استعارة اليمين والشمال للتعبير عن الملك
قال نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد : باب منه في فضل القرآن ، ومن قرأه . عن بريدة قال : كنت جالسا عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فسمعته يقول : ” تعلموا البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة ” . قال : ثم سكت ساعة ، ثم قال : ” تعلموا البقرة ، وآل عمران ، فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة ، كأنهما غمامتان ، أو غيابتان ، أو فرقان من طير صواف . وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول : هل تعرفني ؟ فيقول : ما أعرفك ، فيقول : أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر ، وأسهرت ليلك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجارة . فيعطى الملك بيمينه ، والخلد بشماله ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن . ثم يقال : اقرأ ، واصعد في درج الجنة ، وغرفها . فهو في صعود ما دام يقرأ حدرا كان أو ترتيلا ” . قلت : روى ابن ماجه منه طرفا . رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر : ” (س) وَفِي حَدِيثِ صَاحِبِ الْقُرْآنِ «يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بِشماله» أَيْ يُجْعلان فِي مَلَكَتِه. فاسْتَعار اليَمين والشِّمال؛ لِأَنَّ الأخْذَ والقَبْضَ بِهِمَا. ” انتهى
قال الأزهري في تهذيب اللغة : :” وَفِي الحَدِيث: أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الْقُرْآن فَقَالَ: ” يُعْطَى صاحبُه يَوْم الْقِيَامَة المُلْكَ بِيَمِينِهِ، والخُلَد بِشمَالِهِ” ، لم يرد بِهِ أَن شَيْئا يوضع فِي يَمِينه وَلَا فِي شِمَاله، وَإِنَّمَا أَرَادَ أنَّ الملكَ والخُلْد يُجْعلان لَهُ، وكلُّ من جُعِلَ لَهُ شَيْء فملكه فقد جُعل فِي يَده وقبضته، وَمِنْه قيل: الأمْرُ فِي يَدِكَ، أَي فِي قَبْضَتِكَ، وَمِنْه قَول الله: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ} (آل عمرَان: 26) أَي هُوَ لَهُ وَإِلَيْهِ. وَقَالَ الله جلّ وعزَّ: {الَّذِى بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (الْبَقَرَة: 237) يُراد بِهِ الْوَلِيّ الَّذِي إِلَيْهِ عَقدُه، وَأَرَادَ الزوجَ الْمَالِك لنكاح المرْأَة “. انتهى
الأحاديث مشكّلة:
– اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ.
أخرجه مسلم (804)، وأحمد (22193) واللفظ له
اقْرَؤُوا القُرآنَ؛ فإنَّه يأتي شافِعًا لأصحابِه، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَينِ: البَقَرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يأتيانِ يَومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامَتانِ أو غَيايَتانِ أو فِرقانِ من طَيرٍ صَوافَّ تُحاجَّانِ عن صاحِبِهما، اقْرَؤُوا البَقَرةَ؛ فإنَّ أخذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسرَةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلَةُ.
أخرجه مسلم (804)، وأحمد (22267)، والطبراني (8/138) (7542)، والبغوي في ((شرح السنة)) (1193) واللفظ له.
كُنتُ جالسًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فسَمِعتُه يقولُ: تَعلَّموا سورةَ البَقَرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بَرَكةٌ، وتَرْكَها حَسْرةٌ، ولا يَستَطيعُها البَطَلةُ. قال: ثم سَكَتَ ساعةً، ثم قال: تَعلَّموا سورةَ البَقَرةِ وآلِ عِمْرانَ؛ فإنَّهما الزَّهْراوانِ يُظِلَّانِ صاحِبَهما يَومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامَتانِ، أو غَيايَتانِ، أو فِرْقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ، وإنَّ القُرآنَ يَلْقى صاحِبَه يَومَ القيامةِ حين يَنشَقُّ عنه قَبرُه كالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فيقولُ له: هل تَعرِفُني؟ فيقولُ: ما أعرِفُكَ، فيقولُ: أنا صاحِبُكَ القُرآنُ الذي أظْمأتُكَ في الهَواجِرِ، وأسْهَرتُ لَيْلَكَ، وإنَّ كُلَّ تاجِرٍ مِن وَراءِ تِجارَتِه، وإنَّك اليَومَ مِن وَراءِ كُلِّ تِجارٍة، فيُعْطى المُلْكَ بيَمينِه، والخُلْدَ بشِمالِه، ويُوضَعُ على رَأسِه تاجُ الوَقارِ، ويُكْسى والِداهُ حُلَّتينِ لا يُقوَّمُ لهما أهْلُ الدُّنيا، فيقولانِ: بِمَ كُسِينا هذا؟ فيُقال: بأخْذِ وَلَدِكما القُرآنَ، ثم يُقالُ له: اقْرَأْ واصْعَدْ في دَرَجِ الجَنَّةِ وغُرَفِها، فهو في صُعودٍ ما دامَ يَقرَأُ؛ هذًّا كان أو تَرتيلًا.
أخرجه أحمد (22950) واللفظ له، والدارمي (3391) باختلاف يسير، والبزار (4421) مختصراً


