نفي الإمام الأشعري للاتصال والانفصال عن الله تعالى

نفي الإمام الأشعري للاتصال والانفصال عن الله تعالى

الإمام الأشعري كان ينفي الإتصال والمباينة – أي الإنفصال – عن الله تعالى حتى في أواخر كتبه بشهادة ابن القيم .

قال ابن القيم في تهذيبه لسنن أبي داود ما نصه: ” وقال أبو الحسن الأشعري – رحمه الله – أيضًا في كتاب «الموجز» ●: فإن قالوا: أفتزعمون أن الله في السماء؟ قيل له: قد نقول: إن الله عال فوق العرش مستوٍ عليه، والعرش فوق السماء، ولا نَصِفه بالدخول في الأمكنة والمباينة لها. وأما قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84]، فإن معناه أنه إله أهل الأرض وأهل السماء، وقد جاءت الأخبار أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا، فكيف يكون فيها وهو ينزل إليها؟! كما جاءت الأخبار عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى سماء الدنيا.

فهذا الذي استقر عليه مذهب أبي الحسن في كل كتبه كـ «الموجز» و «المقالات» و «المسائل» و «رسالته إلى الثغر»●● و «الإبانة»: أن الله تعالى فوق عرشه مستوٍ عليه. ولا يُطلِق عليه لفظ المباينة لأنها عنده من لوازم الجسم والله تعالى منزّه عن الجسمية، فظن بعض أتباعه أنَّ نفيه للمباينة نفي للعلو والاستواء بطريق اللزوم، فنسبه إليه وقوّله ما هو قائل بخلافه، وهذا بيِّن لكل منصف تأمل كلامه وطالع كتبه. ●●●] انتهى

وهذا النقل يكفي في الرد على على إدعاه ابن تيمية وغيره من كون الإمام الأشعري يثبت المباينة بمعنى الإنفصال، ويشهد لذلك ما ذكره الإمام عبد القاهر البغدادي فيما نقله عنه البيهقي في كتاب الاسماء والصفات .

ملاحظات

● قال محقق الطبعة : [ مفقود، ذكره ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» صحيفة 129

ولم أجد هذا النقل منه في كتب شيخ الإسلام – يقصد شيخ المجسمة ابن تيمية – المطبوعة ]. انته‍ى .

●● رسالة إلى أهل الثغر ليست من تأليف الأشعري

●●● أتباع الأشعري لم ينفوا الاستواء والعلو كما روج لذلك هذا المشبه، إنما نفوا العلو الحسي، و الأشعري رحمه الله إنما نفى المباينة الحسية، وأما المباينة بمعنى أنه لا مناسبة بين الخالق والمخلوق فالأشعري لا ينفيها.