- بيان حال رجال سند كتاب الفقه الأبسط لأبي حنيفة
- كتاب الوصية لأبي حنيفة النعمان
- مخالفة الإمام أبي حنيفة للمعتزلة
بيان حال رجال سند كتاب الفقه الأبسط لأبي حنيفة
ونقض طعون عبد العزيز الحميدي في كتابه ” براءة الأئمة الأربعة من مسائل المتكلمين المبتدعة” ومحمد الخميس في كتابه “أصول الدين عن الإمام أبي حنيفة “
كتاب الفقه الأبسط لأبي حنيفة هو كتاب مشهور عنه، نقل منه كبار الحنفية نصوصا كثيرة منه في كتبهم.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/JjPTNyJa8hQCVQ4c/
والنسخة الخطية لهذا الكتاب هي رواية: “الإِمَام أَبُو بكر بن مُحَمَّد الكاساني عَن أبي بكر عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن احْمَد السَّمرقَنْدِي، قَالَ أخبرنَا أَبُو الْمعِين مَيْمُون بن مُحَمَّد بن مَكْحُول النَّسَفِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن على الكاشغري الملقب بِالْفَضْلِ قَالَ أخبرنَا ابو مَالك نصران بن نصر الْخُتلِي عَن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد الغزال عَن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْفَارِسِي حَدثنَا نصير بن يحيى الْفَقِيه قَالَ سَمِعت أَبَا مُطِيع الحكم بن عبد الله الْبَلْخِي يَقُول….”
وترجمة هؤلاء الأئمة كالتالي:
1- الإِمَام أَبُو بكر بن مُحَمَّد الكاساني:
هو أحد كبار فقهاء الحنفية في عصره، لقب بملك علماء الحديث، ومدرّس المدارس الحنفية بحلب والرقة، وهو صاحب أعظم كتاب في فقه الحنفية وعنوانه ” بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع”.
2- أبو بكر عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن احْمَد السَّمرقَنْدِي:
هو فقيه وأصولي من كبار علماء المذهب الحنفي. أقام في حلب فترة من الزمن، واشتهر بكتابه تحفة الفقهاء الذي شرحه الكاساني في كتابه بدائع الصنائع.
3- أَبُو الْمعِين مَيْمُون بن مُحَمَّد بن مَكْحُول النَّسَفِيّ:
قال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام: «الإمام، الزاهد، أبو المعين المكحولي، النسفي رضي الله عنه. قال عمر بن محمد النسفي في كتاب القند: هو أستاذي، كان بسمرقند مدة، وسكن بخارى، يغترف علماء الشرق والغرب من بحاره، ويستضيئون بأنواره. توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة، وعمره سبعون سنة. قلت: روى عنه شيخ الإسلام محمود بن أحمد الشاغرجي، وعبد الرشيد بن أبي حنيفة الوالجي”. انتهى
وهؤلاء الثلاثة هم من عظماء المذهب الحنفي. ومكانتهم مرموقة في العلم والإمامة.
4-أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن علي الكاشغري المتوفى بعد سنة 484 هجري
قال الذهبي: ” وكان بكاء خائفا واعظا، لا يخاف في الله لومة لائم”. انتهى
قال السمعاني: “قرأت فهرست مصنفاته، وهي في التفسير والفقه والرقائق وغيرها، تزيد على مائة وعشرين مصنفا”. انتهى
ألف رحمه الله كتاب المقنع في تفسير القرٱن، وكتاب الورع وكتاب الزهد.
قال مترجموه: «أكثر حديثه مناكير»، وهذا لا يدل أنه كان كذابا أو يتعمد الكذب، فليس بين أيدينا كتبه حتى نقف على ان علة تلك المناكير هو الكاشغري او غيره، ولم يفصح واحد من العلماء عن تلك الاكاذيب.
قال ابن النجار: “كان شيخا صالحا متدينا إلا أنه كتب الغرائب وقد ضعفوه واتهموه بالوضع”. انتهى
وابن النجار هنا لم يذكر من ضعفه ولا من اتهمه بالوضع، والا فليس كل من اتهم بالكذب فهو كاذب اذا لم يثبت كذبه بدليل قطعي.
فالرجل ألف الكتب والتصانيف في المذهب الحنفي، وجاء في ترجمته أنه تاب على يده خلق كثير.
وليعلم أن الطعن في حديث الراوي لا يقتضي الطعن في مروياته للكتب، فكم من عالم له الأسبقية في فن من الفنون وهو ضعيف في الحديث، كبعض أئمة القراءات القرٱنية: هم حجة في القراءات، و مع ذلك مروياتهم الحديثية فيها مناكير.
