عبد القادر بن بدران الحنبلي المتوفى سنة: 1346 هجري

عبد القادر بن بدران الحنبلي المتوفى سنة: 1346 هجري

الجزء الثالث: شبهة مدحه لابن تيمية وابن عبد الوهاب وذمه للأشعرية

من الثابت أن الشيخ عبد القادر بن بدران قد خالف الوهابية في عدة قضايا مفصلية.

https://www.facebook.com/share/p/ZEefeBtwkfmgU3ro/…

وأما “المدخل في فقه الإمام أحمد” فان مخطوطه الذي تم اعتماده لطبع الكتاب فهو ليس بخط الشيخ عبد القادر بن بدران، وان زعم بعض محققي الكتاب أنه بخطه.

https://www.facebook.com/share/p/9hJ8zmYnznX94eNd/?mibextid=2JQ9oc

بل المخطوط بخط ناسخ مجهول تعمد التدليس حتى يُتوهم انه كتب بخط الشيخ عبد القادر بن بدران.

بل نجزم أنه تم اقحام بعض الفقرات برمتها في الكتاب بعد وفاة الشيخ بيسير.

فنلاحظ ذلك التعظيم والثناء على ابن تيمية وعلى كتبه واعتقاده، مع ان تلك الكتب لم تكن معتمدة للتدريس حتى عند المتأخرين من الحنابلة.

فمما خطه ذلك الناسخ ودسه في المدخل قوله: “والقسم الثاني: منها ما هو موضوع لبيان مذهب السلف وهي كثيرة جدا كما أسلفناه لكننا نرشد الطالب هنا إلى ما فيه مقنع له فنقول منها العقيدة الحموية وشرح العقيدة الأصفهانية لشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرها من رسائله ومصنفاته. ومنها لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد للإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة”. انتهى

وقال الشيخ أيضاً: “وكان السلف كلهم من أشد الرادين على جهم ونسبته إلى التعطيل المحض وهو أيضا موافق للمعتزلة في نفي رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة وفي إثبات خلق الكلام وإيجاب المعارف بالعقل قبل ورود الشرع وقد شن الغارة على جهم وأتباعه وإخوانه من المبتدعة أساطين العلماء وردوا استدلالهم وأكثر من نصب نفسه لبيان الحق والرد عليهم من طريقي العقل والنقل الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري ثم شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني ثم صاحبه شمس الدين محمد بن قيم الجوزية قدس الله أسرارهم فمنن أراد الاطلاع على كسر جيوشهم وغلبتهم في ميدان الاستدلال فعليه بكتب هؤلاء الأعلام ولو أننا اشترطنا في كتابنا هذا الاختصار لاقتفينا أثر أولئك النجوم فاهتدينا بهم وعسانا إن شرعنا بشرح نونية ابن القيم أن نأتي بما يكفي ويشفي”. انتهى

وقال: ومن اصطلاح الفقهاء التسمية بشيخ الإسلام وكان العرف كما سلف أن هذا اللفظ يطلق على من تصدر للإفتاء وحل المشكلات فيما شجر بين الناس من النزاع والخصام من الفقهاء العظام والفضلاء الفخام كشيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني وصاحب المغني وغيرهما”. انتهى

فواضح أن من خط ذلك ليس إلا وهابيا قحا، وليس ذلك من كلام الشيخ ابن بدران، بدليل الكذب المتعمد كقوله عن الاشعرية: ” ولا يغرنك انتساب أولئك إلى الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى فإنهم عند التحقيق لم يسلكوا مسلكه ولم يفهموا مرامه لأن هذا الإمام تصدى أولا للرد على المعتزلة بعد أن كان منهم وصاحب البيت أدرى بالذي فيه يكون فسلك في الرد عليهم مسلك فن الجدل وأخذ يقطع عليهم الطريق بأي وجه كان ويزيف مقالاتهم بأي واسطة كانت كما هو شأن فن الجدل الذي قصارى أمره غلبة الخصم بأي وجه وبأي طريق”. انتهى

وقوله: “أقول أراد -أي ابن السبكي- بأهل السنة من كان على شاكلته من أتباع الأشعري الموهوم الذي لا تحقق له في الخارج وإنما وجوده في مخيلة أصحابه وهم الذين افتروا على الأشعري الحقيقي فنسبوا إليه ما هو بريء منه”. انتهى

و عده أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب إماماً كبيراً وقامعاً لأهل البدع: من ذلك قوله: “مختصر الشرح الكبير والإنصاف: تأليف العالم الأثري والإمام الكبير محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي يتصل نسبة بعبد مناة بن تميم التميمي. ولد سنة خمس عشرة ومائة وألف. وقد رحل إلى البصرة والحجاز لطلب العلم وأخذ عن الشيخ علي أفندي الداغسطاني وعن المحدث الشيخ إسماعيل العجلوني وغيرهما من العلماء. وأجازه محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخرين ولما امتلأ وطابه من الآثار وعلم السنة وبرع في مذهب أحمد أخذ ينصر الحق ويحارب البدع ويقاوم ما أدخله الجاهلون في هذا الدين الحنفي والشريعة السمحاء وأعانه قوم أخلصوا العبادة لله وحده على طريقته التي هي إقامة التوحيد الخالص والدعاية إليه”. انتهى

ومما يدل دلالة قطعية على تحريف الكتاب، خطؤه في نسبة المقالات لأصحابها مثل ما جاء في المدخل في معرض كلامه عن المعتزلة: “واتفقوا، -أي المعتزلة-، على رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار، ونفي التشبيه عنه من كل وجه: جهة، ومكانا، وصورة، وجسما، وتحيزا، وانتقالا، وزوالا، وتغيرا، وتأثرا”. انتهى

وهذا خطأ فاحش لا يُتصور صدوره من عالم كبير، فمن المعلوم أن ما نسبه للمعتزلة ليس من قولهم أصلا، بل مذهبهم هو نفي الرؤية مطلقا، والظاهر أن الناسخ المُحرف خلط بين الأشعرية والمعتزلة عند قيامه بدس هذا النص على الشيخ عبد القادر.

فإما أن يقول هؤلاء الوهابية أن الشيخ ابن بدران متناقض في كتاب المدخل، او أنهم يتمسكون بنصوص المدح لأئمتهم، مع كون الشيخ ابن بدران في حكم المبتدع عندهم.