حُسْنُ الظنِ رِبْحٌ خالِصٌ
قال الأديب الشيخ غانم جلول لطف اللّه به و رحمه:
حُسْنُ الظنِ رِبْحٌ خالِصٌ، أنْ تكونَ حسَنَ الظنِ فأنت في ميزانِ الذكاء.
كلما ازددْتَ منه رَجَحَتْ كفَّةُ الذكاءِ عندك لأن حَسَنَ الظنِ سليمُ السَّريرةِ يُمْعِنُ الفكرَ في الخير، وهذا يؤثّرُ في القلبِ سَكِينَةً، ويَمتنعُ عن البحثِ عن عوراتِ النَّاس.
فمنِ انشغل بعيبِ نفسِهِ اشتغل بالأَولى وقدَّمَ الأَجدى ونظرَ الى آخرتِهِ أكثرَ مِن نظرِهِ إلى دنياه وفَرِحَتْ نفسُهُ بالمحامِلِ الحسنةِ التي يحمِلُ أقوالَ وأفعالَ الإخوانِ عليها.
وَلَئِنْ تُخْطِئ في حُسْنِ ظنِك بهم أَهونُ عليك من أن تُخطئَ بسوءِ الظنّ. فإن الأول قد يُفَوّتُ عليكَ عَرَضًا من الدُّنيا ولكنْ لا تُحْرَمُ أجْرَ الآخرةِ منه.
وسوءُ الظنِ يَجْلِبُ عليك مضارَّ الدنيا وكُرُباتِ الآخرة.
فمن اختار السلامةَ يومَ العَرْضِ على الله فهو الذكي الفَطِن.
ومنْ غامرَ بِعُنُقِهِ في سوءِ ظنهِ بالناسِ فقد رمى نفسَه في خطرٍ وتَهْلُكَة