5- ابو مَالك نصران بن نصر الْخُتلِي: ذكره الذهبي في المشتبه في أسماء الرجال، وقال عنه: “أبو مالك نصران بن نصر الختلي، روى الفقه الأكبر عن علي بن الحسين الغزّال وعنه أبو عبد الله الحسين الكاشغري”. انتهى
فهنا الذهبي ذكر أبا مالك بأهم ميزة تميزه عن الذين نسبتهم الختلي وهي روايته للفقه الأكبر، مما يدل أن الرجل كان مشهورا بروايته لكتاب الفقه الأكبر.
6- عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد الغزال: ذكره الذهبي في المشتبه بأنه أحد رواة الفقه الأكبر ومن الذين أخذ عنهم أبو عبد الله الحسين الكاشغري”. انتهى
قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني في التبصير : “وكتاب الفقه الأكبر الذي أخبرنا به الثقة بطريق معتمد وإسناد صحيح عن نصير بن يحيى عن أبي حنيفة”. انتهى
فالاسفرايني هنا اعتبر ان السند الذي يروي به الفقه الأكبر عن نصير بن يحيى هو سند معتمد واسناد صحيح.
ولما كان السند المروي عن نصير بن يحيى ورد من طريق علي بن الحسن الغزال عن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْفَارِسِي، علم أن الرجل صحيح الرواية لا مطعن فيه.
7- أبو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْفَارِسِي: من فقهاء بلخ ومحدثيها. له مسائل في الفتاوى التاتارخنية، وهو أحد رواة الفقه الأكبر كما في كتاب القند في ذكر علماء سمرقند.
جاء في كتاب” مشايخ بلخ من الحنفية وما انفردوا به من المسائل الفقهية” “ثقة سمع منه الأكابر”، وهذا ذكره أيضا الخليلي في ارشاده
8- نصير بن يحيى المتوفى سنة 268 هجري:
تفقه رحمه الاه على أبي سليمان الجوزجاني من أكبر أصحاب أصحاب أبي حنيفة.
ذكره الحافظ عبد القادر القرشي في “الجواهر”، وقال: اجتمع بأحمد بن حنبل، وبحث معه. روى عنه محمد بن محمد بن سلام.
كما ذكره اللكنوي أيضا في الفوائد البهية.
قال مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء: “ومن مشايخ الماتريدي نصير بن يحيى البلخي، ويقال: نصر بكرا، مات سنة ثمان وستين ومئتين”. انتهى
9- أَبو مُطِيع الحكم بن عبد الله الْبَلْخِي: ما قيل في أبي مطيع البلخي فهو خلط لمذهب الفقهاء بمذهب المحدثين، و أبو مطيع إمام معتبر في المذهب وكان الإمام ابن المبارك يجلُّه، وكان مالك يثني عليه أيضا.
راجع الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/p/ByZN2U7HHgRB5b3X/
والا فبنفس منطق الطاعنين في ابي مطيع، فإنه لا ينبغي أن تؤخذ القراءات عن حفص بن سليمان الأسدي ولا عن عاصم لأن المحدثين طعنوا فيهما أيضا.
وفرق شاسع بين انصاف المحدثين وعبث العابثين بتراجم الرجال:
قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب عن حفص بن سليمان الأسدي:” متروك الحديث مع إمامته في القراءة”. انتهى
وقال الذهبي في ميزان الإعتدال عن عاصم :” وكان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق”. انتهى
وهكذا يقال عن أبي مطيع: هو إمام في الفقه الحنفي وحجة في ما يرويه عن أبي حنيفة، متروك الحديث، واه فيه.
سلسلة الانتصار لأبي حنيفة
https://www.facebook.com/share/p/HzFbyZyKYhDzyfuJ/
كتاب الوصية لأبي حنيفة النعمان
1- ذكر سند كتاب الوصية
جاء ذكر إسناد كتاب «الوصية» في أول نسخة خطية محفوظة بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنوَّرة تحت رقم 234.
