تخبط ابن العثيمين في إثبات الحركة لله – ذكر بعض الحنابلة ممن نفوا الحركة عن الله وانكروا نسبة هذا القول للإمام أحمد

  1. تخبط ابن العثيمين في إثبات الحركة لله والعياذ بالله تعالى ** ذكر بعض الحنابلة ممن نفوا الحركة عن الله عز وجل وانكروا نسبة هذا القول للإمام أحمد
  2. ذكر بعض الحنابلة ممن نفوا الحركة عن الله عز وجل وانكروا نسبة هذا القول للإمام أحمد
  3. موافقة ابن القيم للجهمية: قوله بنزول الله للأرض والعياذ بالله
  4. ابن زفيل الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية (المُتوفى سنة 751هـجري)
  5. بيان أن معنى قول العلماء عن الله أنه لا يزول، أي لا يتصف بالحركة و لا التغير
  6. ثبوت تأويل الإمام مالك لحديث النزول – الجزء الأول-
  7. حال عثمان الدارمي عند الألباني و الذهبي

تخبط ابن العثيمين في إثبات الحركة لله والعياذ بالله تعالى ** ذكر بعض الحنابلة ممن نفوا الحركة عن الله عز وجل وانكروا نسبة هذا القول للإمام أحمد

قيل

[١٢. … سئل: عن قول أحد الخطباء في كلامه حول عزوة بدر: (التقى إله وشيطان) . فقد قال بعض العلماء أن هذه العبارة كفر صريح، لأن ظاهر العبارات إثبات الحركة لله – عز وجل- نرجو من سيادتكم توضيح ذلك؟]

فأجاب بقوله: لا شك أن هذه العبارة لا تنبغي، وإن كان قائلها قد أراد التجوز فإن التجوز إنما يسوغ إذ لم يوهم معنى فاسدا لا يليق به. والمعني الذي لا يليق هنا هو أن يجعل الشيطان قبيلاً لله – تعالى -، وندا له، وقرناً يواجهه، كما يواجه المرء قرنه، وهذا حرام، ولا يجوز.

ولو أراد الناطق به تنقص الله -تعالى – وتنزيله إلى هذا الحد لكان كافرا، ولكنه حيث لم يرد ذلك نقول

له: هذا التعبير حرام، ثم إن تعبيره به ظاناً أنه جائز بالتأويل الذي قصده فإنه لا يأثم بذلك لجهله، ولكن عليه ألا يعود لمثل ذلك.

وأما قول بعض العلماء الذي نقلت: (إن هذه العبارة كفر صريح) ، فليس بجيد على إطلاقه، وقد علمت التفصيل فيه.

وأما تعليل القائل لحكمه بكفر هذا الخطيب أن ظاهر عبارته إثبات الحركة لله – عز وجل-، فهذا التعليل يقتضي امتناع الحركة لله، وإن إثباتها كفر، وفيه نظر ظاهر، فقد أثبت الله – تعالى – لنفسه في كتابه أنه يفعل، وأنه يجئ يوم القيامة، وأنه استوى على العرش، أي علا عليه علوا يليق بجلاله، وأثبت نبيه صلى الله عليه وسلم، أنه ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليله حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ واتفق أهل السنة على القول بمقتضى ما دل عليه الكتاب

والسنة من ذلك غير خائضين فيه، ولا محرفين للكلم عن مواضعه، ولا معطلين له عن دلائله. وهذه النصوص في إثبات الفعل، والمجيء، والاستواء، والنزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله فالحركة له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها، وإن كنا لا نعقل كيفية هذه الحركة، ولهذا أجاب الإمام مالك من سأله عن قوله تعالى:) الرحمن على العرش استوى ((١) . كيف استوى؟ فقال: ” الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة”. وإن كانت هذه النصوص لا تستلزم الحركة لله – لم يكن لنا إثبات الحركة له بهذه النصوص، وليس لنا أيضاً أن ننفيها عنه بمقتضى استبعاد عقولنا لها، أو توهمنا أنها تستلزم إثبات النقص، وذلك أن صفات الله – تعالى- توقيفية، يتوقف إثباتها ونفيها على ما جاء له الكتاب والسنة،

لامتناع القياس في حقه – تعالى -، فانه لا مثل له ولاند، وليس في الكتاب والسنة إثبات لفظ الحركة أو نفيه، فالقول بإثبات لفظه أو نفيه قول على الله بلا علم.

وقد قال الله ـ تعالى _:) قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ((١) وقال تعالى _:) ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ((٢) . فإن كان مقتضى النصوص السكوت عن إثبات الحركة لله _تعالى _أو نفيها عنه، فكيف نكفر من تكلم بكلام يثبت ظاهره _حسب زعم هذا العالم -التحرك لله -تعالى-؟! وتكفير المسلم ليس بالأمر الهين، فإن من دعا رجلاً بالكفر فقد باء بها أحدهما، فإن كان المدعو

كافرا باء بها، وإلا باء بها الداعي.

وقد تكلم ابن تيميه في كثير من رسائله في الصفات على مسألة الحركة، وبين أقوال الناس فيها، وما هو الحق من ذلك، وأن من الناس من جزم بإثباتها، ومنهم من توقف، ومنهم جزم بنفيها.

والصواب في ذلك: أنما دل عليه الكتاب والسنة من أفعال الله – تعالى -، ولوازمه فهو حق ثابت يجب الإيمان به، وليس فيه نقص ولا مشابهة للخلق، فعليك بهذا الأصل فإنه يفيدك، وأعرض عن ما كان عليه أهل الكلام من الأقيسة الفاسدة التي يحاولون صرف نصوص الكتاب والسنة إليها ليحرفوا بها الكلم عن مواضعه، سواء عن نية صالحة أو سيئة.

كتاب المناهي اللفظية

[ابن عثيمين]

ذكر بعض الحنابلة ممن نفوا الحركة عن الله عز وجل وانكروا نسبة هذا القول للإمام أحمد

قال ابن رجب الحنبلي في ذيل طبقات الحنابلة: “وَرَأَيْتُ لأَبِي البَقَاءِ العُكْبَرِيِّ مُصَنَّفًا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ – أي عبد الله بن محمد بن أبي محمد البغدادي الحريمي- فِي إِثْبَاتِ الحَرَكَةِ للهِ، وَأَنَّهُ نَسَبَ ذلِكَ إِلَى أَحْمَدَ، وَلكِنَّ الرِّوَايَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بِذلِكَ ضَعِيْفَةٌ”. انتهى

و عبد الله بن محمد بن أبي محمد البغدادي الحريمي: توفي سنة 643 هجري

وأما أبو البقاء فهو محب الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري الحنبلي توفي سنة 616 هـجري

برع في الفقه والأصول، وحاز قصب السبق في العربية. كان ثقة متدينا، حسن الأخلاق، متواضعا.

