- شبهة طعن علي بن المديني في أبي حنيفة
- شبهة الكلام المنسوب لأبي حنيفة عن الكعبة و نبوة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم
- مكانة أبي حنيفة في الحديث
شبهة طعن علي بن المديني في أبي حنيفة
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي
1- ذكر بعض مخطوطات الكتاب
هذا الكتاب له عدة مخطوطات:
أ- المخطوطة الظاهرية:
تاريخ النسخ يعود لسنة 671 هجري، و تحتوي على المجلد الأول فقط.
ب- المخطوطة الهندية: توجد في مكتبة رضا برامبور، ناسخها مجهول، وخطها يدل أنها نسخة حديثة، وسندها محذوف، لكن في الجزئين الثاني والثالث ذكر اسم الراوي عن اللالكائي، وهو الطريثيثي
ج- نسخة مكتبة ليبزك بألمانيا: وهي نسخة كاملة
د- نسختين أخرتين من المكتبة الظاهرية.
2- ذكر سند الكتاب
جاء في أول كتاب ” شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” لللالكائي ما نصه: ” حدثنا الشيخ الإمام العالم أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال : أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني قال : أخبرنا شيخنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي ببغداد حدثكم الشيخ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ في ربيع الأول سنة ست عشرة وأربعمائة قال: ….”. انتهى
فراوي الكتاب مباشرة عن اللالكائي هو أحمد بن علي بن زكريا أبو بكر الطريثيثي، وَيُقَال لَهُ ابْن زهراء. وقد كان عمره عند سماعه للكتاب 4 سنوات.
قال أبو القاسم بن السمرقندي: دخلت عليه وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقويه فقلت: متى ولدت؟ فقال: سنة اثنتي عشرة وأربع مِئَة فقلت: وَابن رزقويه توفي في هذه السنة وأخذت بالجزء من يده وقد سَمِعُوا فيه فضربت على الطبقة فقام وخرج من ذلك المجلس.
وكان عمر الطريثيثي أيضا، عند وفاة اللالكائي بين 5 و 6 سنوات. فكيف يؤخذ عنه كتاب بمجلدات وهو في ذلك السن، وكيف تنقل عنه عقائد أهل السنة والجماعة وهو دون سن التحمل؟
ثم إن الطريثيثي مختلف في توثيقه
فقد كذَّبه الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي، المعروف بالسلامي، حافظ بغداد في زمانه. كما في “وفيات الأعيان”
و قال الحافظ ابن حجر في “لسان الميزان”، ما نصه: ” أحمد بن علي بن زكريا أبو بكر الطريثيثي. شيخ السِّلَفي تُكُلِّمَ في بعض سماعه”. انتهى
وقال: ” وقال ابن طاهر: رأيتهم ببغداد مجمعين على ضعفه. مات سنة بضع وتسعين وأربع مئة”. انتهى.
وقال:” وقال السمعاني: خدم المشايخ وكان حسن التلاوة صحيح السماع في أجزاء لكنه أفسد نفسه وادَّعى أنه سمع من ابن رزقويه ولم يصح سماعه منه. قال أبو القاسم بن السمرقندي: دخلت عليه وهو يقرأ عليه جزء من حديث ابن رزقويه فقلت: متى ولدت؟ فقال: سنة اثنتي عشرة وأربع مِئَة فقلت: وَابن رزقويه توفي في هذه السنة وأخذت بالجزء من يده وقد سَمِعُوا فيه فضربت على الطبقة فقام وخرج من ذلك المجلس. وقال ابن الأنماطي: كان مخلطاً وأبو علي الكرماني هو الذي أفسده. وقال أبو نصر اليونارتي نحو ذلك. وقال شجاع الذهلي: كان الطريثيثي ضعيفاً مجمعاً على ضعفه وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها. وقال ابن النجار: أجمعوا على ترك الاحتجاج به.”. انتهى
و قال الذهبي في “العبر” ما نصه: “روى عن أبي الفضل القطان واللالكائي وطائفة وهو ضعيف”. انتهى
وأما السِّلَفي فقد وثقه.