والكتاب من رواية مصطفى عاشر بإسناده إلى قوام الدين أمير كاتب بن أمير عمر الإتقاني صاحب «غاية البيان»، عن مفتي الأنام حسام الدين حسين بن علي بن الحجاج السِّغْناقي، عن الإمام حافظ الدين محمد بن محمد بن نصر البخاري، عن شمس الأئمة محمد بن عبد الستار بن محمد الكردري، عن الإمام الهمام برهان الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الرشداني المرغيناني صاحب «الهداية»، عن الإمام ضياء الدين محمد بن الحسين النوسوخي، عن الإمام علاء الدين أبي بكر محمد بن أحمد السمرقندي، عن الإمام سيف الحق أبي المعين ميمون بن محمد بن محمد المكحولي النسفي، عن الإمام أبي طاهر محمد بن المهدي الحسيني، عن الإمام أبي يعقوب إسحاق ابن منصور السياري، عن الإمام أبي الفضل أحمد بن علي السليماني، عن الإمام أبي سعيد حاتم بن عقيل الجوهري، عن الإمام محمد بن سماعة التميمي، عن الإمام أبي يوسف يعقوب الأنصاري، عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه.
و تراجم رجال هذا الإسناد:
– حسام الدين السِّغناقي: هو الحسين بن علي بن الحجاج السِّغناقي، علامة فاضل فقيه جدلي نحوي، صاحب المصنفات الجليلة، مثل «شرح الهداية» و «شرح أصول البزدوي» و «شرح التمهيد» للنسفي وغيرها، توفي سنة 710 هجري.
– محمد بن محمد بن نصر البخاري: هو حافظ الدين أبو الفضل محمد بن محمد البخاري، الحافظ الثقة المتقن المُحقِّق المعروف بالرواية وجَودة السَّماع، تفقَّه على محمد بن عبد الستار الكردري وغيره، وأخذ عنه حسام الدين السِّغناقي وغيره، توفي سنة 693 هجري.
– محمد بن عبد الستار الكردري: هو شمس الأئمة محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي الكردري البراتقيني، الإمام البارع فقيه المشرق، تفقَّه على برهان الدين المرغيناني وقاضي خان وغيرهما، وتفقَّه عليه جماعةٌ منهم حافظ الدين البخاري، توفي سنة 642 هجري.
– برهان الدين المَرْغِيناني: هو أبو الحسن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الرشداني الفرغاني المرغيناني، العلامة المحقق صاحب «الهداية»، تفقَّه على جماعة منهم الإمام نجم الدين أبو حفص عمر بن محمد النسفي، وفاق شيوخه وأقرانه، وتفقَّه عليه الجمُّ الغفير، وممن انتفع به كثيراً وتخرَّج به وروى «الهداية» للناس عنه شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردري، توفي سنة 593 هجري.
– محمد بن الحسين النوسوخي: هو ضياء الدين محمد بن الحسين بن ناصر بن عبد العزيز النوسوخي، تفقَّه على الإمام علاء الدين أبي بكر محمد ابن أحمد السمرقندي مصنف «تحفة الفقهاء» شيخ الكاساني صاحب «البدائع» وروى عنه، وتفقَّه عليه المرغيناني صاحب «الهداية»، قال المرغيناني في «مشيخته» ــ كما في «الجواهرالمضية» : أجاز لي جميع مسموعاته مشافهةً بمروٍ، وكتب بخط يده سنة خمس وأربعين وخمس مئة، ومن مسموعاته كتاب «الصحيح» لمسلم، توفي سنة 545 هجري.
– أبو بكر محمد بن أحمد السمرقندي: هو علاء الدين محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي صاحب «تحفة الفقهاء»، الإمام العلامة الفاضل الجليل القدر، تفقَّه على أبي المُعين النَّسَفي، وتفقَّه عليه الكاساني صاحب «البدائع».
– أبو المعين ميمون بن محمد النسفي: هو ميمون بن محمد بن محمد بن معبد بن مكحول، الإمام المتكلم الأصولي الفقيه الحجَّة، ولد سنة 418 هجري، وتوفي سنة 508 هجري.
-أبو طاهر محمد بن المهدي الحسيني: كذا جاء في المخطوط، والصواب: أبو طاهر المهدي بن محمد الحسيني، كما جاء في إسناد كتاب «العالم والمتعلم» لأبي حنيفة من طريق أبي المعين النسفي عن أبي طاهر هذا.
والأقرب أنه المهدي بن محمد الحسيني الموسوي. قال السمعاني: كتبتُ عنه وخسف بجَنْزة في سنة 534 هجري، فهلك فيها عالَمٌ لا يُحصَون من المسلمين منهم هذا الواعظ. و ذكره الحافظ الذهبي في «تاريخ الإسلام» وفي «سير أعلام النبلاء»، لكن كناه فيهما أبا البركات لا أبا طاهر.