من تلاميذه: الدبيثي، وابن النجار، والضياء المقدسي، والجمال ابن الصيرفي، وآخرون.

موافقة ابن القيم للجهمية: قوله بنزول الله للأرض والعياذ بالله

في ما يلي مقتطف من مُختَصر الصَّواعق المُرسلة، طبعة ما يسمى، أضواء السَّلف، يذكر فيه الحلولي المجسم ابن قيم الجوزية، أن الله ينزل إلى الأرض.

بل إن ابن القيم نسب لله الطواف في الأرض

راجع النقطة الثالثة في الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/1Egtz2LHCd/

كما زعم هذا الحشوي أن الله يوصف بالحركة لأن الحركة بزعمه من لوازم ذاته وأنه لا فرق بين الحي والميت إلا بالحركة، وهذه من قواعد شيخه ابن تيمية التي بناها وفق قياس الله على خلقه، وهذا باطل، لأن الحي من المخلوقين يحتاج إلى الحركة ليُعرف أنه حي.

أما الله سبحانه فـحياته ليست كحياة المخلوقين، فهي كمال محض، لا تتعلق بحركة أو سكون أو زمان أو مكان.

ثم إذا كانت الحركة لازمة لذات الله عز وجل، فهذا يعني أن الله تعالى في حركة دائمة أزلا أبدا وهذا قول يفضي إلى نسبة التغير لله.

ابن زفيل الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية (المُتوفى سنة 751هـجري)

ابن قيم الجوزية هو ظل ابن تيمية في ضلاله، فقد كفر المسلمين كما ذكر ذلك الحافظ العلامة اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح احياء علوم الدين، وقد علق الزبيدي على ذلك قائلا: انه اولى بالتكفير بسبب تكفيره الامة المحمدية. انتهى

و قال العلامة محمّد العربي بن التَّـبَّانِي السّطيفي في كتابه براءة الأشعريين: “ابن القيّم مُتَشَبِّعٌ بِما لَم يُعطَ، مُـشَبِّهٌ مُتَعَصِّبٌ للإمام أحمد رحمه الله تعالى ولشيخِهِ الـحَرَّانِي تَعَصُّبًا شَدِيداً مُدَافِعٌ عَن شَوَاذِ شَيخِهِ دِفَاعَ مُتَجَاهِلٍ، مُفْتَرٍ في كلِّ مَا يَنْسبُهُ للأشَاعِرَةِ مِنَ العَقَائِدِ نَفْيًا وإِثْبَاتًا، نَابِز لَهُم بالـجهمِيَّةِ، ثَـلاَّبٌ طَـعَّانٌ فِي فُقَهَاءِ الأُمَّةِ الـمُحَمَّدِيَّةِ الشَّافِعِيَّةِ والـحَنَفِيَّةِ والـمَالِكِيَّةِ كَشَيخِه، في كُتُبِهِ وَخَاصَّةِ في “أعلام الـمُوَقِّعِين عن ربِّ العَالَـمِين” فَإِنّهُ أَلَّفَهُ انتِقَامًا مِنهُم حيثُ نَاظَرُوا شَيْخَهُ في دِمشق فَأَفْحَمُوهُ ورَدُّوا عَلَيْهِ سَقَطَاتِهِ فَأَجَادُوا، واتَّفَقَ قُضاةُ دِمَشْق وعُلَمَاؤُهَا أَخِيراً عَلى حَبْسِهِ، فَحُبِسَ بِقَلْعَةِ دِمَشْق حَتَّى مَاتَ، واتَّفَقَ قُضَاةُ وعُلمَاء الـمصرَيْنِ: “الشّام ومصر” على أنَّهُ مُنحَرِف. والدَّلِيلُ على مَا قُلتُهُ، إنَّه يقُولُ في أعلام الـموقِّعين: “وَخَالَفَ الـمَالِكِيَّة السُنَّة الـصَّحِيحَة الصَّـرِيـحَة في كذا، وخَالَفَ الشَّافِعِيَّة السُنَّة الـصَّحِيحَة الصَّـرِيـحَة في كذا، وخَالَفَ الـحَنَفِيَّة السُنَّة الـصَّحِيحَة الصَّـرِيـحَة في كذا، ولاَ يَقُولُ وخَالَفَ الـحَنَابِلَة السُنَّة الـصَّحِيحَة الصَّـرِيـحَة في كذا، لأَنَّ الإمام أحمد – رحمه الله تعالى- وأتباعهُ مَعْصُومُونَ عِندهُ من الـخطَأِ ومُخَالَفَةِ السُنَّة، وكلام شيخه الـحَرَّانِي عِندهُ لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيْهِ ولا مِن خَلْفِه وكَونه مُفْتَرِيًا على الأشَاعِرَةِ فيها نَفْيًا وإِثْبَاتًا يُدْرِكُهُ ويَتَحَقَّقُهُ كلّ مَن لَهُ إِلْـمَامٌ بِالعِلْمِ مِنْ كُتُبِهِ الـكَلاَمِيَّةِ كـالنُّونِيّةِ واجْتِمَاعِ الـجُيُوشِ الإسلامِيّة على الـمُعَطِّلةِ والـجهْمِيَّةِ، وَ جُيُوشه الـمُجتَمِعَة هم أَسْلاَفهُ ومَشَايِخهُ الـمُجَسِّمَة فَقَط، والـمُعَطِّلَة والـجهمِيَّة هُم الأَشَاعِرَة في زَعْمِهِ. انتهى

هذا وقد صرح الإمام المجتهد تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي فارس عصره وقاهر المشبهة في كتابه السيف الصقيل أن ابن قيم الجوزية مجسم كافر بالله فقال ما نصه: “وان هذا النحس _ اي ابن قيم الجوزية_ مشبه ولا ينجيه انكاره باللسان وقد اعترف على نفسه بان من شبه الله بخلقه فقد كفر واندفع في ضرب الامثلة بما لا نطول به”. انتهى