قال الحافظ ابن حجر في “لسان الميزان”: قال السِّلَفي: كان أجلَّ شيخٍ لقيته ببغداد من مشايخ الصوفية وأسانيده عالية جداً ولم يقرأ عليه إلا من أصوله وسماعاته كالشمس وضوحاً وكف بصره في آخر عمره فكتب له أبو علي الكرماني وكان من شيوخ الصوفية أجزاء طرية فحدَّث بها اعتمادًا على قول أبي على وحسن ظنه به وكان الطريثيثي ثقة إلا أنه لم يكن يعرف طريق المحدثين ودقائقهم وإلا لكان من الثقات الأثبات”. انتهى
فكتاب “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” لا يعوَّل عليه في نقل عقائد أهل السنة، لأن راوي الكتاب عن اللالكائي هو الطريثيثي وهو مختلف في توثيقه، بل هو يروي الكتاب وهو في سن 4 سنوات، أي هو دون سن التحمل، فلا عبرة بمثل هذه الروايات، إذ لا ندري ما تم دسه في كتابه، لأن رواياته كما قال الذهلي: “خلَّط بها غيرها”.
ثم إن هذا الكتاب لم يشتهر زمن اللالكائي، ولا بين تلاميذه وهم قلة، وإنما اشتهر بعد ذلك بكثير.
3- أمثلة على تحريف عقائد السلف
من أمثلة الدس والتحريف في هذا الكتاب، الطعن في الإمام الأعظم أبي حنيفة، الواردة في آخر العقيدة المنسوبة لعلي بن المديني، والتي مطلعها: “أخبرنا محمد بن رزق الله، قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث النخعي، قال: حدثنا أبو سعيد يحيى بن أحمد، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن بسطام يقول: سمعت سهلاً بن محمد، قرأها على علي بن عبد الله بن جعفر المديني”. انتهى
بل نسبوا لابن المديني أنه أطلق على من ذم حشويا أنه جهمي وعلى من ذم ناصبيا أنه رافضي، وهذا من التدليس والكذب والبهتان
شبهة الكلام المنسوب لأبي حنيفة عن الكعبة و نبوة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم
ما يذكره بعض الحشوية المجسمة عن الإمام أبي حنيفة النعمان أنه حكم بإيمان من شك أن النبي كان بالمدينة أو بخرسان دون تفصيل في المسألة فهذا لا يصح عنه لأنه ورد ذكره في كتاب السنة المنسوب لعبد الله بن حنبل لأن في سنده إليه بعض المجاهيل وقاموا بالدس في كتاب ابن حنبل.
ومما جاء فيه قولهم: ” أنا محمد بن أبي بكر ، أنا محمد بن مخلد ، قال : نا الحسن بن الصباح ، قال : نا مؤمل ، قال : نا سفيان ، قال : سمعت عباد بن كثير ، يقول : ” استتيب أبو حنيفة مرتين ، قال مرة : لو أن رجلا قال : أشهد أن لله بيتا إلا أني لا أدري أهو هذا أو بيت بخراسان كان عندي مؤمنا ؟ ولو أن رجلا قال : أشهد أن محمدا رسول الله إلا أني لا أدري أهو الذي بالمدينة أو رجل كان بخراسان ؟ كان عندي مؤمنا ” .
– أنا محمد بن أحمد ، أنا عثمان ، نا حنبل ، قال : نا الحميدي ، قال : نا حمزة بن الحارث ، عن أبيه ، قال : ” سمعت رجلا سأل أبا حنيفة في المسجد الحرام عن رجل قال : أشهد أن الكعبة حق ، ولكن لا أدري هي هذه أم لا ؟ فقال : مؤمن حقا ، وسأله رجل فقال : أشهد أن محمد بن عبد الله نبي لكن لا أدري هو الذي قبره بالمدينة أم لا ؟ قال : مؤمن حقا “.
