبِيَاءَ رَحمَةً لِلعِبَادِ إِذ لَيسَ فِي العَقلِ مَا يَستَغنِي بِهِ عَنهُم لِأَنَّ العَقلَ لَا يَستَقِلُّ بِمَعرِفَةِ الأَشيَاءِ المُنجِيَةِ فِي الآخِرَةِ فَفِي بِعثَةِ الأَنبِيَاءِ مَصلَحَةٌ ضَرُورِيَّةٌ لِحَاجَاتِهِم لِذَلِكَ، فَاللهُ مُتَفَضِّلٌ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ، فَهِيَ سِفَارَةٌ بَينَ الحَقِّ تَعَالَى وَبَينَ الخَلقِ. 

ما معنى النبي؟

النَّبِيُّ مُشتَقٌّ مِنَ النَّبَإِ أَي الخَبَرِ لِأَنَّ النُّبُوَّةَ إِخبَارٌ عَنِ اللهِ أَو مُشتَقٌّ مِنَ النَّبْوَةِ وَهِيَ الرِّفعَةُ، فَالنَّبِيُّ عَلَى الأَوَّلِ عَلَى وَزنِ فَعِيلٍ بِمَعنَى فَاعِلٍ لِأَنَّهُ يُخبِرُ عَنِ اللهِ بِمَا يُوحَى إِلَيهِ أَو عَلَى وَزنِ فَعِيلٍ بِمَعنَى مَفعُولٍ أَي مُخبََرٍ عَنِ اللهِ أَي المَلَكُ يُخبِرُهُ عَنِ اللهِ، وَهُوَ كَذَلِكَ عَلَى القَولِ الثَّانِي أَي بِأَنَّ اشتِقَاقَهَا مِنَ النَّبْوَةِ فَعِيلٌ بِمَعنََى فَاعِلٍ أَي مُرتَفِعٍ أَو مفعولٌ أََي مَرفُوع.

الفرق بين النبوة والرسالة

يَجتَمِعُ النَّبِيُّ وَالرَّسُولُ فِي أَنَّ كُلًّا مِنهُمَا أُوحِيَ إِلَيهِ بِشَرعٍ، 

وَيَفتَرِقُ الرَّسُولُ عَنِ النَّبِيِّ:

  • بِأَنَّ الرَّسُولَ أُوحِيَ إِلَيهِ بِِشَرعٍ جَدِيدٍ وَالنَّبِيُّ يَتبَعُ شَرعَ الرَّسُولِ الذِي قَبلَهُ. 
  • النَبِيُّ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ البَشَرِ أَمَّا الرُّسُلُ فَمِنهُم مَلَائِكَةٌ وَمِنهُم بَشَرٌ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿اللهُ يَصطَفِي مِنَ المَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾ [سورة الحج الآية:٧٥]. إِلَّا أَنَّ النُّبُوَّةَ وَالرِّسَالَةَ لَا تَكُونَ فِي النِّسَاءِ. 

أقوال بعض العلماء في النبي والرسول 

قَالَ المُفَسِّرُ نَاصِرُ الدِّينِ البَيضَاوِيُّ فِي تَفسِيرِهِ مَا نَصُّهُ: «الرَّسُولُ مَن بَعَثَهُ اللهُ بِشَرِيعَةٍ مُجَدِّدَةٍ يَدعُو النَّاسَ إِلَيهَا، وَالنَّبِيُّ يَعُمُّهُ وَمَن بَعَثَهُ لِتَقرِيرِ شَرعٍ سَابِقٍ كَأَنبِيَاءِ بَنِي إِسرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا بَينَ مُوسَى وَعِيسَى عَلَيهِمُ السَّلَامُ».  

وَقَالَ العَلَّامَةُ كَمَالُ الدِّينِ البَيَاضِيُّ الحَنَفِيُّ: «فَالنَّبِيُّ إِنسَانٌ بَعَثَهُ اللهُ لِتَبلِيغِ مَا أُوحِيَ إِلَيهِ وَكَذَا الرَّسُولُ فَهُوَ المُرَادُ هُنَا وَلِذَا اقتَصَرَ عَلَى الأَنبِيَاءِ». وَقَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ «الرَّسُولُ مَن جَاءَ بِشَرعٍ مُبتَدَإٍ وَالنَّبِيُّ مَن لَم يَأتِ بِهِ وَإِن أُمِرَ بِالإِبلَاغِ». 

قَالَ المُنَاوِيُّ فِي شَرحِ العَقَائِدِ بَعدَ مَا ذَكَرَ أَنَّهُ لَا يُقتَصَرُ عَلَى عَدَدٍ فِي تَسمِيَةِ الأَنبِيَاءِ مَا نَصُّهُ: “وَكُلُّهُم كَانُوا مُبَلِّغِينَ عَنِ اللهِ تَعَالَى لِأَنَّ هَذَا مَعنَى النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ”. 