ووصفه بأنه ملحد فقال في الصحيفة 53 ما نصه:” انتهى كلام هذا الملحد , تبا له وقطع الله دابر كلامه”. انتهى

وقد وصف الامام السبكي ابن قيم الجوزية بالكذب أيضا فقال في نفس الكتاب: “كذب هذا الجاهل” وقال: “استمر هذا الجاهل على جهله وكذبه”. وقال: “انظر هذه الجراءة والكذب والبهت على العلماء”. انتهى

كما وصفه بالجهل و بلادة الفهم فقال في السيف الصقيل: “فانظر الى كلام هذا الجاهل”
وقال:” قلنا يا جاهل اجترأت على الله وعلى عباده”, وقال: “واي ذهن لك حتى تعقل وانت عن تعقل احكام الربوبية بمعزل, وهل مثلك ومثل من هو اكبر منك الا كمثل الخفاش بالنسبة الى ضوء الشمس”, وقال: “ابصر هذا الفدم البليد الفهم ساء سمعا فساء اجابة”. انتهى

(رجل فَدْم: ثقيل الفهم غَبيَّ ** ثَوْبٌ فَدْمٌ : مَصْبُوغٌ بِحُمْرَةٍ مُشْبَعَةٍ)

فهذه حقيقة ابن قيم الجوزية و مقالات أكابر علماء أهل السنة فيه و لا ينفعه ثناء السيوطي عليه لكونه مجسما صرفا. فقد قال عنه في بغية الوعاة: صار من الأئمة الكبار.
و الإمام السيوطي عالم جليل القدر و لكن قد يخفى على العالم حال رجل اشتهر على ألسنة مناصريه و محبيه فيقع في مدحه و الثناء عليه من باب حسن الظن و لو من دون اطلاع على أغلاطه و هذا كثير في كتب الجرح و التعديل فكم من عالم عدّل و مدح راويا للحديث هو عند غيره وضّاعا كذابا في حديث رسول الله. فلا يغتر طالب العلم بمجرد رؤية ما في كتاب لعالم من مدح شخص هو عند المحققين ضال مبتدع كابن تيمية أو تلميذه ابن الزفيل.

1- كتابه المسمى اجتماع الجيوش الاسلامية
من الكتب التي ألفها ابن القيم و شحنها بالتجسيم و الافتراء على السلف كتاب “اجتماع الجيوش الاسلامية” وقد رد عليه بعض علماء أهل السنة بردود مفحمة كالشيخ الفقيه طارق الجباوي السعدي أحد علماء صيدا اللبنانية الذي ألف كتاب ” إلحاق المنية بجيوش ابن القيم الجوزية الحشوية” و كالشيخ عبد العزيز عبد الجبار الحاضري أحد علماء الدير السورية في كتابه: “النقض الكبير على اجتماع الجيوش الإسلامية “.

وقد جاء أيضا في كتاب المشبهة والمجسمة للشيخ عبد الرحمن خليفة المتوفى سنة 1364 للهجرة أن شيخ الأزهر محمد أبو الفضل الجيزاوي المتوفى سنة 1346 للهجرة قال حين وصل إليه سؤال عن كتاب اجتماع الجيوش الاسلامية لابن قيم الجوزية ما نصه: ” يجب عدم نشر هذا الكتاب بين الناس لأن كثيرا ممن لا تحقيق عنده فيما قرره العلماء في أصول العقائد إذا قرأ هذا الكتاب لا يكاد يخرج منه إلا وهو معتقد التجسيم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا”. انتهى
هذا وقد جاء في هذا الكتاب المطبوع – تحقيق بشير محمد عيون- صحيفة 220 أن الأشعري قال بزعمهم: “باب الإستواء. وإن قال قائل : ماتقولون في الإستواء ؟ قيل له نقول إن الله عزوجل مستو على عرشه “استواء يليق به من غير طول الإستقرار” . انتهى كلام بن القيم في نقله عن الأشعري في الإبانة
و الذي في الابانة بتحقيق عباس صباغ صحيفة 90 قوله: ” إن الله مستو على عرشه استواءاً يليق به من غير حلول واستقرار”. انتهى

2- تفسيره الاستواء بالقعود
قال ابن القيم في اجتماع جيوشه ما نصه: “وفي تفسير السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس ” الرحمن على العرش استوى” قال: قعد . انتهـى
وهذا النقل عن ابن عباس لا يصح عنه فأبو مالك وأبو صالح لا يُعتمدان في النقل عن ابن عباس رضي الله عنهما. فكيف في باب العقائد التي نعتقدها في ربنا جل وعز؟

وقال في كتابه “بدائع الفوائد” جزء 4 صحيفة 40 ما نصه: “إن الله يقعد على العرش ويقعد معه محمدا”. انتهى

هذا وقد أثبت ابن عثيميين هذه العقيدة الفاسدة عن ابن القيم, فقال في كتاب مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين, المجلد الأول, باب السماء والصفات ما نصه: “وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق 4/1303 عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى: “الرحمن على العرش استوى” قوله: “وهل يكون الاستواء إلا الجلوس”, وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً، والله أعلم.انتهى

وقد نسب ابن القيم للدارقطني أبياتا جاء فيها قوله:
و لا تنكروا أنه قاعد و لا تجحدوا أنه يقعده

و قد نقل ابن القيم هذه الأبيات في اجتماع جيوشه و في كتاب بدائع الفوائد 4/40 , طبعة دار الكتاب العربي. وقد رد المجسم الألباني على إمامه ابن القيم في كتابه المسمى ” مختصر العلو للعلي الغفار في الصحيفة 20 – طبعة المكتب المسمى الاسلامي لزهير الشاويش- فقال ما نصه: ” قال ابن القيم: و لا تنكروا أنه قاعد و لا تجحدوا أنه يقعده. قلت : وقد عرفتُ أن ذلك لم يثبت عن مجاهد, بل صح عنه ما يخالفه كما تقدم. و ما عزاه للدارقطني لا يصح اسناده كما بيناه في الأحاديث الضعيفة”. انتهى
فيا لفضيحة المجسمة الذين يناقضون أنفسهم و زعمائهم و لا يعرفون ربهم الذي خلقهم.

