ذكرَ الإمامُ الطُّرطوشي في كتابه “سراج الملوك” أنَّه طلب في القرآن معنى ما يتناقله النَّاس في قولهم: “أعمَالكُم عمَّالكم، كما تكونوا يُوَلَّى عَلَيكُم”؛ إلى أن ظفر به في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} [الأنعام: 129].
وذكر الإمام أيضاً أنَّ عبيدةَ السَّلماني قال لسيِّدنا علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين ما بال أبي بكر وعُمرَ انطاعَ النَّاس لهما، والدُّنيا عليهما أضيَق مِن شِبر؛ فاتَّسَعت عليهما، ووُلِّيت أنتَ وعُثمانَ الخِلافةَ ولم يَنطاعوا لكما، وقدِ اتَّسَعت فصارت عليكما أضيَق من شِبر؟! فقال: لأنَّ رَعِيَّة أبي بكر وعُمرَ كانوا مِثلي ومِثل عُثمانَ، ورَعِيَّتي أنا اليوم مثلك وشبهك!
فكيف يصلح أمرُنا إذا لَم نُدرك بعدُ سُنَّة الله في الرَّاعي والرَّعِيَّة! فهلَّا سأل كلّ واحد مِنَّا نفسه: ماذا قدَّم لنفسه ولأهله وذُرِّيَّته، وللإسلام والمسلمين، حتَّى يمكِّن تعالى لدينه أوَّلًا في دولة نفسه وأهله، فالأقرب فالأقرب، إلى دولة الحكم؟