وهذه الروايات نقلها أيضا الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد و في سند الأثر الأول عباد بن كثير وهو رجل متروك الحديث لا يعول على كلامه، وأما الحديث الثاني فيرويه رجل مجهول عن أبي حنيفة فلا يُعتد بكلامه.
فما ينقل عن هذا الإمام ينبغي النظر فيه و التثبت منه لكثرة أعدائه. فالمشبهة مثلا نسبوا للإمام أبي حنيفة جواز عبادة النعل حيث رووا عنه أنه قال بزعمهم: “لو أن رجلا عبد هذه النعل يتقرب بها إلى الله لم أر بذلك بأسا “. انتهى
والصحيح الثابت عن الإمام الأعظم هو ما قاله البيضاوي في تفسيره ونص عبارته: “محمد، صلى الله عليه وسلم، آخر أنبياء الذي ختمهم أو ختموا به، ولا يقدح فيه نزول عيسى بعده، لأنه إذا نزل كان على دينه” .وإن المسلم يجب أن يكون معتقداً اعتقاداً جازماً بأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الأنبياء، وإن عدم الإيمان بختم النبوة بمحمد، صلى الله عليه وسلم، فهذا جزم بأن صاحب هذا الاعتقاد كافر وليس بمسلم على الإطلاق، فالإيمان بختم النبوة من المسلمات ومن الأمور المعروفة في الدين بالضرورة، وقد ادعى رجل في عصر الإمام الأعظم أبي حنيفة النبوة وقال أنه عنده دليل على صحة نبوته فقال الإمام الأعظم رضي الله عنه: من طلب منه الدليل فقد كفر، لأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في الحديث الصحيح: “لا نبي بعدي”. انتهى
وهذا الرجل الذي عاصر الإمام أبا حنيفة النعمان وادعى النبوة هو ” استاذ سيس” وقد ظهر في الأطراف الشرقية من خراسان واتبعه الكثير من القرويين. وقد ذكر قصته ابن الأثير في تاريخه وقال: وفيها خرج أستاذ سيس في أهل هراة وباذغيس وسجستان وغيرها من خراسان وكان فيما قيل في ثلاثمائة ألف مقاتل فغلبوا على عامة خراسان وساروا حتى التقوا هم وأهل مرو الروذ فخرج إليهم الأجشم المروروذي في أهل مرو الروذ فقاتلوه قتالًا شديدًا فقتل الأجشم وكثر القتل في أصحابه وهزم عدة من القواد منهم: معاذ بن مسلم وجبرائيل بن يحيى وحماد ابن عمرو وأبو النجم السجستاني وداود بن كرار. انتهى
ثم قال: “وقد قيل: إن أستاذ سيس ادعى النبوة وأظهر أصحابه الفسق وقطع السبيل”. انتهى
فهذا الرجل الذي ظهر في ٱخر حياة الإمام الأعظم أبي حنيفة و ادعى النبوة حكم الإمام بكفره كما نقله عنه تلاميذه وأتباع مذهبه الثقات.
وكذلك الكلام المنسوب لأبي حنيفة عن الكعبة فلا يصح عنه أيضا و لا يُتصور صدور مثل ذلك الكلام منه، لاسيما ان ما كان يُطلق عليه كعبة خرسان أو معبد نوبهار تم هدمه منذ زمن حكم معاوية.
قال المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: “وخرّب هذا الهيكل، قيس بن الهيثم في أوّل خلافة معاوية سنة إحدى وأربعين، وكان بناء عظيما حوله أروقة وثلثمائة وستون مقصورة لسكن خدّامه. انتهى
ولعل الذي نسب هذا الكلام لأبي حنيفة كان يعلم ان أهل خرسان كانوا يعظمون ذلك المعبد قبل إسلامهم مضاهاة للكعبة، فقد جاء في معجم البلدان للحموي ما نصه:
“قال عمر بن الأزرق الكرماني: كانت البرامكة أهل شرف على وجه الدهر ببلخ قبل ملوك الطوائف وكان دينهم عبادة الأوثان فوصفت لهم مكة وحال الكعبة بها وما كانت قريش ومن والاها من العرب يأتون إليها ويعظمونها فاتخذوا بيت النوبهار مضاهاة لبيت الله الحرام ونصبوا حوله الأصنام وزينوه بالديباج والحرير وعلّقوا عليه الجواهر النفيسة، وتفسير النوبهار البهار الجديد لأن نو الجديد، وكانت سنّتهم إذا بنوا بناء حسنا أو عقدوا بابا جديدا أو طاقا شريفا كلّلوه بالريحان، وتوخّوا لذلك أول ريحان يطلع في ذلك الوقت، فلما بنوا ذلك البيت جعلوا عليه أول ما يظهر من الريحان وكان البهار فسمي نوبهار لذلك، وكانت الفرس تعظّمه وتحج إليه وتهدي له وتلبسه أنواع الثياب وتنصب على أعلى قبّته الأعلام، وكانوا يسمّون قبته الأستن، وكانت مائة ذراع في مثلها وارتفاعها فوق مائة ذراع بأروقة مستديرة حولها، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون مقصورة يسكنها خدّامه وقوّامه وسدنته، وكان على كل واحد من سكان تلك المقاصير خدمة يوم لا يعود إلى الخدمة حولا كاملا، ويقال إن الريح ربما حملت الحرير من العلم الذي فوق القبة فتلقيه بترمذ وبينهما اثنا عشر فرسخا، وكانوا يسمون السادن الأكبر برمك لتشبيههم البيت بمكة يسمون سادنه برمكة.” . انتهى
ملاحظة: بحسب بعض الرواة، فإن برمك جد البرامكة قد اعتنق الدعوة في عهد عثمان بن عفان، وتعرض لعداوة طرخان ملك الترك، وقام برمك بعلاج الأمير مسلمة بن عبد الملك من مرض ألمَّ به، كما كلفه الوالي أسد بن عبد الله بإعادة بناء مدينة بلخ التي كانت قد ضُربت. ويبدو أن خالد بن برمك الذي ولد في أيام الدولة الأموية سنة 90 هـ الموافق 709م، قد نشأ على الإسلام، حتى بلغ في الفصاحة مرحلة سامية.
رابط ذو صلة:
https://m.facebook.com/…/a.3806839…/1409900695755339/…
مكانة أبي حنيفة في الحديث
– جاء في كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم، تحت باب ذكر النوع التاسع والأربعين من معرفة علوم الحديث، ما نصه:” هذا النوع من هذه العلوم معرفة الأئمة الثقات المشهورين من التابعين وأتباعهم ممن يجمع حديثهم للحفظ، والمذاكرة، والتبرك بهم، وبذكرهم من المشرق إلى الغرب، فمنهم من أهل المدينة: محمد بن مسلم الزهري، …..و من أهل الكوفة:…..أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي…”. انتهى
-نقل الذهبي في مناقب أبي حنيفة عن مسعر بن كدام –وهو من شيوخ أبي حنيفة- المتوفى سنة 152هـجري أنه قال: “طلبت الحديث مع أبي حنيفة فغلبنا”. انتهى
ونقل العلاء البخاري في كشف الأسرار عن يحيى بن آدم –أحد شيوخ البخاري- المتوفى سنة 203هـجري أنه قال: “إن في الحديث ناسخاً ومنسوخاً كما في القرآن، وكان النعمان جمع حديث أهل بلده كله، فنظر إلى آخر ما قبض عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ منه”. انتهى