قَالَ الإِمَامُ الرَّازِيُّ فِي التَّفسِيرِ الكَبِيرِ: «وَلَا مَعنَى لِلنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ إِلَّا أَن يَشهَدَ عَلَى اللهِ أَنَّهُ شَرَعَ هَذَا الحُكمَ»، وَفِي المَوَاقِفِ وَشَرحِهِ فِي السَّمعِيَّاتِ: «النَّبِيُّ مَن قَالَ لَهُ اللهُ تَعَالَى أَرسَلتُكَ إِلى قَومِ كَذَا أَوِ النَّاسِ جَمِيعًا أَو بَلِّغهُم عَنِّي أَو نَحوَهُ، وَلَا يُشتَرَطُ فِي الإِرسَالِ شَرطٌ». وَفِيهِ فِي شَرحِ الدِّيبَاجَةِ: «الرَّسُولُ النَّبِيُّ مَعَهُ كِتَابٌ وَالنَّبِيُّ غَيرُ الرَّسُولِ مَن لَا كِتَابَ مَعَهُ بَل أُمِرَ بِمُتَابَعَةِ شَرعِ مَن قَبلَهُ كَيُوشَعَ». 

قَالَ الشَّيبَانِيُّ فِي شَرحِ الفِقهِ الأَكبَرِ: «الرَّسُولُ مَن بُعِثَ بِشَرعٍ مُجَدّدٍ، وَالنَّبِيُّ يَعُمُّهُ وَمَن بُعِثَ بِتَقرِيرِ شَرعٍ سَابِقٍ كَأَنبِيَاءِ بَنِي إِسرَائِيلَ الَّذِينَ بَينَ مُوسَى وَعِيسَى» 

قَالَ الإِمَامُ أَبُو مَنصُورٍ البَغدَادِيُّ فِي أُصُولِ الدِّينِ: «وَالفَرقُ بَينَهُمَا -أَيِ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ- أَنَّ النَّبِيَّ مَن أَتَاهُ الوَحيُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَزَلَ عَلَيهِ المَلَكُ بِالوَحيِ، وَالرَّسُولُ مَن يَأتِي بِشَرعٍ عَلَى الابتِدَاءِ أَو يَنسَخُ بَعضَ أَحكََامِ شَرِيعَةٍ قَبلَهُ».

الخلاصة في الفرق بين النبي والرسول

فَالخُلَاصَةُ أَنَّ كُلًّا مِنَ النَّبِيِّ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ غَيرِ الرَّسُولِ قَد أُوحِيَ إِلَيهِ غَيرَأَنَّ النَّبِيَّ الرَّسُولَ يَأتِي بِنَسخِ بَعضِ شَرعِ مَنْ قَبْلَهُ أَيْ يُوحِي اللهُ إِلَيهِ بِأَحكَامٍ تَنسَخُ قِسمًا مِنَ الأَحكَامِ الَّتِي كَانَت فِي شَرِيعَةِ الرَّسُولِ الَّذِي قَبلَهُ أَيْ وَلَا تُنسَخُ بَاقِي الأَحكَامِ فَتَكُونُ الأَحكَامُ الَّتِي لَم تَنسَخ شَرِيعَةً لِلرَّسُولِ المُتَأَخِّرِ وَلَو لَم يُنَصَّ لَهُ عَلَيهَا حُكمًا حُكمًا أَو يَأتِي الرَّسُولُ المُتَأَخِرُ بِشَرعٍ جَدِيدٍ يَنسَخُ شَرعَ الرَّسُولِ الَّذِي قَبْلَهُفَلَا تَكُونُ أَحكَامُ شَرعِ الرَّسُولِ المُتَقَدِّمِ شَرعًا لِلرَّسُولِ المُتَأَخِّرِ إِلا مَا نُصَّ لَهُ عَلَى ذَلِكَ مِنهَا وَأَمَّا النَّبِيُّ غَيرُ الرَّسُول فَإِنَّهُ يُوحَى إِلَيهِ لِيَتَّبِعَ شَرعَ رَسُولٍ قَبلَهُ وَلِيُبَلِّغَهُ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي ذَكَرَهُ الإِمَامُ أبُو مَنصُورٍ البَغدَادِيُّ وَغَيرُهُ فِى الفَرقِ بَينَ النَّبِيِّ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ غَيرِ الرَّسُولِ. 