– أبو يعقوب إسحاق بن منصور السياري: كذا جاء في المخطوط، والصواب في اسمه:، هو أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري، ويوسف هذا ترجمه عبد القادر القرشي واللكنوي، وذكرا أنه تفقَّه على أبي إسحاق محمد بن منصور النوقدي المتوفى سنة 434 هجري وذكرا في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد الأنصاري الوائلي المتوفى سنة 534 هجري أنه سمع كتاب «العالم والمتعلم» على أبي يعقوب السياري بقراءة والده، المتوفى سنة 471 هجري.
و سماعه من النوقدي يشير إلى أن ميلاه كان في أواخر القرن الرابع. وسماع إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري الوائلي منه، وسماع المهدي بن محمد الحسيني منه أيضا، وتلمذة أبي اليسر البزدوي المتوفى 493 هجري، عليه، يشير إلى أن وفاته كانت في النصف الثاني من القرن الخامس.
وقد وُصِفَ في إسناد الموفق المكي بالحافظ.
– أبو الفضل أحمد بن علي السليماني:
هو الإمام الحافظ المُعمَّر محدِّث ما وراء النهر أبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو السُّليماني البِيكَندي البُخاري المولود سنة 311، وسمع محمد بن حمدويه بن سهل المروزي المتوفى سنة 327 هجري، وعلي بن سختويه وعلي بن إبراهيم بن معاوية، ومحمد بن إسحاق الخزاعي، ومحمد بن صابر بن كاتب، وصالح بن زهير البخاريين، وعلي بن إسحاق المادرائي، وأبا وعبد الله بن جعفر بن فارس.
قال الذهبي: حدَّث عنه جعفر بن محمد المستغفري، وولده أبو ذر محمد بن جعفر، وجماعةٌ لا نعرفهم بتلك الديار.
وتوفي سنة 404 هجري.
له ترجمة في «سير أعلام النبلاء» و «تذكرة الحفاظ» و «العبر» للذهبي، و «طبقات الشافعية الكبرى» لابن السبكي و «شذرات الذهب»، وعنه نقولات كثيرة في كتب الجرح والتعديل المتأخرة كـ «تهذيب التهذيب»،
– أبو سعيد حاتم بن عقيل الجوهري: هو أبو سعيد حاتم بن عقيل بن المهتدي بن إسحاق المراري اللؤلؤي، ذكره السمعاني في «الأنساب» ، وقال: يروي عن عبد الله بن حماد الآملي والفتح بن أبي علوان ويحيى بن إسماعيل. روى عنه القاسم بن محمد بن القاسم بن خليل، وتوفي في ذي القعدة سنة 333 هجري
وذكره ابن ماكولا في «الإكمال» وزاد في شيوخه: داود بن أبي العوام وعلي بن الحسين.
– محمد بن سماعة التميمي: هو أبو عبد الله محمد بن سماعة بن عبد الله التميمي الكوفي، قاضٍ فاضلٌ ثقةٌ، روى عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن والليث بن سعد، وروى عنه الحسن بن محمد بن عنبر ومحمد بن عمران الضَّبِّيُّ، توفي سنة 233 هجري، وقد جاوز المئة.
له ترجمة في «تهذيب الكمال» و «تهذيب التهذيب» و «تقريب التهذيب» وفيه: “صدوق”.
– أبو يوسف: هو القاضي الإمام الحافظ يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفى سنة 182 هجري، صاحب أبي حنيفة.