3- نسبته الطواف لله
ذكر ابن القيم في كتابه المسمى: “زاد المعاد في هدي خير العباد” رواية من طريق عبد الرحمن بن عياش السَّمَعى الأنصارى، عن دَلْهم بن الأسود بن عبد الله ابن حاجب بن عامر بن المنتَفِق العقيل، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر ومما جاء في هده الرواية زعمهم أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ” تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ، ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُم، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحةُ، فَلَعَمْرُ إلهِكَ ما تَدَعُ عَلى ظَهّرِها شَيْئاً إلا مَاتَ، والمَلائِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ، فأَصْبَحَ رَبُّكَ عَزَّ وجَلَّ يَطُوفُ فى الأرْضِ”. انتهى

وقال ابن القيم: ” هذا حديث كبير جليل، تُنادى جلالتُه وفخامتُه وعظمتُه على أنه قد خرج مِن مِشكاة النُّبوة”. انتهى

ثم قال: ” وكذلك: “فأصبح ربك يطوفُ فى الأرضِ”، هو من صفات فعله، كقوله: “وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ” ، “هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ”، و”ينْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيا”، و “يَدْنُو عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَيُبَاهِى بِأَهْلِ المَوْقِفِ المَلائِكَةَ”، والكلام فى الجميع صراط واحد مستقيم، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تحريف ولا تعطيل.” انتهى

فاثبت هذا المجسم بزعمه صفة فعلية لله سبحانه وهي الطواف في الأرض. فجعل معبوده ساعة يطوف في الارض وساعة أخرى الارض على اصبعه و العياذ بالله كما هو معروف من معتقده الفاسد. وقد جعل ابن القيم يذكر بعض من روى هدا الأثر فقال: ” لا يُعرف- أي هذا الأثر – إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدنى، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزُّبَيْرى، وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان محتجٌ بهما فى الصحيح، احتجَّ بهما إمامُ أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخارى، ورواه أئمةُ أهل السُّـنَّة فى كتبهم، وتلقَّوْه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحدٌ منهم فيه، ولا فى أحد من رُواته. انتهى

ثم قال بعد ذلك: “وقال ابن مندة : روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني وعبدالله بن أحمد بن حنبل وغيرهما وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم أبو زرعة الرازي وأبو حاتم وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل ولم ينكره أحد ولم يتكلم في إسناده بل رووه على سبيل القبول والتسليم ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة هذا كلام أبي عبد الله بن مندة” . انتهـى

وقد رد كلامه الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة 6/ 736 حيث قال: “ثمَّ ذكر من رواه من الأئمَّة، ولم يعرِّج على الكلام على أحدٍ من رواته المجهولين، وبمثل ذاك الكلام الخِطابيِّ لا تُصحَّح الأحاديث”. انتهى

و قال ابن تيمية في كتابه المسمى منهاج السنَّة 2/ 633: “هذا الحديث الذي ذكره لم يَرْوِه أحدٌ لا بإسنادٍ صحيحٍ ولا ضعيفٍ ولا روى أحدٌ من أهل الحديث أنَّ الله تعالى ينزل ليلةَ الجمعة، ولا أنه ينزل ليلةَ الجمعة إلى الأرض، ولا أنه ينزل في شكل أمرد، بل لا يوجد في الآثار شيءٌ من هذا الهذيان، بل ولا في شيءٍ من الأحاديث الصحيحة أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: إنَّ الله ينزل إلى الأرض، وكلُّ حديثٍ رُوي فيه هذا فإنه موضوعٌ كذبٌ مثل حديث الجمل الأورق، وأنَّ الله ينزل عشيَّةَ عرفة فيعانق الركبانَ ويصافح المشاة، وحديثٍ آخَرَ أنه رأى ربَّه في الطواف، وحديثٍ آخر أنه رأى ربَّه في بطحاء مكَّة، وأمثال ذلك، فإنَّ هذه كلَّها أحاديث مكذوبةٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث”. انتهى

وليعلم أن الأثر ضعيف و لا يحتج به في العقائد ففي إسناده دلهم بن الأسود وجده وهما مجهولان: قال الحافظ فى “تهذيب التهذيب” 3/212 : قرأت بخط الذهبى فى ” الميزان ” : “لا يعرف دلهم بن الاسود”. انتهـى

و قال ابن أبي عاصم في السنة جزء 1 صحيفة 200: “لا يعرفان”. وقال ابن كثير في البداية والنهاية : “هذا حديث غريب جداً، والفاظه في بعضها نكارة”.
وقال الالباني في ظلال الجنة:” إسناده ضعيف”. انتهى

و قال محقق الكتاب شعيب الأرنؤوط : ” أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند 4/13-14 : وإسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن عياش السمعي، ودلهم بن الأسود”. انتهى المراد.
و ابن القيم لم ينسب الطواف لله في هذا الكتاب فحسب بل قال في كتابه الروح: “ومن لم يتسع بطانة لهذا فهو أضيق أن يتسع للإيمان بالنزول الإلهي إلى سماء الدنيا كل ليلة وهو فوق سماواته على عرشه لا يكون فوقه شيء البتة بل هو العالي على كل شيء وعلوه من لوازم ذاته وكذلك دنوه عشية عرفة من أهل الموقف وكذلك مجيئه يوم القيامة لمحاسبة خلقه وإشراق الأرض بنوره وكذلك مجيئه إلى الأرض حين دحاها وسواها ومدها وبسطها وهيأها لما يراد منها وكذلك مجيئه يوم القيامة حين يقبض من عليها ولا يبقى بها أحد كما قال النبي فأصبح ربك يطوف في الأرض وقد خلت عليه البلاد هذا وهو فوق سماواته على عرشه”. انتهى

نعوذ بالله من التشبيه و التجسيم و الالحاد.

4- مدحه للتصوف
قال ابن قيم الجوزية في كتابه” مدارج السالكين” :” والتصوف زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها “. انتهى
وقال أيضا: ” الدين كله خُلق فمن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في الدين وكذلك التصوف” .انتهى
وقال في كتابه “طريق الهجرتين” في الصحيفة 260 ما نصه:” ومنها أن هذا العلم – أي التصوف- هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد اشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة”. انتهى

و قال شيخ الوهابية المدعو ناصر الدين الألباني في احد أشرطة الهدى و النور في معرض كلامه على كتاب مدارج السالكين لابن القيم ما نصه: : لنا ملاحظات على الكتاب لما يحويه من أمور تخالف السنة ، و ذلك لقرب عهد الامام ابن القيم بالتصوف حين تأليفه الكتاب”. انتهى

5- قوله بفناء النار
لقد أثبت الحافظ الثقة تقي الدين السبكي على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم القول بفناء النار ورد عليهما برسالته المشهورة: “الاعتبار ببقاء الجنة والنار” .
والحافظ السبكي من معاصري ابن تيمية، وقد أشاد الحافظ العسقلاني برسالة السبكي وذلك في فتح الباري كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار.

