رد شبهة أن مولد الرَّسول هو يوم وفاته صلَّى الله عليه – الجزء الرابع

  1. 1-شبهة أن مولد الرَّسول هو يوم وفاته صلَّى الله عليه
  2. 2-شبهة أن يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم غير ثابت.
  3. روابط ذات علاقة:

رد بعض الشبه حول المولد النبوي الشريف

الجزء الرابع:

-شبهة أن مولد الرَّسول هو يوم وفاته صلَّى الله عليه وسلَّم، وشبهة أن يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم غير ثابت

1-شبهة أن مولد الرَّسول هو يوم وفاته صلَّى الله عليه

يقول بعض مَن لم يكُن له نصيب مِن العلم: “إنَّ التَّاريخ الَّذي وُلد فيه النَّبيُّ هُو التَّاريخ الَّذي تُوفِّيَ فيه؛ وليس الفرح فيه بأَوْلى مِن الحُزن”. انتهَى.

والجواب على هذه الشبهة أن يقال ان اتفاق يوم المولد مع يوم الوفاة لا ينفي فضل يوم المولد ، فنحن مأمورون بإظهار الفرح بالرَّحمة بنصِّ القُرآن الكريم: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا”

ولا شكَّ أنَّ مولد نبيِّنا عليه السَّلام رحمةٌ مهداة، وقد حثَّنا الشَّرع أنْ نُظهر الفرح بالرَّحمة لولادة ابن أو ابنة ولم يحثَّنا على إظهار الجزع والتَّفجُّع لوفاة الولد وأوصانا بالصَّبر.

فبطلت حُجَّة المُتفيهقين القائلين بمنع الاحتفال بيوم المولد النَّبويِّ بحجَُّة أنَّه هُو يوم وفاته.

ثم إن النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام قال: “خَيرُ يوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فيهِ خُلِقَ ءادَمُ وفيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وفيه أُخْرِجَ مِنْهَا” رواه مُسلم.

فيوم الجمعة هو من أفضل أيام الاسبوع بالرغم أنه اليوم الذي خُلق فيه سيدنا آدم عليه السلام وهو أيضا اليوم الذي وافق خروجه من الجنة.

ثم انه من الثابت بالإجماع أن خطبة الوداع كانت يوم جمعة وأن وفاته ﷺ كانت يوم إثنين وهذا يجعل من المستحيل أن يكون يوم الإثنين هو يوم 12 ربيع أول.

قال السهيلي في الروض الأنف : “وَلَا يَصِحّ أَنْ يَكُونَ تُوُفّيَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا فِي الثّانِي مِنْ الشّهْرِ أَوْ الثّالِثَ عَشَرَ أَوْ الرّابِعَ عَشَرَ أَوْ الْخَامِسَ عَشَرَ لِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنّ وَقْفَةَ عَرَفَةَ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ كَانَتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ التّاسِعُ مِنْ ذِي الْحَجّةِ فَدَخَلَ ذُو الْحَجّةِ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَكَانَ الْمُحَرّمُ إمّا الْجُمُعَةُ وَإِمّا السّبْتُ فَإِنْ كَانَ الْجُمُعَةُ فَقَدْ كَانَ صَفَرٌ إمّا السّبْتُ وَإِمّا الْأَحَدُ فَإِنْ كَانَ السّبْتُ فَقَدْ كَانَ رَبِيعٌ الْأَحَدَ أَوْ الِاثْنَيْنِ وَكَيْفَا دَارَتْ الْحَالُ عَلَى هَذَا الْحِسَابِ فَلَمْ يَكُنْ الثّانِي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِوَجْهِ وَلَا الْأَرْبِعَاءَ أَيْضًا كَمَا قَالَ الْقُتَبِيّ وَذَكَرَ الطّبَرِيّ عَنْ ابْنِ الْكَلْبِيّ وَأَبِي مِخْنَفٍ أَنّهُ تُوُفّيَ فِي الثّانِي مِنْ رَبِيعٍ الْأَوّلِ وَهَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ خِلَافَ أَهْلِ الْجُمْهُورِ فَإِنّهُ لَا يُبْعَدُ أَنْ كَانَتْ الثّلَاثَةُ الْأَشْهُرُ الّتِي قَبْلَهُ كُلّهَا مِنْ تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ فَتَدَبّرْهُ فَإِنّهُ صَحِيحٌ وَلَمْ أَرَ أَحَدًا تَفَطّنَ لَهُ وَقَدْ رَأَيْت لِلْخَوَارِزْمِيّ أَنّهُ تُوُفّيَ عَلَيْهِ السّلَامُ فِي أَوّلِ يَوْمٍ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوّلِ وَهَذَا أَقْرَبُ فِي الْقِيَاسِ بِمَا ذَكَرَ الطّبَرِيّ عَنْ ابْنِ الْكَلْبِيّ وَأَبِي مِخْنَفٍ “. انتهى

2-شبهة أن يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم غير ثابت.

