تفسير المقام المحمود بجلوس النبي على العرش

  1. 1- ذكر أسانيد هذه الرواية
  2. 2- بيان من أثبت هذه الفضيلة أو ذكرها
  3. 3- نقض ما ورد في كتاب السنة للخلال من تبديع وتجهيم منكر تفسير المقام المحمود

تفسير المقام المحمود بجلوس النبي على العرش

نقل بعض العلماء في كتبهم تفسير المقام المحمود بأن الله عز وجل يُجلس النبي محمد صلى الله عليه وسلم على العرش – دون ذكر أن الله يجلس معه-، وهذا التفسير ليس فيه ما يخالف الأصول والتنزيه رغم أنه منقول بأسانيد ضعيفة.

1- ذكر أسانيد هذه الرواية

أ- روى الخلال في السنة، قال: أخبرنا أحمد بن أصرم المزني، قال: ثنا عباس بن عبد العظيم، قال: ثنا يحيى بن كثير العنبري، قال: ثنا مسلم بن جعفر وكان ثقة، عن الجريري، عن سيف السدوسي، عن عبد الله بن سلام، قال: «إن محمدا يوم القيامة بين يدي الرب عز وجل، ‌على ‌كرسي ‌الرب ‌تبارك وتعالى»

ورواه الطبري في تفسيره، وابن أبي عاصم في السنة، وابن المحب الصامت في صفات رب العالمين، والآجري في الشريعة.

وهذا أثر ضعيف، فقد قال البخاري في التاريخ الكبير: «ولا يُعرَفُ لسَيفٍ سماعٌ مِن ابنِ سلامٍ». انتهى

ب – قال الخلال في السنة: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا عبد الرحمن بن شريك، قال: ثنا أبي قال: ثنا أبو يحيى القتات، عن مجاهد: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: «يقعد محمدا على العرش». انتهى

وقال بمثله «عبد الرحمن بن شريك يعني عمه، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم». كما في السنة لأبي بكر بن الخلال أيضا.

وهذا الأثر فيه:

• محمد بن بشر: هو ابن شريك، «ضعيف». كما في ذيل ديوان الضعفاء.

• عبد الرحمن بن شريك «قال أبو حاتم: واهي الحديث». كما في ديوان الضعفاء

• شريك: ضعيف

ج – قال الخلال في السنة : «ثنا محمد بن هشام مستملي ابن عرفة، قال: ثنا الحسن بن عرفة، عن علي بن ثابت الجزري، عن غالب بن عبيد الله العقيلي، قال: حدثني المكيون ذكر منهم عطاء وعمرو بن دينار: أن الله عز وجل يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب مثله، فيقوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيثني على الله بما هو أهله، قال: فيقول الله عز وجل له: ادنه، قال: ثم يغضب فيقوم نبينا، فيثني على الله بما هو له أهل، فيقول له: ادنه، فلا يزال يقول له: ادنه، حتى يقعده على العرش». انتهى

وهذا السند فيه:

•محمد بن هشام: «‌قال ‌الدَّارَقُطْنِيّ: ‌محمد ‌بن ‌هشام ‌بن ‌البختري ‌بن ‌أبي ‌الدميك، ‌لا ‌بأس ‌به». كما في موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله.

• غالب بن عبيد الله العقيلي: وهو «ضَعِيف» كما في تاريخ ابن معين رواية الدوري ، و«مُنكرُ الحديثِ» كما في التاريخ الكبير للبخاري.

د – روى أسد بن موسى المتوفى سنة 212 هجري في الزهد قال: نا مهدي بن ميمون، نا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام، قال: «كان أكرم خليقة الله على الله تعالى، أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وإن الجنة في السماء، وإن النار في الأرض، وإذا كان يوم القيامة، جمع الله الخلائق أمة أمة، ونبيا نبيا، حتى يكون أحمد صلى الله عليه وسلم هو وأمته آخر القوم مركزا، ثم يوضع جسر على جهنم، ثم ينادي مناد: أين أحمد وأمته؟ قال: فيقوم وتتبعه أمته، برها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من يمين ومن شمال، ويمر النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة تبوئهم منازلهم من الجنة على يمينك، على يسارك حتى ينتهي إلى ربه تبارك وتعالى، فيلقى له ‌كرسي ‌عن ‌يمين ‌الله تبارك وتعالى» انتهى

ومن هذا الطريق رواه الحاكم وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

و‌‌قال الذهبي في التلخيص: «صحيح»