وقد أثبت محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في “رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (ص111)، ومحمد بن أحمد السفاريني في “لوامع الأنوار البهية” اج2/235 ونعمان بن محمد الألوسي في “جلاء العينين في محاكمة الأحمدين” ص421 ومحمد رشيد رضا في مجلته المنار الجزء الأول والثاني ـ المجلد الثاني والعشرون، ومحمد ناصر الدين الألباني في تعليقه على كتاب “رفع الأستار” ص28 وغيرهم على ابن تيمية وابن القيم هذا القول الفاسد مع أن هؤلاء الخمسة من المتعصبين جدًّا لابن تيمية.

و قال عمر سليمان الاشقر الوهابي في كتابه الجنة و النار ما نصه: ” السابع: قول من قال: إن الله يخرج منها من يشاء، كما ورد في الاحاديث، ثم يبقيها شيئًا، ثم يفنيها، فإنه جعل لها امدًا تنتهي إليه. والقول الاخير مال إليه ابن تيمية كما ذهب إليه تلميذه ابن القيم”. وهنا أمور نحب بيانها:
الأول: أن هذا القول قول باطل وإن ذهب إليه علمان من أعلام الاسلام، فقد علمنا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أن حب الحق ينبغي أن يكون مقدما على حب الرجال، وأدلة بطلانه النصوص الكثيرة الدالة على خلود النار، وهي نصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وقد ذكرنا قول من نقل ا جماع على خلود النار.
الثاني: أنه لا يجوز بحال من الاحوال ذم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بسبب هذه المقالة، فقد كفرهما قوم، وفسقهما قوم بسبب ذلك “.انتهى

وليعلم أن اعتقاد المسلمين سلفهم وخلفهم أن النار لا تفنى وأن أهلها لا يخرجون منها، ولا خلاف بين أحد من المسلمين في هذه المسئلة، فهذه مسئلة إجماعية بل ذُكرت في القرءان الكريم في نحو ستين ءاية من الآيات البينات كقوله تعالى عن أهل النار في النار “خالدين فيها أبدًا” -سورة الأحزاب – وقوله تعالى “وما هم بخارجين من النار” -سورة البقرة – لذلك اتفق علماء الإسلام على تكفير من يقول بفناء النار، وممن نقل الإجماع على ذلك الإمام الحافظ تقي الدين السبكي.

بيان أن معنى قول العلماء عن الله أنه لا يزول، أي لا يتصف بالحركة و لا التغير

جاء في كتاب ” الرد على بشر المريسي” المنسوب للدارمي، قوله: ” معنى ” لا يزول ” لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان”. انتهى

وقوله الدارمي عن الله؛ “لا يزول، معناه الذي لا يفنى و لا يبيد ، لا أنه لا يتحرك و لا يزول من مكان إلى مكان”، غير مسلم به، فعبارة لا يزول وإن كانت تأتي بمعنى الذي لا يطرأ عليه الفناء، فمعناها أيضا الذي لا يتغير ولا يوصف بالحركة.

1- بيان أن عدم الزوال تفيد عدم التغير

الدليل أن معنى لا يزول، أي لا يتغير، ما قاله الإمام أبو الماتريدي في التوحيد ما نصه: ” وَقد بَينا أَن الله تَعَالَى إِذْ وصف بالْكلَام على تعاليه عَن إحتمال التَّغَيُّر والزوال فَمثله فِي صفة الْكَلَام وَالْفِعْل وَمَا ذكرت على أَن الله قد أضَاف المجئ إِلَى نَفسه ثمَّ لم يجب أَنه حدث بل صرف إِلَى الْوَجْه الَّذِي يحِق بالربوبية فَمثله الأول وَكَذَلِكَ وَجب صرف الْإِتْيَان إِلَى الْوَجْه الَّذِي يحِق بالربوبية لَا إِلَى مَا عرف بِهِ الْخلق من التَّغَيُّر والزوال فَمثله فِي حَقِيقَة الْفِعْل وَالْكَلَام على مَا قَالَ إِبْرَاهِيم {لَا أحب الآفلين} وَمن يكون على حَال ثمَّ على أُخْرَى فَهُوَ من الآفلين بالتحقيق وَالله أعلم”. انتهى

وقال أيضاً ما نصه: ” وَالله تَعَالَى لم يزل وَلَا يزَال بِلَا تغير وَلَا زَوَال وَلَا انْتِقَال من حَال إِلَى حَال وَلَا تحرّك وَلَا قَرَار إِذْ هُوَ وصف اخْتِلَاف الْأَحْوَال وَمن تخْتَلف الْأَحْوَال عَلَيْهِ فَهُوَ غير مفارق لَهَا وَمن لَا يُفَارق الْأَحْوَال وَهن أَحْدَاث فَيجب بهَا الْوَصْف بالإحداث وَفِي ذَلِك سُقُوط الوحدانية”. انتهى

وقال أبو القاسم الأصبهاني، المُلقب بقوام السنة ، في الحجة في بيان المحجة، ما نصه: “والخالق ذَاته تَعَالَى، وذاته كَانَت فِي الْأَزَل، فَلَو لم يكن خَالِقًا وَصَارَ خَالِقًا لزمَه التَّغَيُّر”. انتهى

بِقِوَامِ السُّنَّةِ

وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره، قال حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، أنا العَبّاسُ بْنُ الوَلِيدِ، ثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثَنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿فَلَمّا أفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾ ذُكِرَ لَنا أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ إبْراهِيمَ ﷺ بَعْدَما أراهُ اللَّهُ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ ﴿رَأى كَوْكَبًا قالَ هَذا رَبِّي فَلَمّا أفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾ عَلِمَ أنَّ رَبَّهُ دائِمٌ لا يَزُولُ”. انتهى

أي أن الذي يتغير ويتصف بالأفول أي الغياب، لا يصلح أن يكون إله.

وسند هذا الأثر كلهم ثقات إلا العباس بن الوليد، فهو صدوق.

و قال ابن جرير الطبري في تفسيره: ” حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: “فلما جن عليه الليل رأى كوكبًا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحبّ الآفلين”، علم أن ربّه دائم لا يزول”. انتهى

ورجل هذا السند كلهم ثقات.