ليس صحيحا أن النبي لم يؤمر بالتبليغ

إِنَّ مَا يَدَّعِيهِ البَعضُ مِن أَنَّ النَّبِيَّ بَعَثَهُ اللهُ وَلَم يَأمُرهُ بِالتَّبلِيغِ وَالرَّسُولُ بَعَثَهُ اللهُ وَأَمَرَهُ بِالتَّبلِيغِ، هَذَا كَلَامٌ بَاطِلٌ لَا يَقبَلُهُ العَقلُ وَلَا الشَّرعُ، فَإِنَّ كُلًّا مِنهُمَا مَأمُورٌ بِالتَّبلِيغِ إِلَّا أَنَّهُ بَينَهُمَا فُرُوقَاتٌ ذَكَرنَاهَا. 

قَالَ أَحمَدُ الغُمَارِيُّ: «الفَرقُ بَينَ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ دَقِيقٌ وَقَد خَفِيَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ وَالمَشهُورُ فِي كُتُبِ المُتَكَلِّمِينَ فِي الفَرقِ بَينَهُمَا أَنَّ الرَّسُولَ إِنسَانٌ أُوحِيَ إِلَيهِ بِشَرعٍ وَأَمَرَ بِتَبلِيغِهِ، وَالنَّبِيَّ إِنسَانٌ أُوحِيَ إِلَيهِ بِشَرعٍ وَلَم يُؤمَر بِتَبلِيغِهِ، وَهَذَا كَلَامُ جَاهِلٍ بِالسُّنَّةِ وَالأَخبَارِ بَل وَبِصَرِيحِ القُرءَانِ، فَإِنَّ قَولَ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ﴾ [سورة الحج الآية:٥٢] صَرِيحٌ فِي إِرسَالِهِمَا حَقًّا، وَكَذَلِكَ قَولُ النَّبِيِّ ﷺ: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبعَثُ إِلى قَومِهِ خَاصَّةً وَبُعِثتُ إِلى النَّاسِ كَافَّةً» رَوَاهُ البُخَارِيُّ، وَالأَخبَارُ وَالأَحَادِيثُ الَّتِي فِيهَا فَأَوحَى اللهُ إِلى نَبِيٍّ مِن أَنبِيَاءِهِ أَن قُل لِفُلَانٍ العَابِدِ أَو لِلمَلِكِ الفُلَانِيِّ أَو لِلقَريَةِ الفُلَانِيَّةِ لَا تَكَادُ تَنحَصِرُ وَهَذَا هُوَ الإِرسَالُ. فَإِطلَاقُ الإِرسَالِ عَلَى الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ فِي الآيَةِ ﴿وَمَا أَرسَلنَا قَبلَكَ مِن رَسُولٍ وَلَا نَبِيّ﴾  يَكفِي دَلِيلًا عَلى أَنَّ النَّبِيَّ يُبَلِّغُ وَعَلَى بُطلَانِ قَولِ مَن يَقُولُ إِنَّ النَّبِيَّ لَيسَ مَأمُورًا بِالتَّبلِيغِ إِذ لَا مَعنَى لِلإِرسَالِ بِدُونِ الأَمرِ بِالتَّبلِيغِ، وَهَل يُعقَلُ أَن يَرَى النَّبِيُّ الكُفرَ وَلَا يَنهَى عَنهُ، لَا يَقبَلُ ذَلِكَ عَقلٌ سَلِيمٌ، فَالرَّسُولُ وَالنَّبِيُّ كِلَاهُمَا مَأمُورَانِ بِالتَّبلِيغِ، إِنَّمَا الفَرقُ بَينَهُمَا بِمَا سِوَى ذَلِكَ، كَمَا ذَكَرَهُ الإِمَامُ أَبُو مَنصُورٍ البَغدَادِيُّ «وَالفَرقُ بَينَهُمَا -أَي النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ- أَنَّ النَّبِيَّ مَن أَتَاهُ الوَحيُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَزَلَ عَلَيهِ المَلَكُ بِالوَحيِ، وَالرَّسُولُ مَن يَأتِي بِشَرعٍ عَلى الابتِدَاءِ أَو يَنسَخُ بَعضَ أَحكَامِ شَرِيعَةٍ قَبلَهُ». 

فَلَا عِبرَةَ بِالرَّّأيِ الَّذِي ذََكَرَهُ بَعضُ المُتَأَخِّرِينَ مِن تَعرِيفِ النَّبِيِّ بِأَنَّهُ غَيرُ مَأمُورٍ بِالتَّبلِيغِ فَإِنَّهُ مُخَالِفٌ لِلنَّصِّ وَلِمَا قَالَهُ المُتَقَدِّمُونَ. 