قال أبو اسحاق الحويني محقق كتاب الزهد: “ويظهر أنه من الاسرائيليات التي كان يرويها عبد الله بن سلام رضي الله عنه”. انتهى

فهذا الأثر موقوف على ابن سلام وليس مرفوعا للنبي، عليه الصلاة والسلام، والا فمعنى: فيُلقى له ‌كرسي ‌عن ‌يمين ‌الله تبارك وتعالى، أي عن يمين العرش كما فسره حديث الترمذي: “حدثنا الحسين بن يزيد حدثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد أبي خالد عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى حلة من حلل الجنة ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري. قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح”. انتهى

وهذا الأثر ان صح فهو يدل ان النبي يجلس على الكرسي لا على العرش، و يشهد لذلك ما قاله الخلال في السنة : ” أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ جَعْفَرٍ وَكَانَ ثِقَةً، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ سَيْفٍ السَّدُوسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: «إِنَّ مُحَمَّدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ، عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى». انتهى

هـ- قال ابن أبي شيبة في المصنف : “حدثنا ابن فضيل عن ‌ليث عن ‌مجاهد: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يقعده على ‌العرش”. انتهى

وهذا الأثر جاء من من طرق مدارها على ليث بن أبي سليم. وهو متكلم فيه

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/18tCR96jdG/

وجاء في الكمال في أسماء الرجال: “كان ابن عُيَيْنة لا يَحْمَد حفظ ليث”

وقال جرير: كان ليث أكثرهم تَخْليطًا

وقال عمرو بن علي: كان يحيي لا يُحدِّث عن ليث، وكان عبد الرحمن يحدِّث عنه.

2- بيان من أثبت هذه الفضيلة أو ذكرها

رغم ضعف هذا الأثر فقد أثبت بعض العلماء فضيلة جلوس النبي على العرش منهم:

– محمد بن مصعب، فقد نقل الذهبي في العلو للعلي الغفار عن المروذي أنه قال: ” سمعت أبا عبد الله الخفاف، سمعت ابن مصعب وتلا: ” عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ” قال: نعم يقعده على العرش”.

ثم قال الذهبي: “ذكر الإمام أحمد ، محمد بن مصعب فقال: قد كتبت عنه وأي رجل هو. فأما قضية قعود نبينا على العرش: فلم يثبت في ذلك نص، بل في الباب حديث واه”. انتهى.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/p/1GZrdVL11t/

– ابْنُ صَاعِدٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدِ بنِ كَاتِبٍ المتوفى سنة 318 هجري، مُحَدِّثُ العِرَاقِ، حيث جاء في الشريعة للآجري أنه قال: «وهذه الفضيلة في القعود على العرش لا ندفعها ولا نماري فيها ، ولا نتكلم في حديث فيه فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء يدفعه ولا ينكره. وهذا الحديث يقارب الأحاديث في معنى ‌يقعده ‌على ‌العرش». . انتهى

– ابن الجوزي المتوفى سنة 597 هجري، حيث قال في كشف المشكل من حديث الصحيحين: «وَالْمقَام الْمَحْمُود: الَّذِي يحمده لأَجله جَمِيع أهل الْموقف، وَفِيه قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنه الشَّفَاعَة للنَّاس يَوْم الْقِيَامَة، قَالَه ابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَابْن عمر وسلمان وَجَابِر فِي خلق كثير. وَالثَّانِي: ‌يجلسه ‌على ‌الْعَرْش، رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَمُجاهد. وَقَالَ عبد الله بن سَلام: يقعده على الْكُرْسِيّ». انتهى

وقال في تذكرة الأريب في تفسير الغريب: «والمقام المحمود الشفاعة للناس يوم القيامة وقال مجاهد ‌يقعده ‌على ‌العرش». انتهى

– شهاب الدين الرملي المتوفى سنة 844 هـجري، حيث قال: «وقيل: إجلاسه ‌على ‌العرش، وقيل: على الكرسي، وعلى تقدير الصحة لا ينافي الأول؛ لاحتمال أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة». كما في شرح سنن أبي داود لابن رسلان.

