نفي بعض علماء الحنابلة الجسمية والمكان عن الله عز وجل

نفي بعض علماء الحنابلة الجسمية والمكان عن الله عز وجل

قال عثمان ابن قائد النجدي الحنبلي المتوفى سنة 1097 هجري في كتابه نجاة الخلف في اعتقاد السلف : “ويجب الجزم بأنه تعالى واحد أحد فرد صمد عالم بعلم قادر بقدرة مريد بإرادة … وبأنه سبحانه ليس بجوهر ولا جسم ولا عرض لا تحكمه الحوادث لا يحل في حادث ولا ينحصر فيه فمن اعتقد أو قال أن الله تعالى بذاته في كل مكان أو في مكان فكافر، بل يجب الجزم بأنه تعالى بائن من خلقه، فالله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان”. انتهى

– وقال مرعي الكَرْمي المقدسي الحنبلي المتوفّى سنة 1033 هـجري في أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات: ” قال المازري: “وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث – حديث فإن الله خلق ءادم على صورته- فأجراه على ظاهره وقال الله صورة لا كالصور، قال وهذا كقول المجسمة جسم لا كالأجسام، لما رأوا أهل السنة يقولون الله تعالى شيء لا كالأشياء، والفرق أن لفظة شيء لا تفيد الحدوث ولا تتضمن ما يقتضيه، وأما جسم وصورة فيتضمنان التأليف والتركيب وذلك دليل الحدوث”. انتهى

كما نقل الشيخ مرعي عن ابن الهمام الحنفي قوله عن صفة الاستواء مرتضياً له : ” أما كون الاستواء بمعنى الاستيلاء على العرش مع نفي التشبيه فأمر جائز … – إلى أن قال – إذا خيف على العامة عدم فهم الاستواء إلا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية ، فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء”” . انتهى

– وقال ابن عادل الحنبلي المتوفى سنة 880 هجري في تفسيره اللباب :” فصل في الرد على شبهة المجسمة: تمسكت المُجَسِّمَةُ في إثبات الأعْضَاء للَّه – تعالى – بهذه الآية ، وسائر الآيات المُنَاسِبَة ، كقوله تعالى : “ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ” – الرحمن : 27 – والجوابُ : أن قوله تعالى : ” قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ” – الإخلاص : 1 – يقتضي الوحْدَانيَّة التَّامَّة ، وذلك يُنَافِي التركيب من الأعضاء والأجزاء ، فثبت أنَّهُ لا بُدَّ من التَّأويل”. انتهى

وقال أيضا: “انَّه تعالى ليس بِجِسْمٍ؛ لأنَّ الجسم لا ينفَكُّ عن الحَرَكَةِ والسُّكُون وهما مُحْدَثَانِ ، وما لا يَنْفَكُّ عن المُحْدَثِ فَهُو مُحْدَثٌ ، ولأنَّ كُلَّ جسم فهو مُتَنَاهٍ في المِقْدَار ، وكلّ ما كان متناهياً في المقدار فهو محدثٌ ، ولأنَّ كلَّ جسم فهو مؤلَّفٌ من الأجزاء ، وكلّ ما كان كذلك افتقر إلى ما يؤلِّفُهُ ويُركِّبُهُ ، وكلّ ما كان كذلك فهو مُحْدَثٌ ، فَثَبت بهذه الوجوه أنَّه يمتنع كونه تعالى جِسْماً ، فيمتَنِعُ أنْ يكون عُضْواً جُسْمَانِياً” . انتهى

– وقال الحافظ الفقيه الحنبليّ أبو الفرج بن الجوزيّ المتوفى سنة 597 هجري في كتاب دفع شبه التشبيه – المعروف باسم “الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب”- ما نصه : «رأيت مَن تكلّم من أصحابنا ـ أي بعض المنتسبين إلى الحنابلة ـ في الأصول بما لا يصلح وانتدب للتصنيف ثلاثة أبو عبد الله بن حامد وصاحبه القاضي، وابن الزاغونيّ، فصنّفوا كتبًا شانوا بها المذهب، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوامّ، فحملوا الصفات على مقتضى الحسّ، فسمعوا أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجهًا زائدًا على الذات، وعينين وفمًا ولَهَوات وأضراسًا وأضواء لوجهه هي السُّبُحَات ويدين وأصابع وكفًّا وخِنصِرًا وإبهامًا وصدرًا وفخذًا، وساقين ورجلين، وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس، وقالوا يجوز أن يُحَسَّ ويُمَسّ، ويُدني العبد من ذاته، وقال بعضهم: ويتنفّس، ثم إنهم يُرضون العوام بقولهم: لا كما يُعقل». انتهـى

– وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه المتوفى سنة 513 هـجري ما نصه : “تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة، هذا عين التجسيم، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها” انتهـى

نقله عنه ابن الجوزي في الباز الأشهب

وقال ابن عقيل: أن من قال أن العرش يحمل الله فهو كافر.

نقله عنه ابن المبرد في تحفة الوصول إلى علم الأصول.

– وقال الكلوذاني الحنبلي المتوفى سنة 510 هجري في القصيدة الدالية:

قالوا : فأنت تراه جسما مثلنا قلت المجسم عندنا كالملحد

– و قال القاضي أبو يعلى الحنبلي المتوفى سنة 458 هجري في مختصر المعتمد، ما نصه: “فصل فيمن يعتقد أن الله تعالى جسم من الأجسام، ويعطيه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال من مكان إلى مكان فهو كافر؛ لأنه غير عارف بالله تعالى، لأن الله تعالى يستحيل وصفه بهذه الصفات، فإذا لم يعرف الله وجب أن يكون كافرًا”. انتهى

وقال أيضا في مختصر المعتمد: “ولا يجوز عليه الحد، ولا نهاية، ولا القبل ولا البعد، ولا تحت ولا قدام، ولا خلف، لأنها صفات توجب المكان”. انتهى

وقال: ” فأجاز أحمد رحمه الله إطلاق القول بأنه في السماء لا على وجه الحد لورود الشرع بإطلاق ذلك، ولم يجز القول في مكان لأن الشرع لم يرد بإطلاقه”. انتهى

وقال عن الاستواء: “والواجب إطلاق هذه الصفة… لا على معنى القعود والمماسة… وخلافًا للكرامية والمجسمة أن معناه المماسة للعرش بالجلوس عليه”. انتهى

وجاء في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: “قال الوالد السعيد: فمن اعتقد أن الله سبحانه جسم من الأجسام وأعطاه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال: فهو كافر لأنه غير عارف بالله عز وجل لأن الله سبحانه يستحيل وصفه بهذه الصفات وإذا لم يعرف الله سبحانه: وجب أن يكون كافراً”. انتهى

– وهذا أيضا ما كان عليه أبو الفضل التميمي، المتوفى سنة 410 هجري:

https://www.facebook.com/share/p/R6FMRszHeZfVdyTy/