وَمِمَّا يَدُلُّ أَيضًا عَلى ذَلِكَ قَولُ اللهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَرسَلَنَا فِي قَريَةٍ مِن نَبِيّ﴾ [سورة الأعراف الآية: ٩٤] أَلَيسَ هَذَا الإِرسَالُ المَذكُورُ فِي هَذِهِ الآيَةِ هُوَ إِرسَالَ تَبلِيغٍ وَدَعوَةٍ إِلى عِبَادَةِ اللهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وَكَيفَ يُوَفَّقُ بَينَ هَذِهِ الآيَةِ وَبَينَ قَولِهِم إِنَّ النَّبِيَّ أُوحِيَ إِليهِ بِشَرعٍ وَلَم يُؤمَر بِتَبلِيغِِهِ، وَاللهُ تَعَالَى قَالَ: ﴿وَمَا أَرسَلنَا فِي قَريَةٍ مِن نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُترَفُوهَا إِنّا بِمَا أُرسِلتُم بِهِ كَافِرُونَ﴾ [سورة سبأ الآية:٣٤] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَكَم أَرسَلنَا مِن نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ* وَمَا يَأتِيهِم مِن نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَستَهزِءُونَ﴾ [سُورَةُ الزُّخرُفِ الآية: ٦-٧]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [سُورَةُ الأَحزَابِ الآية:٤٠]، فَالرَّسُولُ أَخَصُّ مِنَ النَّبِيِّ لِأَنَّ كُلَّ رَسُولٍ نَبِيٌّ كَسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعِيسَى وَمُوسَى عَلَيهِمُ السَّلَامُ وَلَيسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولًا كَسَيِّدِنَا يَحيَى فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى شَرعِ سَيِّدِنَا مُوسَى وَلَكِن كِلَاهُمَا مَأمُورَانِ بِالتَّبلِيغِ وَالإِنذَارِ وَالدَّعوَى إِلى عِبَادَةِ اللهِ وَإِلَّا لَمَا كَانَ مِن إِرسَالِهِم فَائِدَةٌ.   

الخاتمة

قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ﴾ [سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢١٣]، أَي أَنَّ النَّاسَ كَانُوا كُلُّهُم عَلَى دِينٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الإِسلَامُ ثُمَّ اختَلَفُوا فَبِقِيَ بَعضُهُم عَلَى الِإسلَامِ وَكَفَرَ بَعضُهُم، فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ لِيُبَشِّرُوا مِن أَسلَمَ بِالجَنَّةِ، وَيُنذِرُوا مَن كَفَرَ بِالعَذَابِ فِي الآخِرَةِ، فَكَانَت وَظِيفَةُ الأَنبِيَاءِ وَالرُّسُلِ الدَّعوَةَ إِلَى دِينِ اللهِ تَعَالَى الإِسلَامِ، وَالتَّبشِيرَ بِالجَنَّةِ وَالِإنذَارَ مِنَ النَّارِ وَعَذَابِهَا. 

ثُمَّ إِنَّ المُسلِمِينَ قَدِ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الأَنبِيَاءَ وَالرُّسُلَ مَعصُومُونَ مِنَ الكُفرِ قَبلَ النُّبُوَّةِ وَبَعدَهَا، وَكَذَلِكَ مِن كَبَائِرِ الذُّنُوبِ كَالزِّنَى وَأَكلِ الرِّبَا وَغَيرِ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي فِيهَا خِسَّةٌ وَدَنَاءَةٌ كَسَرِقَةِ حَبَّةِ عِنَبٍ مَثَلًا. وَكَذَلِكَ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الأَنبِيَاءِ مُتَّصِفُونَ بِالصِّدقِ فَيَستَحِيلُ عَلَيهِمُ الكَذِبُ، وَتَجِبُ لَهُمُ الفَطَانَةُ فَيَستَحِيلُ عَلَيهِمُ البَلَادَةُ أَو أَن يَكُونَ الوَاحِدُ مِنهُم غَبِيًّا، وَيَستَحِيلُ عَلَيهِمُ الخِيَانَةُ وَعَدَمُ الأَمَانَةِ وَكَذَا يَستَحِيلُ أَن يَكَونَ الوَاحِدُ مِنهُم جَبَانًا، فَكُلُّهُم شُجعَانُ، وَيَستَحِيلُ عَلَيهِم كُلُّ مَا يُنَفِّرُ عَن قَبُولِ الدَّعوَةِ مِنهُم. 

المصادر

هَذِهِ المَسَائِلُ مَجمُوعَةٌ وَمُلَخَّصَةٌ مِن:

  1. القُرءَانِ الكَرِيمِ.
  2. السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ.
  3. أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي
  4. شرح العقائد للمناوي
  5. إشارات المرام لكمال الدين البياضي
  6. التفسير للرازي
  7. شرح الفقه الأكبر للشيباني
  8. أصول الدين لأبي منصور البغدادي
  9. المِصبَاحِ المُنِيرِ فِي غَرِيبِ الشَّرحِ الكَبِيرِ لِلفَيُّومِيِّ.

خطبة الجمعة وجوب محبة رسول الله ﷺ

اقرأ بعد ذلك

خطبة الجمعة – وجوب محبةِ سيّدنا رسول الله ﷺ

لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي

لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي