خلق الله ءادم على صورته – الصورة منفية في حق الله

صنيع الامام مالك والإمام أحمد مع الأحاديث التي توهم التشبيه

قال أبو بكر لأَبْهَرِيُّ المالكي في شرح جامع ابن عبد الحكم ما نصه:[ بَاب فِي التَّحْدِيثِ بحَدِيثِ أَنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ

عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى صُورَتِهِ ]

– سئل مالك عمن يحدث الحديث الذي قالوا أن الله خلق آدم عليه السلام على صورته، (والحديث) الذي جاء أن الله يكشف عن ساقه يوم القيامة، وأنه يدخل يده في جهنم فيخرج منها من أراد، فأنكر ذلك إنكارا شديدا ونهى أن يتحدث (به) أحد. فقيل له : إن ناساً من أهل العلم يتحدثون (به) فقال: من هم ؟ فقلنا : ابن عجلان عن أبي الزِّنَاد.

فقال : لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالماً .

إنما كره أن نتحدث بهذه الأشياء من قبيل أنها ليست صحيحة الإسناد عنده، ولا يجوز أن تضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتحدث عنه ما ليس بصحيح الرواية عنه، ولأن في ذلك ضربا من التشبه، والله يتعالى عن التشبه بخلقه. قال الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ، ولأن هذه الأحاديث إذا صحت، لا توجب علم الحقيقة، وإنما توجب (العلم) الظاهر، ولا يجوز ترك ما يوجبه العلم الحقيقي الذي أوجبه العقل بخبر غير صحيح، ولو صح أيضا لما أوجب العلم الحقيقي كما يوجبه العقل،

والقياس”. انتهى

وما قاله الأبهري ذكره أيضا ابن القاسم تلميذ مالك، حيث قال: “وكان مالك يعظم أن يحدث أحد بهذه الأحاديث التي فيها “أن الله خلق آدم على صورته” وضعفها”. انتهى

كما هو مذكور في أصول السنة و في البيان والتحصيل.

ونقل تلميذ مالك: يحي بن ابراهيم بن مزين، أيضا، عن الامام مالك أيضا تنزيه الله عن الشبيه

https://www.facebook.com/share/p/JDbYdHFjx8oEgHh5/?mibextid=xfxF2i

وقد ثبت عن الإمام أحمد أيضا تأويل حديث الصورة بسند صحيح، فقد قد ذكر أبو محمد بن حيان الأصبهاني – ابو الشيخ الاصبهاني ثقة – في مجموع له في التفسير في سورة “حم عسق” بخط أبي مالك المكي فقال صاحب الكتابة عن حمدان بن الهيثم المديني – ثقة – سمعت أبا مسعود -أحمد بن الفرات ثقة إمام – يقول قال أحمد بن حنبل: “معنى حديث النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- “إن الله خلق آدم على صورته” قال: صوَّر آدم قبل خلقه ثم خلقه، على تلك الصورة، فأما أن يكون الله خلق آدم على صورته فلا، وقد قال الله “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” – الشورى: 11- ولا نقول: إن الله يشبهه شيء من خلقه، ولا يخفى على الناس أن الله خلق آدم على صورة آدم ولا يجوز أن يقال: لله كيف؟ لأن الله لا يوصف بصفة الإنسان، وقد قال “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” -الشورى: 11- فذاك ربنا -عَزَّ وَجَلَّ- ليس كمثله أحد من خلقه”. انتهى

كما هو مذكور في إبطال التأويلات لأبي يعلى.

وأبو مالك هو أبو سعد إسماعيل بن الإمام أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني الشافعى، صاحب التصانيف.

قال حمزة السَّهمي: كان أبو سعد إمام زمانه، مُقدمًا في الفقه وأصول العربية والكتاب والشروط والكلام، صنّف في الفقه كتابًا كبيرًا، وتخرج به جماعة، مع الورع الثخين، والمجاهدة والنصح للإسلام، والسخاء وحسن الخلق، وبالغ السهمي في تعظيمه.

رابط ذو علاقة:

تأويل الإمام مالك لحديث النزول:

https://www.facebook.com/share/qjnpnBtF236THPRh/?mibextid=xfxF2i

حديث فيأتيهم الجبار في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة.

هذا الحديث ونحوه من أكثر الأحاديث التي تمسك بها الحشوية وعباد الصور والأشكال لاثبات الصورة لله.

قال ابن بطال كما في الفتح: ” تمسك بهذا الحديث المجسمة فأثبتوا لله صورة ولا حجة لهم فيه”. انتهى

وهذا الحديث تأوله بعض المتقدمين فقالوا أن هذا التمثيل مرتبط بأعين الرائي، لا بمعنى أن الله يتغير.

-قال المحدث أبو عاصم النبيل شيخ الإمام أحمد “: ذلك تغيير يقع في عيون الرائين؛ كنحو ما يخيل الإنسان الشيء بخلاف ما هو به فيتوهمه على الحقيقة”. انتهى

ذكره ابن تيمية في نقض تأسيس الجهمية، والغنيمان في شرح كتاب التوحيد.

