كلام أبي معمر القطيعي عن الجهمية

كلام أبي معمر القطيعي عن الجهمية

قال الذهبي في السير عند ترجمة أبي معمر القطيعي الهذلي ما نصه: ” عن أبي معمر القطيعي قال : آخر كلام الجهمية أنه ليس في السماء إله .

قلت – أي الذهبي – : بل قولهم : إنه عز وجل ، في السماء وفي الأرض ، لا امتياز للسماء . وقول عموم أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – : إن الله في السماء ، يطلقون ذلك وفق ما جاءت النصوص بإطلاقه ، ولا يخوضون في تأويلات المتكلمين ، مع جزم الكل بأنه – تعالى – ليس كمثله شيء . انتهى

من خلال هذا النص يفهم أن ما يُنقل عن الجهمية من نفي أنه ليس في السماء إله، نقل باطل، والصواب أنهم يعتقدون أن الله حال في السماء وفي الأرض، أي أن السماوات و الأراضون ظرف لله عز ، ومكان له، والعياذ بالله.

فأخذ المجسمة نصف عقيدتهم فقال بعضهم أنه في السماء دون الأرض، وقال بعضهم أنه فوق السماء بحد وجهة.

وقد بين الحافظ الذهبي بعد ذلك أن قول المسلمين: الله في السماء هو متابعة لألفاظ النصوص المنقولة لا غير، أي هم يطلقون مجرد اللفظ من غير الخوض في تفسيره كأن يقال في السماء يعني فوق العرش بحد، كما تقول المجسمة، ومن غير تأويله بمعنى علو القدر كقول متكلمي أهل السنة، وهذا وفق مذهب التفويض الذي يرجحه الذهبي.

لله تعالى صدقة جارية و صدقة عن روح المرحوم بإذن الله فتحي المهذبي