الجزء الخامس – زعمهم أن المولد النبوي الشريف لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة و التابعون


  1. الجزء الخامس: زعمهم أن المولد لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة و التابعون
  2. روابط ذات علاقة:
  3. لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي
  4. لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي
  5. لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي

رد بعض الشبه حول المولد النبوي الشريف

الجزء الخامس: زعمهم أن المولد لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة و التابعون

يقول المنكرون لمشروعية عمل المولد النبوي الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة و التابعون لم يحتفلوا به، فلو كان خيرا لسبقونا إليه.

وجواب ذلك أن يقال أن مجرد ترك النبي أو الصحابة او التابعين لعمل المولد لا يفيد التحريم.

فالاحتفال بالمولد الشريف ﻟﻴﺲ ﻓﺮضاً ﻭﻻ واجباً ولكنه مستحسن، وكثير من المندوبات كان النبيّ مشغولاً عنها بما هو أولى منها وأهمّ، ثم ترك باب الاستحسان مفتوحاً لمن يستأهل ذلك من أمته صلى الله عليه وسلم عملاً بالحديث “ﻣَﻦ عمل عملاً ليس عليه ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻓﻬﻮ رد” رواه البخاري.

ومفهوم منطوق الحديث كما شرحه ابن حجر الفقيه ان من احدث في امرنا ما هو منه فليس مردوداً.

هذا وقد روى البخاري في صحيحه : قال أبو بكر لزيد بن ثابت رضي الله عنهما إنك شاب عاقل لا نتّهمُكَ وقد كنتَ تكتبُ الوحيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتَّبعِ القرءانَ واجمَعه قال زيد : فوالله لو كلَّفُوني نقلَ جبل منَ الجبال ما كان أثقلَ عليَّ ممَّا أمروني به مِن جمعِ القرءان .

قلت (أي زيد بن ثابت)رضي الله عنه: ( كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم)؟! قال: هو والله خيرٌ ، فلم يزل أبو بكر يُراجعُني حتى شرحَ اللهُ صدري للذي شرحَ صدرَ أبي بكر وعمرَ … ثم ساق بقية الحديث .

و الشاهد فيه قول أبي بكر رضي الله عنه ” هو والله خيرٌ” وعمل المولد الذي فيه قراءة قرءان ومدح للنبي صلى الله عليه وسلم وذكر لله عز وجل وكثرة صلاة وسلام على نبي الله أيضا خيرات وبركات حثنا الشرع القويم عليها.

فيدل ذلك أن كل خير يجوز فعله ولولم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن باب أولى عدم فعل الصحابة والتابعين له.

وجاء في صحيح مسلم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ : ” مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا”. انتهى

فلم يقل لها واحد من الصحابة: ” لمَ تفعلين هذا وأنت تقولين إنه صلى الله عليه وسلم لم يفعلها، فلو كان خيرا لصلّاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

ولم يقل لها ٱخرون: “لم تفعلينها و النبي تركها خشية أن يجعلها الناس فرضا، فأنت خالفت هديه؟”

بل ثبت عن الإمام الشافعي أنه قال : “رأيت بباب مالك كراعاً من أفراس خراسان ، وبغال مصر فقلت : ما أحسنها!

فقال هي هبة مني إليك . فقلت دع لنفسك منها دابة تركبها . قال: أنا أستحي من الله أن أطأ تربة نبي الله بحافر دابة”. انتهى

فهذا الإمام الشافعي رحمه الله لم يقل للإمام مالك :

“هل أنت تحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من صحابته الذين مشوا بنعالهم في المدينة؟ أفاتهم وتذكرته أنت ؟”. انتهى

بل قال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين: “سمعت ابن تيمية يقول : “من واظب على يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر أربعين مرة أحيى الله بها قلبه”. انتهى

فهذا الذي قاله ابن تيمية تشريع بعد وفاة الرسول، لأنه لم يرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا عن صحابته.

بل ان ابن تيمية قال بحصول الثواب على القصد لمن عمل المولد مع أنه يرى عدم مشروعية الفعل، وهذا رد أيضا على من زعم ان عمل المولد لو كان خيرا لسبقنا اليه الصحابة.

وﻳُﻘﺎﻝ لهؤلاء أيضا: ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃًﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣَﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﺃﻣﺮًﺍ ﻣﻮﺍﻓﻘًﺎ ﻟﻠﺸﺮﻉ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻤﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ.

فلا ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ انه افضل من ابي بكر ﺣﻴﻦ ﺟﻤﻊ عمر ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻗﺎﻝ “ﻧِﻌﻢَ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻫﺬﻩ” ﻛﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ولا ﻟﻌﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ في ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، لا يقال لعثمان ﻟﻮ ﻛﺎﻥ اذان الجمعة ﺧﻴﺮًﺍ لسبقك اليه ﺍﻟﻨﺒﻲ او ابو بكر او عمر.

روابط ذات علاقة:

الجزء الأول:

الجزء الثاني:

الجزء الثالث:

الجزء الرابع:

لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي

لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي

لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي

فكرة واحدة على ”الجزء الخامس – زعمهم أن المولد النبوي الشريف لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة و التابعون

التعليقات مغلقة.