2- بيان صحة نسبة الكتاب لأبي حنيفة
هذا الكتاب أثبت صحة نسبته لأبي حنيفة كبار الفقهاء، منهم:
– الإمامُ أبو المظفّر اﻹسفـرايِيني الشافعيّ، حيث قال فى كتابه “التبصير فى الدين” ما نصّه : “واعلَـمْ أنّ جَـميـعَ ما ذكرنَـاهُ من اعـتِـقاد أهـل السنّـةِ والجماعَـةِ فلا خِـلافَ فى شيءٍ منـه بين الشافعيّ ، وأبي حنيفة ، وجمِيـعِ أهلِ الـرّأيِ والحديـثِ مثـل مـالكٍ ، والأوزاعـيّ ، وداود ، والـزُّهْـريّ ، واللّـيْـث بن سعد ، وأحمد ابن حنبل ، وسفيان الثَّوْرِيّ ، وسفيان بن عُـيَـيْـنَة ، ويحيى بن مَعِين ، وإسحاق بن رَاهَويه ، ومحمد بن إسحاق الحَنظلي ، ومحمد بن أسلم الطُّـوسِـيّ ، ويحيى بن يحيى ، والحسين بن الفضل البَجَلي ، وأبي يوسف ، ومحمد ، وزُفَـر ، وأبي ثَـوْر ، وغيرهم من أئمة الحجاز والشام والعراق وأئمة خراسان وما وراء النهر ، ومَن تقدّمهم من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
ومن أراد أن يَـتحَـقَّـقَ أن لا خلاف بين الفريقيْـن فى هذه الجُـملة فلينظر فيما صنفه أبو حنيفة في الكلام ، وهو “كتاب العلم” وفيه الحججُ القاهرةُ على أهل الإلحاد والبدعة ،
وقد تكلم فى شرح اعتقاد المتكلمين ، وقرّر أحسنَ طريقة فى الرد على المخالفين ،و”كتاب الفقه الأكبر” الذى أخبرنا به الثقة بطريق معتمد ، وإسناد صحيح ، عن نصير بن يحيى عن أبي مطيع عن أبي حنيفة، وما جمعه أبو حنيفة في “الوصية” التى كتبها إلى أبي عمرو عثمان البَـتِّـيّ وردّ فيها على المُبتدعين، ولينظر فيما صنّفه الشافعيُّ فى مصنفاته فلم يجد بين مذهبيْهما تَبايُنا بحالٍ، وكـلُّ ما حُـكِى عنهم خلاف ما ذكرناه من مذاهبهم فإنما هو كَـذِبٌ يَـرتَـكِـبُـه مُبتدعٌ تَـرويجًا لبدعـتِـه،ومن لا يُبالي أن يَـتَـدَيَّـن بِـما لا حقيقَـةَ له في دينـه لا يُـبالي نِسْـبَـة الخُـرافَـات إلى أئـمّة الدّين ، لأنّ من كذب على الله ــ تعالى ــ ورسوله ــ ﷺ ــ لا يُـبالِي أن يكذب على أئمة المسلمين. وقد نَـبَـغ من أحدَاثِ أهـلِ الـرّأي من تَـلَـبّـسَ بشيءٍ من مَقالات القَـدَريّـة والـرّوَافض مُقلِّـدًا فيها ، وإذا خـاف سيوفَ أهلِ السنّـة نَـسَـب ما هو فيه من عقائـده الخَـبِيـثَـة إلى أبـي حنيفة تَـسَـتُّـرًا بـه ، فلا يَـغُـرَّنَّـك ما ادّعَـوْهُ من نِـسبَـتها إليـه ، فإنّ أبا حنيفة بَــرِيءٌ منهم وممّا نَـسَـبُـوهُ إليـه”. انتهى
– الحافظ محمد مرتضى الزَّبيدي في «إتحاف السادة المتقين»، حيث قال بعد ان ذكر الكتب التي نُسِبَت إلى أبي حنيفة، ما نصه: ” اختُلِفَ في ذلك كثيراً، فمنهم مَن يُنكِرُ عَزوَها إلى الإمام مطلقاً وأنها ليست مِن عَمَلِه.
ومنهم مَن يَنسِبُها إلى محمد بن يوسف البخاري المكنى بأبي حنيفة، وهذا قولُ المعتزلة لِمَا فيها من إبطال نصوصهم الزائغة، وادِّعائهم كونَ الإمام منهم، كما في «المناقب الكردرية»، وهذا كذبٌ منهم على الإمام، فإنه رضي الله عنهم وصاحباه أوَّلُ مَن تكلَّم في أصول الدِّين وأتقنَها بقواطع البراهين على رأس المئة الأولى، ففي «التبصرة البغدادية»: أول متكلِّمي أهل السنَّة من الفقهاء أبو حنيفة، ألَّف فيه «الفقه الأكبر» و «الرسالة» في نصرة أهل السنة، وقد ناظَرَ فرقةَ الخوارج والشيعة والقدرية والدهرية، وكانت دُعَاتُهم بالبصرة، فسافر إليها نيِّفاً وعشرين مرة، وفضَّهم بالأدلة الباهرة، وبلغ في الكلام إلى أنه كان المُشارَ إليه بين الأنام، واقتفى به تلامذته الأعلام”. انتهى