2- بيان أن عدم الزوال تفيد عدم الاتصاف بالحركة

الدليل أن معنى لا يزول، تفيد عدم الاتصاف بالحركة، ما نقله الطبري في تفسيره، قال: ” حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن الأعمش عن أَبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: من أين جئت ؟ قال: من الشأم. قال: من لَقيتَ؟ قال: لقيتُ كعبًا. فقال: ما حدثك كعب ؟ قال: حدثني أن السماوات تدور على منكب ملك. قال: فصدقته أو كذبته ؟ قال: ما صدقته ولا كذبته. قال: لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها، وكذب كعب، إن الله يقول ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ).

حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: ذهب جُندَب البَجَلي إلى كعب الأحبار فقدم عليه ثم رجع فقال له عبد الله: حدثنا ما حدثك. فقال: حدثني أن السماء في قطب كقطب الرحا، والقطب عمود على منكب ملك. قال عبد الله: لوددت أنك افتديت رحلتك بمثل راحلتك، ثم قال: ما تنتكت اليهودية في قلب عبد فكادت أن تفارقه، ثم قال ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا ) كفى بها زوالا أن تدور”. انتهى

وبما أن الدوران هو حركة، فقد دلّ هذا الأثر أن الزوال هو حركة بلا شك ولا ارتياب.

وأخرج البخاري، في صحيحه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لَا تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ تَغْتَسِلُ مِنْهُ “. انتهى

فالدائم هنا أي الباقي على حاله، الذي لا يجري، أي لا يتحرك.

وهذا المعنى يعضده قول ابن عبد البر في التمهيد: ” قال الإمام مالك رضي الله عنه في حديث النزول في الثلث الأخير من الليل: ” ينزل أمره كل سحر، فأما هو عز وجل فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل، سبحانه لا إله إلا هو”. انتهى

فجعل عدم الزوال في مقابل النزول الذي يفيد ظاهره الحركة حتى يُعلم أن نزول الله ليس بانتقال من مكان إلى مكان أو هو حركة من فوق إلى أسفل.

راجع موثوقية تأويل الإمام مالك لحديث النزول:

https://www.facebook.com/share/16MDCLHVPD/

وهذا المعنى يعضده أيضا ما رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في الأسماء والصفات بسنده عن أبي العباس حيث قال: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، يَقُولُ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، وَعِنْدَهُ مَنْصُورُ بْنُ طَلْحَةَ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا يَعْقُوبَ، إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ فَقُلْتُ لَهُ: تُؤْمِنُ بِهِ؟ فَقَالَ طَاهِرٌ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ، مَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَسْأَلَهُ عَنْ مِثْلِ هَذَا؟ قَالَ إِسْحَاقُ: فَقُلْتُ لَهُ: إِذَا أَنْتَ لَمْ تُؤْمِنْ أَنَّ لَكَ رَبًّا يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، لَسْتَ تَحْتَاجُ أَنْ تَسْأَلَنِيَ. قُلْتُ: فَقَدْ بَيَّنَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ فِي هَذِهِ الْحِكَايَةِ أَنَّ النُّزُولَ عِنْدَهُ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ، ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ يَجْعَلُهُ نُزُولًا بِلَا كَيْفٍ، وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ لَا يَعْتَقِدُ فِيهِ الِانْتِقَالَ وَالزَّوَالَ. انتهى

ويشهد له ما رواه الإمام أبو عبد الحاكم في الروض الباسم، بسنده عن أبي محمد المزني أنه قال ما نصه: ” حديث النزول قد ثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من وجوه صحيحة، وورد في التنزيل ما يصدقه، وهو قوله-عز وجل-: ” وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا” -الفجر: 22-، والنزول والمجيء صفتان منفيتان من صفات الله -عز وجل- من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال، بل هما صفتان من صفات الله -عز وجل- بلا تشبيه، جل الله عما تقول المعطلة بصفاته والمشبّهة بها علوّاً كبيراً”. انتهى

و قد صرّح الإمام الطبري بنفي الزوال والانتقال في أكثر من موضع من كتبه، فقال في تاريخه : “الحمد لله الأول قبل كل أول، والآخر بعد كل آخر، والدائم بلا زوال، والقائم على كل شيء بغير انتقال…..) انتهى

وقال في تفسير الاستواء ما نصه: ” كذلك فقُلْ: علا عليها علوّ مُلْك وسُلْطان، لا علوّ انتقال وزَوال “. انتهى

كذلك نُقل عن المنذر بن سعيد البلوطي، أنه قال في تأويل المجيء ما نصه: “معناه ظهر سبحانه للخلق هنالك وليس بمجيء نقلة”. انتهى

كما في البحر المحيط، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، و روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني.

وقد أكّد كبار علماء الحنابلة أن الله منزه عن الزوال بمعنى أنه لا يفنى ولا يتغير و لا يوصف بالحركة، مثل الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي. ففي مقدمة كتابه عن محنة الإمام أحمد، ذكر تنزيه الله عن الكيف والزوال.

ثبوت تأويل الإمام مالك لحديث النزول – الجزء الأول-

لقد ثبت عن الامام مالك رضي الله عنه أنه تأول حديث النزول بنزول الرحمة كما ذكر ذلك الامام النووي في شرحه على صحيح مسلم حيث قال : ” والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي على أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره، معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره، والثاني: أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف.” انتهى كلام النووي

و قال الإمام المقرئ أبو عمرو الداني المالكي المتوفى سنة 444 هجري في الرسالة الوافية صحيفة 23 – طبعة دار البصيرة – في معرض كلامه عن حديث النزول ما نصه: ” بلا حد و لا تكييف ولا وُصف بانتقال و لازوال. وقال بعض أصحابنا: ينزل أمره تبارك و تعالى. و احتج بقوله عز و جل: ” الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن” – الطلاق 12 – و كذا رُوي عن حبيب عن مالك بن أنس رحمه الله”. انتهى

وقال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد: “وقد روى محمد بن الجَبُّلي ، وكان من ثقات المسلمين بالقيروان قال : “حدثنا جامع بن سوادة بمصر ، قال حدثنا مطرف عن مالك بن أنس أنه سئل عن الحديث : عن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا فقال مالك : ينزل أمره ، وقد يحتمل أن يكون كما قال مالكٌ -رحمه الله- على معنى أنه تتنزَّل رحمتُه وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك مِن أمره أي: أكثرُ ما يكون ذلك في ذلك الوقت واللهُ أعلم”. انتهى

وهذا الأثر صحيح الاسناد عن الامام مالك، فقد نقله محمد بن علي الجبلي القيرواني عن أبي سليمان جامع بن سوادة المصري عن مطرف بن عبد الله تلميذ مالك.
و ترجمة هؤلاء كالآتي:
– محمد بن علي الجبلي: ثقة. قال ابن عبد البر في التمهيد: “وكان من ثقات المسلمين بالقيروان”. انتهى
وهو غير الشاعر محمد بن علي البغدادي، المعروف بالجبلي، الذي ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخه وابن حجر في لسان الميزان، و قالا عنه أنه كان رافضيا.