– يحيى بن أبى بكر العامري الحرضي المتوفى سنة 893 هـجري، حيث قال في بهجة المحافل وبغية الأماثل: «(‌المقعد ‌المقرب) وهو الوسيلة والمقام ‌المحمود وجلوسه على العرش أو المنزل العالي والقدر الرفيع احتمالات». انتهى

– ابن حجر الهيتمي المتوفى سنة 974 هجري، حيث قال

فتح الإله في شرح المشكاة، ما نصه: «(الْمَقْعَدَ الْمُقَرَّبَ) يحتمل أن المراد به الوسيلة، التي هي أعلى درجة في الجنة لا تكون إلا له كما بسط ذلك في الأذان أو المقام المحمود، وهو مقام الشفاعة العظمى في فصل القضاء المذكور في قوله تعالى: (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا تُحمُودًا ﴾ أو جلوسه على العرش أو المنزل العالي والقدر الرفيع، ولا مانع من إرادة ذلك كله». انتهى

– منصور بن يونس البهوتي الحنبلي المتوفى سنة ت 1051 هـجري، شيخ الحنابلة بمصر في عصره، قال في كشاف القناع: «وعلى الأول: فالمقام المحمود جلوسه صلى الله عليه وسلم ‌على ‌العرش». انتهى

– عبد الحق بن سيف الدين الدِّهلوي الحنفي المتوفى سنة 1052 هـجري، قال في لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح : «والمراد بالمقام المحمود مقام الشفاعة، وقيل: إجلاسه ‌على ‌العرش أو الكرسي، وهو أيضًا علامة الإذن في الشفاعة». انتهى

– ابن بلبان الحنبلي المتوفى سنة 1083 هـجري ، حيث قال في مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات، ما نصه : «وبأنَّ المقامَ المَحْمودَ لنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ وصِدْقٌ وهو: أن اللهَ ‌يُقْعِدُهُ ‌على ‌العَرْشِ رَفْعًا لمقامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتمييزًا له على سائِرِ الخَلْقِ، أو الشَّفَاعَةُ العُظْمى». انتهى

3- نقض ما ورد في كتاب السنة للخلال من تبديع وتجهيم منكر تفسير المقام المحمود

جاء في كتاب السنة المنسوب للخلال ان بعض العلماء أنكروا على من رد هذا التفسير للمقام المحمود، وبعضهم حكم عليه بالتجهم وبعضهم كفره ومنهم:

هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ أَبُو عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، المتوفى سنة 231 هجري، قال: «هذا حديث يسخن الله به أعين الزنادقة». انتهى

وقال: «ليس ينكر حديث ابن فضيل عن ليث، عن مجاهد إلا الجهمية».

إسحاق بن راهويه المتوفى سنة 238 هجري، قال : «الإيمان بهذا الحديث والتسليم له. من رد هذا الحديث فهو جهمي». انتهى

– أبو الحسن عبد الوهاب الوراق المتوفى سنة 250 هجري، قال: «الذي رد فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يقعده على العرش فهو متهم على الإسلام». انتهى

-إِبْرَاهِيْمُ بنُ أُورمَةَ أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ المتوفى سنة 266 هجري، قال: «هذا الحديث حدث به العلماء منذ ستين ومائة سنة، ولا يرده إلا أهل البدع». انتهى

– محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الواسطى ، أبو جعفر الدقيقي المتوفى سنة 266 هجري، قال: «من ردها فهو عندنا جهمي، وحكم من رد هذا أن يتقى». انتهى

– أبوبكر محمد بن حماد بن بكر بن حماد المقرئ، صاحب خلف البزّار، المتوفى سنة 267 هجري، قال: «من ذكرت عنده هذه الأحاديث فسكت فهو متهم على الإسلام، فكيف من طعن فيها؟». انتهى

-أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، المتوفى سنة 270 هجري، قال: «لا أعلم أحدا من أهل العلم ممن تقدم، ولا في عصرنا هذا إلا وهو منكر لما أحدث الترمذي [ليس الإمام المعروف] من رد حديث «يقعده على العرش» فهو عندنا جهمي، يهجر ونحذر عنه… وقد أتى علي نيف وثمانون سنة ما علمت أن أحدا رد حديث مجاهد إلا جهمي، وقد جاءت به الأئمة في الأمصار، وتلقته العلماء بالقبول منذ نيف وخمسين ومائة سنة». انتهى

– أَبُو الفَضْلِ عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمِ بنِ وَاقِدٍ، الدُّوْرِيُّ، المتوفى سنة 271 هجري، قال: «لا يرد هذا إلا متهم». انتهى

– عليّ بْن دَاوُد بْن يزيد، أبو الْحَسَن القنْطريّ المتوفى سنة 272 هجري، قال: «أتى عليَّ أربع وثمانون سنة، ما رأيت أحدا رد هذه الفضيلة إلا جهمي». انتهى