وقال الزبيدي أيضا : “وقد عُلِمَ مما تقدَّم أن هذه الكتب من تأليف الإمام نفسه، والصحيح أن هذه المسائل المذكورة في هذه الكتب من أمالي الإمام التي أملاها على أصحابه، كحماد، وأبي يوسف، وأبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، وأبي مقاتل حفص ابن مسلم السمرقندي، فهم الذين قاموا بجمعها، وتلقَّاها عنهم جماعةٌ من الأئمة، كإسماعيل بن حماد، ومحمد بن مقاتل الرازي، ومحمد بن سماعة، ونُصير ابن يحيى البلخي، وشداد بن الحكم، وغيرهم، إلى أن وصلت بالإسناد الصحيح إلى الإمام أبي منصور الماتريدي، فمَن عزاهنَّ إلى الإمام صحَّ لكون تلك المسائل من إملائه، ومَن عزاهنَّ إلى أبي مطيع البلخي أو غيره ممن هو في طبقته أو ممن هو بعدهم صحَّ لكونها مِن جَمعِه، ونظيرُ ذلك «المسندُ» المنسوبُ للإمام الشافعي، فإنه من تخريج أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد ابن مطر النيسابوري لأبي العباس الأصم من أصول الشافعي.ونحن نذكر لك مَن نقل مِن هذه الكتب واعتمد عليها، فمِن ذلك فخرُ الإسلام علي بن محمد البزدوي قد ذكر في أول «أصوله» جملة من «الفقه الأكبر» وكتاب «العالم» و «الرسالة» ، وذكرَ بعضَ مسائلِ الكتب المذكورة في كُلّ من شروح «الكافي» لحسام الدين السِّغناقي، و «الشامل» للقوام الإتقاني، و «الشافي» لجلال الدين الكولاني، و «بيان الأصول» للقوام الكاكي، و «البرهان» للبخاري، و «الكشف» لعلاء الدين البخاري، و «التقرير» لأكمل الدين البابرتي.
وذُكِرَت «الرسالة» بتمامها في أواخر «خزانة الأكمل» للهمداني، وذكرها الإمام الناطفي في «الأجناس».وذُكر كثيرٌ من مسائل كتاب «العالم» في «المناقب» للإمام نجم الدين النسفي وللخوارزمي، و «الكشف» لأبي محمد الحارثي الحافظ، وبعضها في نكاح أهل الكتاب في «المحيط البرهاني».وذكر بعضَ مسائل «الفقه الأكبر» شيخُ الإسلام محمدُ بن إلياس في «فتاويه»، وابنُ الهمام في «المسايرة».وذكر بعضَ مسائل «الفقه الأبسط» الإمامُ أبو المعين النسفي في «التبصرة» في فصل التقليد وغيره ، ونور الدين البخاري في «الكفاية» في فصل التنزيه، وحافظ الدين النسفي في «الاعتماد شرح العمدة» و «كشف المنار»، والناطفي في «الأجناس»، والقاضي أبو العلاء الصاعدي في كتاب «الاعتقاد»، وأبو شجاع الناصري في «البرهان الساطع» شرح عقائد الطحاوي، وأبو المحاسن محمود القونوي في شرحها أيضاً، وشرحه الفقيه عطاء بن علي الجوزجاني شرحاً نفيساً. وذكر «الوصية» بتمامها الإمام صارم المصري في «نظم الجمان»، ومن المتأخرين القاضي تقي الدين التميمي في «الطبقات السنية»، والقاضي أبو الفضل محمد بن الشحنة الحلبي في أوائل «شرح الهداية»، وذكر بعضَ مسائلها ابن الهمام في «المسايرة»، وشرحها الشيخ أكمل الدين البابرتي، فقد ذكر جملا من مسائل الكتب الخمسة منقولاً عنها في نحو ثلاثين كتاباً من كتب الأئمة، وهذا القدرُ كافٍ في تلقِّي الأمة لها بالقبول. والله أعلم”. انتهى كلام السيد الزبيدي
ومما تقدم نعلم ان كتاب الوصية ثابت النسبة لأبي حنيفة، وقد نقل منه العلماء نصوصا كثيرة منه بأسانيد صحيحة كما قال الزبيدي. فالعمدة في اثبات عقيدة أبي حنيفة على تلك النصوص التي نقلها تلاميذ تلاميذه عنه كأبي منصور الماتريدي وغيره.
رابط ذو علاقة:
صحة سند كتاب الفقه الأكبر
https://www.facebook.com/share/p/th3ruxZNAQToi4Ti/
مخالفة الإمام أبي حنيفة للمعتزلة
النقل من كتاب كشف الآثار الشريفة لأبي محمد الحارثي.
فهرسة الانتصار لأبي حنيفة
#منقول عن الباحث علي البوني