-نقل إسحاق الطبَّاع عن عبد العزيز بن الماجشون أنه قيل له : إن الله أجل وأعظم من أن يرى في هذه الصفة ؛ فقال : يا أحمق ، إن الله ليس يتغير عن عظمته ولكن عيناك يغيرهما حتى تراه كيف شاء”. انتهى

راجع : مختصر العلو للعلي الغفار

– قال ابن مندة في كتاب التوحيد: ” أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن العباس الكناني ثنا أحمد ابن حماد أخو زغبة ثنا محمد بن حاتم ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال : أتينا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون برجل ينكر حديث يوم القيامة وأن الله تعالى يأتيهم في صورته فقلنا : يا أبا عبد الله ! إن هذا ينكر حديث عبد الله في صفة يوم القيامة ، وما يأتيهم الله عز وجل فيه ، فقال : يا بني ما تنكر من هذا ؟ فقال : إن الله أجل وأعظم من أن يرى في هذه الصفة ، فقال : يا أحمق إن الله ليس يتغير عن عظمته ولكن عيناك يغيرهما حتى تراه كيف شاء”. انتهى

-وجاء في رد الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد، تحقيق محمد حامد الفقي: “فإذا مثل في أعينهم غير ما عرفوا من الصفة، نفروا وأنكروا إيمانهم بصفة ربوبيته التي امتحن قلوبهم في الدنيا بها ؛ فلما رأى أنهم لا يعرفون إلا الذي امتحن به قلوبهم تجلى لهم في الصورة التي عرفهم في الدنيا فآمنوا به وصدقوا وماتوا ونشروا عليه ؛ من غير أن يتحول الله من صورة إلى صورة ؛ ولكن يمثل ذلك في أعينهم بقدرته”. انتهى

فجعل الدارمي الصورة أثرا من ٱثار القدرة، ثم قال : “ويلك إن الله لا تتغير صورته، ولا تتبدل ولكن يمثل في أعينهم ؛ أو لم تقر أ كتاب الله : ” وإذ يُريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا ” -الأنفال : 44 – ، وهو الفعال لما يشاء كما مثل جبريل – مع عظم صورته وجلالة خلقه – في عين النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي ، وكما مثله لمريم بشرا سويا وهو ملك كريم في صورة الملائكة”. انتهى”

وبعض العلماء يقولون أن الله يأتيهم بصورة مخلوقة

-قال ابن خزيمة في كتاب “التوحيد” بعدما ذكر حديث الصورة :”فمعنى هذا الخبر عندنا أن أضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر إنما هو من إضافة الخلق إليه.

لأن الخلق يضاف إلى الرحمن إذ الله خلقه وكذلك الصورة تضاف إلى الرحمن لأن الله صورها”. انتهى

جملة من كبار علماء المسلمين قالوا أن هذا التغير مرتبط بالرائي وليس بالمرئي.

وبعض العلماء قالوا أن الصورة هنا بمعنى الصفة

قال ابن الجوزي الحنبلي في دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه: ” إعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى، لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف.

ثم قال: “وأما الصورة فتتأول على وجهين أحدهما: أنها بمعنى الصفة، يقال صورة الأمر كذا.

والثاني: أن المذكورات من المعبودات في أول الحديث صور يخرج الكلام على نوعين من المطابقة، وقوله ” في غير الصورة التي رأوه فيها ” دليل على أن المراد بالصورة الصفة لأنهم ما رأوه قبلها فعلم أن المراد الصفة التي عرفوه فيها.

وقال غيره من العلماء يأتيهم بأهوال القيامة، وصور الملائكة، مما لم يعهدوا مثله في الدنيا، فيستعيذون من تلك الحال، ويقولون: إذا جاء ربنا عرفناه، أي أتى بما يعرفونه من لطفه، وهي الصورة التي يعرفون فيكشف عن ساق: أي عن شدة كأنه يرفع تلك الشدائد المهولة، فيسجدون شكرا، وقال بعضهم: صورة يمتحن إيمانهم بها، كما يبعث الدجال فيقولون: نعوذ بالله منك”. انتهى

وبعض العلماء فوض معناه لله اقتداء بالسلف.

قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: “ﺃﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻨﺮﺩ ﻋﻠﻤﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻧﺴﻜﺖ ﻛﻤﺎ ﺳﻜﺖ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﻊ اﻟﺠﺰﻡ ﺑﺄﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ شيء”. انتهى.

و قال الخلال: “ومذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجهًا، لا كالصور المصورة والأعيان المخططة، بل وجهه وصفه بقوله: ” كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ” -القصص: 88- ، ومن غيَّر معناه فقد ألحد عنه، وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز، ووجه الله باقٍ لا يبلى، وصفة له لا تفنى، ومن ادَّعى أن وجهه نفسه فقد ألحد، ومن غير معناه فقد كفر، وليس معنى وجه معنى جسد عنده، ولا صورة، ولا تخطيط، ومن قال ذلك فقد ابتدع”. انتهى

فالخلال ينقل مذهب الإمام أحمد، وأن الله عز وجل له صفة الوجه لا بمعنى الأعيان والصور المصورة والجسد. ومعنى قوله: “وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز” أي ان صفة الوجه ثابتة لله، فليست عبارة ” الحقيقة” هنا بمعنى ظاهر اللفظ كما يزعم الحشوية لأنه نفى ظاهره بنفي التخطيط والصورة.

https://lata2ef.blog/2024/10/25/%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%8a%d9%86%d8%b3%d8%a8%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84/

https://lata2ef.blog/2024/01/26/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a7/

https://lata2ef.blog/2025/06/24/%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%ab-%d8%ae%d9%84%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a1%d8%a7%d8%af%d9%85-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%aa%d9%87/

https://lata2ef.blog/2024/10/25/%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%8a%d9%86%d8%b3%d8%a8%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%84/

https://lata2ef.blog/2024/01/26/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%86-%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a7/