– محمد بْن عَبْد النّور، أبو عبد الله الكُوفيُّ الخزاز الْمُقْرِئ المتوفى سنة 272 هجري، قال: «والله ما للنبي صلى الله عليه وسلم فضيلة مثلها، أدركت شيوخنا على ذلك يتلقونه بالقبول، ويسرون بها، ولا يردها إلا رجل سوء جهمي». انتهى

– محمد بن أحمد بن واصل المتوفى سنة 273 هجري، قال: «من رد حديث مجاهد فهو جهمي». انتهى

– أبو داود السجستاني صاحب السنن المتوفى سنة 275 هجري، قال: «أرى أن يجانب كل من رد حديث ليث، عن مجاهد: – يقعده على العرش- ويحذر عنه، حتى يراجع الحق، ما ظننت أن أحدا يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث، إلا إنا علمنا أن الجهمية تنكره من جهة إثبات العرش، فإنهم ينكرون أمر العرش، ويقولون: العرش عظمة، مع أنهم لم ينكروا منه فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم». انتهى

هارون بْن الْعَبَّاس الهاشميّ المتوفى سنة 275 هجري، قال : «ولا علمت أحدا رد حديث مجاهد. رواه الخلق عن ابن فضيل عن ليث عن مجاهد، واحتمله المحدثون الثقات، وحدثوا به على رءوس الأشهاد، لا يدفعون ذلك، يتلقونه بالقبول والسرور بذلك، وأنا فيما أرى أني أعقل منذ سبعين سنة، والله ما أعرف أحدا رده، ولا يرده إلا كل جهمي مبتدع خبيث، يدعو إلى خلاف ما كان عليه أشياخنا وأئمتنا، عجل الله له العقوبة، وأخرجه من جوارنا، فإنه بلية على من ابتلي به، فالحمد لله الذي عدل عنا ما ابتلاه به والذي عندنا، والحمد لله أنا نؤمن بحديث مجاهد ونقول به على ما جاء، ونسلم الحديث وغيره مما يخالف فيه الجهمية من الرؤية والصفات، وقرب محمد صلى الله عليه وسلم منه». انتهى

و قال: «رد حديث مجاهد فهو عندي جهمي، ومن رد فضل النبي صلى الله عليه وسلم فهو عندي زنديق لا يستتاب، ويقتل، لأن الله عز وجل قد فضله صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم السلام … فاحذروا من رد حديث مجاهد، وقد بلغني عنه أخزاه الله أنه ينكر أن الله عز وجل ينزل، فمن رد هذا وحديث مجاهد فلا يكلم، ولا يصلى عليه». انتهى

– يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ البَغْدَادِيّ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، المتوفى سنة 275 هجري، قال: «من رده فقد رد على الله عز وجل، ومن كذب بفضيلة النبي ﷺ فقد كفر بالله العظيم». انتهى

– مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ ، المتوفى سنة 280 هجري، قال: «من توهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من الله عز وجل ما قال مجاهد فهو كافر بالله العظيم». انتهى

– إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ، المتوفى سنة 285 هجري، قال: «ما ينكر هذا إلا أهل البدع». انتهى

وقال: «هذا حدث به عثمان بن أبي شيبة في المجلس على رءوس الناس؟ فكم ترى كان في المجلس؟ عشرين ألفا! فترى لو أن إنسانا قام إلى عثمان، فقال : لا تحدث بهذا الحديث، أو أظهَرَ إنكاره، تراه كان يخرج من ثم إلا وقد قتل؟ قال أبو بكر بن صدقة، وصدق، ما حكمه عندي إلا القتل». انتهى

وقال: «الذي نعرف ونقول به ونذهب إليه: أن ما سبيل من طعن على مجاهد وخطأه إلا الأدب والحبس». انتهى

– أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ المتوفى سنة 285 هجري، قال : «من رد هذا فهو متهم على الله ورسوله، وهو عندنا كافر، وزعم أن من قال بهذا فهو ثنوي، فقد زعم أن العلماء والتابعين ثنوية، ومن قال بهذا فهو زنديق يقتل». انتهى

– محمد بن يونس البصريّ المتوفى سنة 286 هجري، قال: ” من ردّ هذه الأحاديث ، فقد أزرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن على مجاهد ، وهو من عالية التابعي ، قد صحب جمعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ عنهم، وما سمعنا أحداً من شيوخنا المتقدمين من أهل السّنّة ذكر هذه الأحاديث إلا بالقبول لها، ويحتجّون بها على الجهميّة ، ويقمعونهم بها ويكفرونهم ، ولا يردّها إلا رجل معطل جهميّ ؛ فمن ردّ هذه الأحاديث ، أو طعن فيها فلا يكلم ، وإن مات لم يصل عليه”. انتهى

و محمد بن يونس البصري، هو من الكذابين.

