رد بعض الشبه حول المولد النبوي الشريف
الجزء العاشر: التحقيق في تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح: “فَالْمُعْتَمَدُ مَا قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ (أي أنه توفي في الثاني من ربيع الأول) وَكَأَنَّ سَبَبَ غَلَطِ غَيْرِهِ أَنَّهُمْ قَالُوا مَاتَ فِي ثَانِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فَتَغَيَّرَتْ فَصَارَتْ ثَانِي عَشَرَ وَاسْتَمَرَّ الْوَهْمُ بِذَلِكَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ غَيْرِ تَأَمُّلٍ”. انتهى
وقال ابن ناصر الدين الدمشقي في جامع الآثار في السير ومولد المختار: “ويرجح ذلك (أي وفاته يوم الثاني من ربيع الأول) وروده عن بعض الصحابة… فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض ثمانية، فتوفي لليلتين خلتا من ربيع الأول”. انتهى
وقال السهيلي في الروض الأنف: “وَاتّفَقُوا أَنّهُ تُوُفّيَ – صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ – يَوْمَ الِاثْنَيْنِ .. قَالُوا كُلّهُمْ وَفِي رَبِيعٍ الْأَوّلِ ، غَيْرَ أَنّهُمْ قَالُوا أَوْ قَالَ أَكْثَرُهُمْ فِي الثّانِي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ، وَلَا يَصِحّ أَنْ يَكُونَ تُوُفّيَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا فِي الثّانِي مِنْ الشّهْرِ، أَوْ الثّالِثَ عَشَرَ، أَوْ الرّابِعَ عَشَرَ، أَوْ الْخَامِسَ عَشَرَ؛ لِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنّ وَقْفَةَ عَرَفَةَ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ كَانَتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ التّاسِعُ مِنْ ذِي الْحَجّةِ، فَدَخَلَ ذُو الْحَجّةِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، فَكَانَ الْمُحَرّمُ إمّا الْجُمُعَةُ وَإِمّا السّبْتُ، فَإِنْ كَانَ الْجُمُعَةُ فَقَدْ كَانَ صَفَرٌ إمّا السّبْتُ وَإِمّا الْأَحَدُ، فَإِنْ كَانَ السّبْتُ فَقَدْ كَانَ رَبِيعٌ الْأَحَدَ أَوْ الِاثْنَيْنِ، وَكَيْفَا دَارَتْ الْحَالُ عَلَى هَذَا الْحِسَابِ فَلَمْ يَكُنْ الثّانِي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بِوَجْهِ…”. انتهى


فكرة واحدة على ”التحقيق في تاريخ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم – الجزء العاشر“
التعليقات مغلقة.