– جاء في الخيرات الحسان ان ابن المبارك أنه قال: كان – أبو حنيفة- شديد المعرفة بناسخ الحديث ومنسوخه، وكان يطلب أحاديث الثقات والأخذ من فعل رسول الله صلى الله عليه “. انتهى
– قال السرخْسي المتوفى سنة 483هـجري في أصول الفقه: “كان الإمام أبو حنيفة أعلم عصره بالحديث، ولكن لمراعاة كمال الضبط قلت روايته”. انتهى
-قال الإمام علاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني المتوفى سنة 587 هجري في بدائع الصنائع: «إنه كان -أبو حنيفة- من صيارفة الحديث وكان من مذهبه تقديم الخبر وإن كان في حد الاحاد على القياس، بعد ان كان راويه عدلا ظاهر العدالة”. انتهى
– قال الذهبي المتوفى سنة 748هـجري في السير: “إن الإمام أبا حنيفة طلب الحديث وأكثر منه”. وقال: “وعني بطلب الآثار، وارتحل في ذلك”. انتهى
-وقال ابن خلدون المتوفى سنة 808هـجري في المقدمة: “ويدل على أنه –أبا حنيفة- من كبار المجتهدين في علم الحديث اعتماد مذهبه بينهم –أي الأئمة- والتعويل عليه واعتباره رداً وقبولاً”. انتهى
– وقال ابن يوسف الصالحي المتوفى سنة 942هـجري في عقود الجمان: “اعلم رحمك الله تعالى أن الإمام أبا حنيفة من كبار حفاظ الحديث، ولولا كثرة اعتنائه بالحديث ما تهيأ له استنباط الفقه، فإنه أولُ مَن استنباطه من الأدلة”. انتهى
– وقال العجلوني المتوفى سنة 1162هـجري في رسالته: “وأنه –أبا حنيفة- كان أعلم الناس بالكتاب والسنة، لأن الشريعة إنما تؤخذ من الكتاب والسنة”. انتهى
وقال:”نعم، لم يكن من المكثرين كسائر الأئمة، وليس من شروط الإمامة والاجتهاد الإكثار في الرواية، لأن الاجتهاد إنما يتوقف على حفظ السنن وتحملها، لا على أدائها وتبليغها”. انتهى
– قال محمد عبد الرشيد النعماني المتوفى سنة 1419 هـجري في كناب “مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث” ما نصه: “وقد شهد الأئمة في القديم والحديث بإمامة أبي حنيفة في الحديث”. انتهى
وقال:”وقد أطبق الحفاظ الجهابذة المحدثون الذين صنفوا في طبقات على ذكر الإمام –أبا حنيفة- فيهم”. انتهى
-قال الحافظ عبد القادر القرشي في الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية: “اعلم أنا الإمام أبا حنيفة قد قُبِل قوله في الجرح والتعديل، وتلقاه عنه علماء هذا الفن وعملوا به، كتلقيهم عن الإمام أحمد والبخاري وابن معين وغيرهم من شيوخ الصنعة، وهذا يدلك على عظمة شأنه وسعة علمه وسيادته”. انتهى
– قال الشهرستاني في الملل والنحل : “و عمرو بن ذر، و حماد بن أبي سليمان، و أبو حنيفة، و أبو يوسف، و محمد بن الحسن، و قديد بن جعفر. و هؤلاء كلهم أئمة الحديث، لم يكفروا أصحاب الكبائر بالكبيرة و لم يحكموا بتخليدهم في النار خلافا للخوارج و القدرية”. انتهى
– قال الخطيب في تاريخه: أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن يونس الأزرق حدثنا جعفر بن أبي عثمان قال سمعت يحيى وسألته عن أبي يوسف وأبي حنيفة فقال أبو يوسف أوثق منه في الحديث قلت فكان أبو حنيفة يكذب قال كان أنبل في نفسه من أن يكذب”. انتهى
قال ابن النجار تعليقا: “من لا يكذب كيف يكون غيره أوثق منه؟ مع أن أبا يوسف رحمه الله لم يكن له شئ إلا من أبي حنيفة”. انتهى