قال الذهبي في “الميزان”، محمد بن موسى القرشي السامي الكديمي البصري الحافظ أحد المتروكين.

وقال ابن حبان : لعلّه وضع أكثر من ألف حديث.

قال ابن عدي في “الكامل في الضعفاء”:قد اتهم الكريمي بالوضع.

و قال ابن عدي: محمد بن يونس بن موسى أبو العباس الكديمي البصري اتهم بوضع الحديث وبسرقته وادعى رؤية قوم لم يرهم ورواية عن قوم لا يعرفون وترك عامة مشايخنا الرواية عنه ومن حدث عنه نسبه إلى جده موسى بأن لا يعرف سمعت محمد بن سعيد يقول سمعت موسى بن هارون الجمال يقول تقرب إلى الكديمي بالكذب قال لي كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن سابق وسمعت أبي يقول ما كتبت عن محمد بن سابق شيئا ولا رأيته.

و قال ابن الجوزي في “الضعفاء والمتروكون”: محمد بن يونس بن موسى أبو العباس الشامي الكديمي البصري يروي عن أبي نعيم وغيره قال الدراقطني ضعيف وقال ابن عدي أتهم الكديمي بوضع الحديث وسرقته وادعى برؤية قوم لم يرهم وامتنع عامة مشايخنا من الرواية عنه ومن حدث عنه ينسبه إلى جده لئلا يعرف قال هارون الحمال تقرب إلى الكديمي بالكذب وعرض على أبي حاتم الرازي شيء من حديثه فقال ليس هذا حديث أهل الصدق وقال ابن حبان كان يضع الحديث على الثقات لعله قد وضع أكثر من ألف حديث وقال الأزدي متروك الحديث.اهـ

فهذا هو الكديمي ،و لعله ممن يحارب أهل السنة ،و يرميهم بالتجهّم من أجل أنهم كذّبوه وتركوه وردوا أحاديثه التي يفتريها .

– محمدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو جَعْفَرٍ العَبْسِيُّ، المتوفى سنة 297هجري، قال: «وبلغني عن بعض الجهال دفع الحديث بقلة معرفته في رده مما أجازه العلماء ممن قبله ممن ذكرنا، ولا أعلم أحدا ممن ذكرت عنه هذا الحديث، إلا وقد سلم الحديث على ما جاء به الخبر، وكانوا أعلم بتأويل القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن رد هذا الحديث من الجهال، وزعم أن المقام المحمود هو الشفاعة لا مقام غيره. فهذه حكايات الشيوخ والثقات بمدينة السلام والكوفة وغير ذلك». انتهى

– أبو بكر الخلال المتوفى سنة 311 هجري، قال في السنة: «قرأت كتاب السنة بطرسوس مرات في المسجد الجامع وغيره سنين، فلما كان في سنة اثنتين وتسعين قرأته في مسجد الجامع، وقرأت فيه ذكر المقام المحمود، فبلغني أن قوما ممن طرد إلى طرسوس من أصحاب الترمذي المبتدع أنكروه، وردوا فضيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهروا رده فشهد عليهم الثقات بذلك فهجرناهم، وبينا أمرهم». انتهى

———-

وكل هذه المرويات المذكورة في كتاب السنة للخلال لا يثبت ولا يصح منها شىء، ولا يجوز نسبتها لإمام من أئمة أهل السنة، وإلا فكيف يُحكم بكفر من يترك المرويات الواهية و يأخذ بالأحاديث الصحيحة التي تفسر المقام المحمود بالشفاعة؟

ثم ان كتاب السنة للخلال قد طبع وفق مخطوطة يتيمة في سندها طفل دون السنتين وأيضا بعض المجهولين.

راجع الرابط التالي:

https://www.facebook.com/share/15ho9r3VRn/

وعليه فلا نسلم بصحة نسبة كل النصوص والمرويات الموجودة في كتاب السنة للخلال، ولا صحة نسبة مثل هذه المرويات لعلماء السلف.