قال الخطيب البغدادي في تاريخه 4/170 برقم 1362 – طبعة الغرب الإسلامي- ما نصه: “محمد بن على بن محمد بن إبراهيم أبو الخطاب الشاعر المعروف بالجبلي كان من أهل الأدب حسن الشعر فصيح القول مليح النظم سافر في حداثته إلى الشام فسمع بدمشق من أبى الحسين المعروف بأخي تبوك ثم عاد إلى بغداد وقد كفَّ بصره فأقام بها إلى حين وفاته سمعت منه الحديث وعلقت عنه مقطعات من شعره وقيل انه كان رافضياً شديد الرفض”.انتهـى

فهذا الشاعر لم يرو الحديث لا في القيروان و لا في مصر و لا ذهب إليها قطّ كما قال الخطيب البغدادي. فعُلم انه غير الفقيه القيرواني. وزيادة على ذلك فقد نقل الخطيب هذه الرواية بأسلوب التمريض: “قيل” كما هو مذكور ، وأكد ذلك الحافظ ابن حجر فقال في لسان الميزان 5/303 : “ولفظ الخطيب :” قيل : إنه كان رافضيا شديد الرفض” ، وكان ضريرا مات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربع مائة” . انتهى

فالفقيه محمد بن علي الجبلي القيرواني هو ثقة كما نص على ذلك الحافظ ابن عبد البر الذي هو أعلم بفقهاء المغرب من غيره من المشارقة.

– جامع بن سوادة : هو أبو سليمان جامع بن سوادة الأزدي المصري .ذكره المزي في ترتيب الكمال و أبو سعيد خلف بن أبي القاسم القيرواني في التهذيب في اختصار المدونة وابن عساكر في تاريخ دمشق و سكتوا عنه و لم يتناولوه لا بجرح و لا تعديل.
لكن يشهد لكونه من الثقات أن الحافظ السيوطي أورد في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة حديث “الْإيِمَان يزيد وينقص” من طريق الحافظ الحسين الجورقاني المتوفى سنة 543 هجري و في سنده جامع بْن سوادة. ثم قَالَ الجوزقاني : هذا حديث حسن غريب
و هذا دليل على أن جامع بن سوادة لم يكن وضاعا و لا كذابا و لا مجهولا كما زعم بعض المجسمة، و الرواية من طريقه ليست ضعيفة و لا موضوعة. وهو حسن الحديث عند الجوزقاني و لم يعترض عليه السيوطي في ذلك.
و ابنُ عبد البرِّ لم ينكر تأويل الإمام مالك بل ختم كلامه بقوله: “وقد يحتمل أن يكون كما قال مالكٌ – رحمه الله- على معنى أنه تتنزَّل رحمتُه وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك مِن أمره أي: أكثرُ ما يكون ذلك في ذلك الوقت، والله أعلم”. انتهى

و أبو سعيد خلف بن أبي القاسم القيرواني البراذعي قد ذكر جامع ابن سوادة في التهذيب عند ترجمته لمطرف بن عبد الله . و أما ابن عساكر فقد ذكره في تاريخ دمشق عند ترجمة ابراهيم بن بكر أبو الأصبع البجلي، ونص عبارته :”ابراهيم بن بكر أبو الأصبع البجلي: أَخُو بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ. حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ : ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ ، وإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الشَّامِيِّ. رَوَى عَنْهُ : أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَرْقِيِّ ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ الْمِصْرِيَّانِ”. انتهى

وليعلم أن أبا سليمان جامع بن سوادة الأزدي هو غير جامع بن سوادة الحمزاوي الذي عدَّه ابن الجوزيِّ مِن جملة المجاهيل و ليس هو الذي نقل ابن حجرٍ تضعيفَ الدارقطنيِّ له، و ليس هو أيضا الذي أورد له الذهبيُّ في الميزان حديثًا موضوعًا في الجمع بين الزوجين، وضعّف بسببه حديث: “آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة.

قال ابن الجوزي في الموضوعات: “أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمد الفقيه حدثني جامع بن سوادة الحمزاوي حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وابن عباس قالا:” آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخطب غيرها حتى خرج من الدنيا فقال: من مشى في تزويج بين اثنين حتى يجمع الله عز وجل أعطاه الله عز وجل بكل خطوة وبكل كلمة تكلم في ذلك عبادة
سنة، ” الحديث”. انتهى
ثم قال: “هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.وجامع بن سوادة مجهول”. انتهى

وقد أورد السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، تحت كتاب الإيمان برقم 91 . حديثا من طريق جامع بن سوادة ونص عبارته: “وقال الجوزقاني (الحافظ) : أَنْبَأنَا أَبُو يعقوب يوسف بْن أَحْمَد بْن علي التاجر ، أَنْبَأنَا أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عَبْد الله بْن منده ، أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن الأنصاري ، حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر ، حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سراج ، حَدَّثَنَا جامع بْن سوادة ، حَدَّثَنَا مطرف بْن عَبْد الله ، حَدَّثَنَا نافع بْن أَبِي نُعَيْم ، حدَّثَنِي الأعرج ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” الْإيِمَان يزيد وينقص ” . قَالَ الجوزقاني : هذا حديث حسن غريب ، تفرد بِهِ عَن الأعرج نافع . وقال ابن معين : هُوَ ثقة ، وتفرد عَن نافع مطرف . وقال أَبُو حاتِم الرازي : هُوَ صدوق”. انتهى

فقول الجوزقاني : هذا حديث حسن غريب دليل على أن جامع بن سوادة لم يكن مجهولا بالنسبة له.
و أما علي بن سراج المصري الذي يروي عن جامع بن سوادة
فقد قال عنه الدارقطني :” كان يحفظ الحديث”.
وقال عنه الذهبي في لسان الميزان: “حافظ متأخر متقن”.
فمع كونه كان يشرب المسكر، فلم يتهمه علماء الجرح و التعديل بالضعف و عدم الأمانة أو الوضع بل ذكر الذهبي أنه متقن.