يقول بعض من أنكر مشروعية عمل المولد الشريف: “إنَّ يوم وفاة النَّبيِّ ثابت أمَّا يوم مولده فغير ثابت؛ فقد جاء أنَّه في ربيع الأوَّل وجاء أنَّه في غيره مِن الشُّهور”.انتهَى.

وقد أجاب الكوثريُّ على هذه الشُّبهة فقال: “وأنَّ شهر مولده هُو شهر ربيع الأوَّل؛ وذِكْرُ شهرٍ سواه لمولده عليه السَّلام ليس إلَّا مِن قَبيل سبق القلم عند النُّقَّاد؛ فيدور الخِلاف المُعتَدُّ به في تعيين اليوم مِن شهر ربيع الأوَّل أهُو عند انقضاء اليوم الثَّامن أم العاشر أم الثَّاني عشَر؛ فلا يَعتدُّون بروايةِ تقدُّم مولده عليه السَّلام على تلك الأيَّام ولا برواية تأخُّره عنها؛ لعدم استنادهما على شيء يُلتفت إليه” انتهَى كلام الكوثريِّ.

فإذا صحَّ كلام الكوثريِّ علمتَ أنَّ ولادة النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام كانت في عام الفيل في يوم الاثنين في شهر ربيع الأوَّل ثُمَّ اختلف العُلماء في تعيين يوم ولادته مِن شهر ربيع الأوَّل؛ هل كانت بعد انقضاء ثمانية أيَّام مِنه؟ أو في العاشر منه؟ أو في الثَّاني عشَر؟ فصار كلُّ شهر ربيع الأوَّل عندهم موسمًا لإظهار الفرح بمولد الرَّحمة المُهداة عليه الصَّلاة والسَّلام ولكن غلبت العادة في المُسلمين على الاحتفال ليلة الثَّاني عشر لأنَّ ولادته لم تتأخَّر عن هذا التَّاريخ عند الجميع فيحتفون به في ليلة لا يبقَى أيُّ خلاف يُعتدُّ به بعدها في كونه عليه السَّلام مولودًا قبل ذلك الزَّمن.

وقال ابن الحاجِّ المالكيُّ في المدخل: “فَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي إذَا دَخَلَ هَذَا الشَّهْرُ الْكَرِيمُ أَنْ يُكَرَّمَ وَيُعَظَّمَ وَيُحْتَرَمَ الِاحْتِرَامَ اللَّائِقَ بِهِ وَذَلِكَ بِالِاتِّبَاعِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَوْنِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَخُصُّ الْأَوْقَاتَ الْفَاضِلَةَ بِزِيَادَةِ فِعْلِ الْبِرِّ فِيهَا وَكَثْرَةِ الْخَيْرَاتِ”.انتهَى

وقال: “فَتَعْظِيمُ هَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إنَّمَا يَكُونُ بِزِيَادَةِ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَاتِ فِيهِ وَالصَّدَقَاتِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْقُرُبَاتِ” انتهَى.

وقال الشَّيخ مُحمَّد عِلِّيش المالكيُّ في كتابه “القول المُنجي على مولد البَرْزَنْجِي” ما نصه: “ولا زال أهل الإسلام يحتفلون ويهتمُّون بشهر مولده عليه الصَّلاة والسَّلام ويعملون الولائم ويتصدَّقون في لياليه بأنواع الصَّدقات ويُظهرون السُّرور ويظهر عليهم مِن بركاته كلُّ فضل عميم؛ وأوَّل مَن أحدث فعل المَولد المَلِك المُظفَّر أبو سعيد صاحب إربل فكان يعمله في ربيع الأوَّل ويحتفل احتفالًا هائلًا”. انتهَى

في ما يلي مقتطف من كتاب الجامع لابن أبي زيد القيرواني ينقل عن مالك وأهل العلم تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم

روابط ذات علاقة:

الجزء الأول:

الجزء الثاني:

الجزء الثالث:

فكرة واحدة على ”رد شبهة أن مولد الرَّسول هو يوم وفاته صلَّى الله عليه – الجزء الرابع

التعليقات مغلقة.