اللهُ تَعَالَى أَمَرَنَا بِحُبِّ وَتَعْظِيمِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي القُرْآنِ، قَالَ تَعَالَى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

اللهُ تَعَالَى أَمَرَنَا بِحُبِّ وَتَعْظِيمِ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي القُرْآنِ، قَالَ تَعَالَى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

هُوَ لَمْ يَرِدْ فِي الشَّرْعِ خُصُوصِيَّةٌ مِنْ حَيْثُ الثَّوَابُ لِمَنْ عَمِلَ الْمَوْلِدَ، لِأَنَّنَا كَمَا اتَّفَقْنَا قَبْلَ قَلِيلٍ، بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ الَّتِي تُفْعَلُ لَمْ يَكُنْ مَعْهُودًا زَمَانَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. لَكِنْ لَا شَكَّ أَنَّ لَهُمْ ثَوَابًا عَلَى مَا فَعَلُوا لِأَجْلِ أَنَّ الْبَاعِثَ وَالْحَامِلَ عَلَى الِاحْتِفَالِ بِوِلَادَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هُوَ حُبُّهُمْ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ وَتَعْظِيمُهُمْ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَلَا شَكَّ أَنَّ حُبَّهُ وَتَعْظِيمَهُ أَمْرَانِ أَمَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمَا فِي القُرْآنِ.

يَقُولُ رَبُّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وَ”التَّعْزِيرُ” فِي هَذِهِ الْآيَةِ، الَّذِي هُوَ وَصْفٌ لِلْمُفْلِحِينَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هُوَ التَّعْظِيمُ وَالتَّوْقِيرُ وَالِاحْتِرَامُ وَالْإِجْلَالُ.

 وَلَا شَكَّ أَنَّ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى الِاحْتِفَالِ بِوِلَادَةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ هُوَ حُبُّهُمْ لَهُ وَتَعْظِيمُهُمْ لَهُ بِذِكْرِ خَصَائِلِهِ وَشَمَائِلِهِ وَأَخْلَاقِهِ وَسِيرَتِهِ، وَهَذَا شَيْءٌ لَا يُنْكِرُهُ إِلَّا إِنْسَانٌ لَا يَعْرِفُ أُصُولَ الْفِقْهِ وَلَا قَوَاعِدَ الشَّرِيعَةِ.