و مما يؤكد انه غير جامع بن سوادة الحمزاوي أن السيوطي قال في نفس الكتاب، تحت باب النكاح – رقم الحديث 1717 – ما نصه: “أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر ، أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن قريش ، أَنْبَأَنا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر البرمكي ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الفقيه ، حَدَّثَنِي جامع بْن سوادة الحمزاوي ، حَدَّثَنَا آدم بْن أَبِي إياس ، حَدَّثَنَا ابْن أبي ذئب ، عَنِ الزُّهْرِيّ بْن أَبِي سَلَمَة ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَا : آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْطُبْ غَيْرَهَا حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا ، فَقَالَ : ” مَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ ، وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِذَلِكَ ، عِبَادَةَ سَنَةٍ ، صِيَامَ نَهَارِهَا وَقِيَامَ لَيْلِهَا . وَمَنْ مَشَى فِي تَفْرِيقٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَ رَأْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَلْفِ صَخْرَةٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ” . مَوْضُوع ، جامع مجهول . قلت : قَالَ الحافظ بْن حُجْر فِي اللسان ، وعلي بْن مُحَمَّد الراوي ، عَنْهُ : ما عرفته ، واللَّه أَعْلَم”. انتهى .

فحكم على الرواية هنا بالوضع، فعُلم ان جامع بن سوادة الذي يروي عن مطرف هو غير جامع الحمزاوي الذي جرحه علماء الحديث و الحفاظ

– مُطرّف بنِ عبد الله المدنيّ : هو أبو مصعب وقيل: أبو عبدالله مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان بن يسار الهلالي، مولى ميمونة أم المؤمنين زوج النبي عليه الصلاة و السلام. ابن أخت الإمام مالك. ولد: سنة سبع وثلاثين ومائة، وقيل: سنة تسع وثلاثين. صحب مالكاً سبع عشرة سنة.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم بن المقدر والذهلي ويعقوب بن شيبة والبخاري، وخرج عنه في صحيحه.
قال الشيرازي: تفقه بمالك، وعبد العزيز ابن الماجشون وابن أبي حازم وابن دينار وابن كنانة والمغيرة.

وثقه الدار قطني. ووثقه القاضي عياض في ترتيب المدارك.
قال ابن معين: مطرف ثقة. قال ابن وضاح: هو عنده ارجح من ابن أبي أويس.
قال الكوفي هو ثقة.
قال أبو حاتم الرازي: صدوق.
و قال : مطرف أحب إلي من إسماعيل بن أبي أويس
و جاء في تهذيب التهذيب: ذكره ابن عدي في الكامل و قال يأتي بمناكير ثم ساق أحاديث بواطل من رواية أحمد بن داود بن أبي صالح الحراني عنه و أحمد كذبه الدارقطني و الذنب له فيها لا لمطرف وقال ابن سعد كان ثقة” انتهى
قال أحمد بن حنبل: كانوا يقدمونه على أصحاب مالك.
توفي سنة 220 هجري

راجع أيضا الرابط التالي:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1363347877077288&id=194651207280300&mibextid=Nif5oz

وبهذا يبطل ما قاله ابن تيمية في الفتاوى حيث قال عن رواية تأويل الإمام مالك لحديث النزول: ورُويت من طريق أخرى – يقصد رواية مطرف – ذكرها ابن عبد البر وفي إسنادها من لا نعرفه “.انتهـى.


October 22, 2017
 ·

حال عثمان الدارمي عند الألباني و الذهبي

قال الذهبي عن كتاب الدارمي : “فيه بحوث عجيبة مع المريسي، يبالغ فيها في الإثبات، والسكوت عنها أشبه بمنهج السلف في القديم والحديث”. انتهى

وجاء في التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل – للمعلمي اليماني الطبعة الثانية مع تخريجات وتعليقات الألباني، ما نصه: “قال الأستاذ ــ يعني الكوثري ــ : «صاحب (النقض) مجسم مكشوف الأمر يعادي أئمة التنزيه، ويصرح بإثبات القيام والقعود والحركة والثقل والاستقرار المكاني والحد ونحو ذلك لله تعالى، ومثله يكون جاهلاً بالله سبحانه، بعيداً عن أن تقبل روايته».

أقول – أي المعلمي- : كان الدارمي من أئمة السنة الذين يصدقون الله تعالى في كل ما أخبر به عن نفسه ويصدقون رسوله في كل ما أخبر به عن ربه بدون تكييف ومع إثبات انه سبحانه ليس كمثله شيء، وذلك الإيمان وإن سمَّاه المكذبون جهلاً وتجسيماً”. انتهى

فقال الألباني في في تعليقه على كتاب الدارمي: لا شك في حفظ الدارمي وإمامته في السنة؛ ولكن يبدو من كتابه الرد على المريسي أنه مغالٍ في الإثبات فقد ذكر فيه ما عزاه الكوثري إليه من القعود والحركة والثقل وذلك مما لم يرد به حديث صحيح وصفاته تعالى توقيفية، فلا تثبت له صفة بطريق اللزوم مثلا كأن يقال : يلزم من ثبوت مجيئه تعالى ونزوله ثبوت الحركة ، فإن هذا إن صح بالنسبة للمخلوق فالله ليس كمثله شيء فتأمل “. انتهت حاشية الألباني.

فانظر ان المعلمي اليماني اعتبر إثبات القيام، والقعود، والحركة، والثقل، والاستقرار المكاني، والحدّ، ونحو ذلك لله تعالى هو الإيمان، وإن سمَّاه المكذبون جهلاً وتجسيماً، واعتبار الألباني لذلك غلوا في الاثبات.

https://lata2ef.blog/2025/08/25/%d8%ad%d8%a7%d9%84-%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d8%b1%d9%85%d9%8a-%d8%b9%d9%86%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%84%d8%a8%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%87%d8%a8/

https://lata2ef.blog/2025/08/13/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d9%85%d8%b9%d9%86%d9%89-%d9%82%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a3%d9%86%d9%87-%d9%84%d8%a7/