-قال الامام الكوثري في تعليقه على كتاب “شروط الأئمة الخمسة للحافظ محمد بن موسى الحازمي” ما نصه:” رواياته على تشدده في الصحة لم تكن سبعة عشر حديثاً فحسب، بل أحاديثه في سبعة عشر سفراً، يسمى كل منها بمسند أبي حنيفة، خرجها جماعة من الحفاظ وأهل العلم بالحديث بأسانيدهم إليه، ما بين مقل منهم ومكثر، حسبما بلغهم من أحاديثه، وقلما يوجد بين تلك الأسفار سفر أصغر من سنن الشافعي رواية الطحاوي، ولا من مسند الشافعي برواية أبي العباس الأصم اللذين عليهما مدار أحاديث الشافعي. وقد خدم أهل العلم تلك المسانيد جمعاً وتلخيصاً وتخريجاً وقراءة وسماعاً ورواية، فهذا الشيخ محدَّث الديار المصرية الحافظ محمد بن يوسف الصالحي صاحب كتاب الممتعة في السيرة وغيرها يروي تلك المسانيد السبعة عشر عن شيوخ له، ما بين قراءة وسماع ومشافهة وكتابة بأسانيدهم إلى مخرجيها في كتبهم، في كتابه (عقود الجمان). وكذا يرويها بطرقٍ محدَّث البلاد الشامية الحافظ شمس الدين بن طولون في (الفهرست الأوسط) عن شيوخ له، سماعاً وقراءة مشافهة وكتابة بأسانيدهم كذلك إلى مخرجيها، وهما كانا زيني القطرين في القرن العشرين، وكذلك حملة الرواية إلى قرننا هذا ممن لهم عناية بالسنة”. انتهى
وقال:” وكتاب (عقود الجواهر المنفية) للحافظ المرتضى الزبيدي شذرة من أحاديث الإمام، وللحافظ محمد بن عابد السندي كتاب (المواهب اللطيفة على مسند أبي حنيفة) في أربع مجلدات أكثر فيه جداً من ذكر المتابعات والشواهد، ورفع المرسل ووصل المنقطع، وبيان مخّرجي الأحاديث، والكلام في مسائل الخلاف، ومن ظن أن ثقات الرواة هم رواة السنة فقد ظن باطلاً! وقد جمع الحافظ العلامة قاسم بن قُطلوبغا الثقات من غير رجال الستة في مؤلف حافل يبلغ أربع مجلدات، وهو ممن أقرّ له الحافظ ابن حجر وغيره بالحفظ والإتقان، والله أعلم”. انتهى
وقد ذكره أصحاب التراجم في طبقات الحفاظ منهم:
-الذهبي في تذكرة الحفاظ.
-ابن عبد الهادي المقدسي في طبقات علماء الحديث.
-ابن ناصر الدمشقي في التبيان لبديعة البيان.
-ابن المِبْرَد في طبقات الحفاظ.
-السيوطي في طبقات الحفاظ
– البدخْشي في تراجم الحفاظ.
وأما ما قاله أبو حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل: ثنا حجاج بن حمزة: قال أن عبدان بن عثمان قال سمعت ابن المبارك يقول: كان أبو حنيفة مسكينا في الحديث انتهى.
معناه أن أبا حنيفة مع وثاقته واتقانه للحديث كان من المُقلّين في الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة، فيقدم عليها القياس والرأي، وهذا سبب هو بالأساس سبب توجيه بعض المحدثين سهام الطعن اليه.
وليس معنى ذلك ان أبا حنيفة كان لا يحفظ الأحاديث الضعيفة، بل كان يذكرها لأصحابه، و يبين لهم وجه ضعفها ثم يستخرج لهم الحكم بالقياس.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»:” أنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كتب إلي عن أبي عبد الرحمن المقريء قال: كان أبو حنيفة يحدثنا فإذا فرغ من الحديث قال: هذا الذي سمعتم كله ريح وباطل”. انتهى
وكذلك ما قاله الترمذي: “سمعت محمود بن غيلان، يقول: سمعت المقرئ، يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: «عامة ما أحدثكم خطأ».وروى الخطيب بمثله. وهو ليس على اطلاقه، بل هو متعلق بباب من الأبواب الفقهية التي كان أبو حنيفة يتناولها بالدرس و يسرد من خلالها الأحاديث الضعيفة حتى يبين لأصحابه أنه لايصح الاحتجاج بها لاستخراج الاحكام الفقهية.
رابط ذو علاقة
